د. بسام الهلول
من يتابع ربع القرن الأخير من خلال متواليات الاحداث على كافة الصعد ليجد مفارقة في كل شيء من خلال فعاليات الاجتماع وحراكه لقد اجريت عمليات قيسرية وبتدخل( قيصري) الامر الذي ظهر عيانا على كل فعاليات الحياة من اجتماع واقتصاد وسياسة وتعليم وصحة فعلى سبيل المثال التعليم ومناهجه عمل المقص والمبضع بحيث تجده في خدمة الإسرائيلي من حيث تفريغ الجيل من رسالته الأمر الذي ترتب عليه ضياع الجيل وفي غالب ظني تمثل هذا في شارته انتشار المخدرات في الجيل رغم الجهد المبذول ظاهرا في مكافحتها بحيث اصبح هذا الجيل لايقوى على حمل رسالة ولا يقوى على مواجهة الخطر الداهم الذي تلوح في الافق القريب مقدماته فعلى سبيل المفارقة كان للقضية الفلسطينية كتابا مقررا في الثانوية العامة ومن العجب العجاب انك حيال جيل رغم مانراه من ورم سرطاني في نتائج الثانوية بادية علائمه من خلال تراتبية العلامات التي تتمثل في التسعين إلى ان يصل إلى ( مشاطئة المئة) ولكنك إذا عالجت هذا النفر من الجيل تجده لايقوى على تشكيل عبارة تامة من فعل وفاعل..عاد معه( غريبا) عن امته وتاريخه وهموم والديه علاوة على مايهتجس الحاضر من خوف على الهوية ومما تحتفظ فيه ذاكرتي قرع حذاء الجندي عندما يضرب في الارض تيها وعزة وكرامة نرقبه في مشيته وكانها( أنغام موسيقى) المارسلياز..التي تسوق العسكر الفرنسي إلى الوغى وملاقاة العدو..اجتمع لهذا الغياب غياب لسنبلة القمح من حقول بلدي بل غادرت جدر وحيوط قريتي ( اين جرزة القمح) المعلقة في( الهناك) غاب معها ولم تسجل لها الحضور مثلما غياب النشيد( وعقدنا العزم انت تحيا الجزائر)..نمد جسومنا ونقول للرفاق هيا اعبروا.. واستبدلت بنشيد ( محلي) لاادريه ما هو…؟!!! ان ما يؤوف ثقافة الجيل اليوم ووشيكه ثقافة الاختراق كي لاثقوى على ماينتظرهم من محاولة قلع له من جذوره بحيث اصبح( الاستتباع) للآخر واضحا جليا بل أراهم وكأنهم يساقون إلى مذبح الرب كقرابين على مذبح وطن ينهار ولا زلنا مأخوذين بمراسي ذلك الزورق الذي رفع مراسيه وكاننا حيال اسطول استقل المحيط وكاني الان امام تعزية لورنس لذلك العجوز تعزية في تبديد حلمه في بناء امبراطورية تمخضت بمنحة ذلك الزورق الذي كان بديلا وهانحن ندفع ثمنه باهضا ارمق ذاك الفلاح وهو واضع يديه خلف ظهره مطرقا خشية هاجس يساوره( كيف يصنع بنغفير وسيموترتش الان على قلعه من جذوره فهل ستقف هذه العمارات الفارهة في وجه ما يحاك لقلعه وهل فراهة السيارات في شوارع عمان بقادرة ان توقف هذا الطوفان القادم بل وهل جمالية هذا الفستان الانيق يوقف شره الإسرائيلي وهل استلال السيف من قرابه يوقف القادم من خطر وهل ( ندوب) هذه الوجوه توقف القادم؟ وهل حالة الجدب والوجد عند مشايخنا وفقهائنا الذين ينتصبون في حالات الذكر الوطنية بتناغمها توقف هذا الطغيان؟ وهل يوقف ذلك الهاجس والذي يساورني من آن إلى آخر كيف يعمل الإسرائيلي على محو هويتي من على هذه الارض ليصنع تاريخه؟! ان الرجل الذي اراه الان مع حماره ومعيزه على هامش عمان بدأ لي اكثر انسجاما مع محيطه فتحت اديم هذه السماء يتابع فصول ماضيه انما لايصنع تاريخا للاخرين..فمنذ القرطاجيين كانت كل مقاومة تطل من الجنوب، ولعل خصوبة الارض هنا وغناها يبدو عبر هذا التاريخ مصاحبا للضعف في الخلال الحسنة…ما يعززه قيام هذه الشواهق من مشاريع الاسكان والشقق الفارهة على انقاض خصوبة هذه التربة واكاد اقسم ان هذه الحالة هي نفسها تمثل ما يخطط للأردنيين من اقتلاع لهويتهم مثلما تبنى هذه الشقق على انقاض تربتهم( التي هي بلون قهوتهم) والقوم سادرون في غيهم ولازالوا منشغلين في أعراسهم وأغانيهم ولايدرون من هو خلف السارية الممسك بخنجره ليجهز عليهم.. وعلى سنابل قمحهم كل يوم ازداد عجبا لمن تبنى هذه العمارات ومشاريع الإسكانات الااااان فهمت انها للقادم من ( الهنااااااك) من هنا عقلت تضخم حكومة المقاولين على حساب هذا التراب ونحن في غفلة ن امرنا ولازلنا نصر( جلايبك يوم المبيع) بتفاهة الاعراب وتفاهة ذلك الاعرابي الذي وقف منشدا بين يدي جزاره وعجبت من عبوديته ان انحنى تقبيلا ونشيدا ( انه لم يخلق من مثله في البلاد) ياللعار
وأما إذا عرجت إلى قطاع الصحة كان يضرب الاردن مثالا في حيازة قصب السبق..في هذا المضمار
واما من حيث( سنبلة القمح) فقد اختفت من جدرنا ولم تعد مشاريع الإسكان للقادمين من. الهناك متسعا لها فلم يعد مجالا الترحيب بها … واما مهزلة الانتخابات ومشغلة الجماهير انما هي ( تعليلة) اليوم مثلما كانت( تغريبة بني هلال) ملهاة نقضي بها الليالي لنسيان حالة( الجدب والقحط ) إلى ان يحين هطل المطر ..وكما يقول المغاربة( كيف كيف) وفي الختم اعذرني ذلك اني لا اتقن العزف…بسبب فقدان حاسة الشم.. التي ذهبت ادراجها مع الرياح السانحة
الدكتور الهلول كاتب ومفكر اردني