أُرجئت إلى يوم الجمعة قمة عربية مصغرة كانت مقررة الخميس في الرياض لمناقشة الرد على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، فيما تم تأجيل قمة عربية موسعة كان من المفترض عقدها في القاهرة في السابع والعشرين من الشهر الحالي، للهدف ذاته.
ويعتقد محللون أن أسبابا لوجستية خلف تأجيل قمة الرياض ليوم واحد لاسيما وأنه تقررت مشاركة جميع دول مجلس التعاون الخليجي فيها، بعد أن كان المطروح عقد قمة خماسية تقتصر على السعودية والإمارات وقطر، إلى جانب مصر والأردن.
وينتظر أن تناقش القمة المنتظرة في الرياض المقترحات المصرية لبلورة خطة بديلة عن مقترح تهجير سكان غزة الذي يطرحه الرئيس الأميركي ويلقى حماسة إسرائيلية.
ولا يستبعد المحللون إلغاء قمة القاهرة والاكتفاء فقط بقمة الرياض في ظل حديث عن تردد لدى قوى عربية للمشاركة بها، فضلا عن الخشية من تباينات حول تفاصيل الخطة البديلة، كالموقف من ضرورة تخلي حركة حماس عن حكم غزة.
وقال مصدر سعودي فضل عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول الحديث للإعلام إنّ “مؤتمر القمة العربية المصغر في الرياض تم تأجيله من الخميس إلى الجمعة الحادي والعشرين من فبراير الجاري.”
وأشار المصدر إلى أنّ الاجتماع “سيضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست مع مصر والأردن لبحث البدائل العربية لخطط ترامب في قطاع غزة.”
وأكّد مصدر دبلوماسي عربي آخر إرجاء القمة يوما واحدا. وأفاد المصدر بأنّ “دولة خليجية وازنة أبدت امتعاضها لاستبعادها من قمة الرياض ما دفع القيّمين على المؤتمر إلى ضم كافة دول الخليج”، من دون أنّ يسمي الدولة الخليجية.
وأثار ترامب ذهولا عندما أعلن مقترحا الأسبوع الماضي يقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمرة وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد ترحيل الفلسطينيين إلى مصر والأردن ودول أخرى من دون خطة لإعادتهم.
وواجه الاقتراح الصادم ردود فعل إقليمية ودولية رافضة واسعة النطاق، كما أثار تحركا عربيا موحدا نادر الحدوث.
وكثّفت دول عربية ومن بينها حلفاء تاريخيون للولايات المتحدة، جهودها الدبلوماسية خلال الأيام الماضية للتأكيد على رفض طرح ترامب ورفض اقتلاع الفلسطينيين من الأراضي الفلسطينية.
وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال لقائه مجموعة من رفاق السلاح المتقاعدين، الاثنين على “موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، الرافض للتهجير والتوطين والوطن البديل.”
وشدد الملك على أن “موقفه لم ولن يتغير، وأن القول على مدى 25 عاما هو ‘كلا للتهجير، كلا للتوطين، كلا للوطن البديل’”، مستنكرا “تشكيك البعض بهذه المواقف الثابتة.”
وقال إن “الحفاظ على مصلحة الأردن واستقراره وحماية الأردن والأردنيين فوق كل الاعتبارات”، مشيرا إلى “أهمية العمل على إعادة إعمار غزة بدون تهجير الأشقاء الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.”
وفي ظل الشكوك حول انعقاد قمة القاهرة تتجه الأنظار إلى قمة الرياض للخروج بتصور واضح بشأن الخطة البديلة عن مقترح ترامب.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي في وقت سابق إن اجتماع الرياض يأتي هذه المرة للتنسيق فيما بين الدول العربية حول الأفكار والمقترحات المصرية التي سيتم طرحها على القمة العربية.
وأشار إلى أنه من الوارد أن تتم دعوة فلسطين إلى الاجتماع الذي سيناقش الإطار العام للمقترح المصري الذي سيطرح على القمة العربية.
وذكر أن موعد قمة القاهرة قد يتم تأجيله لعدة أيام لأسباب لوجستية “تتعلق بجداول قادة الدول المشاركة”، مرجعا ذلك إلى حرص مصر على حضور أكبر عدد من القادة لضمان نجاح القمة.
وأشار إلى أن القمة العربية الطارئة “حدث عربي على مستوى عال، يهدف إلى صياغة موقف عربي متماسك وصلب وقوي بشأن القضية الفلسطينية بشكل عام ورفض مخطط التهجير الذي كان فكرة إسرائيلية وتبنته الإدارة الأميركية، لتقديم طرح عربي عام يقابل هذا الطرح الأميركي.”
وأكد زكي أن الجهود العربية الحالية تتركز على صياغة موقف مدروس وشامل يتضمن جميع العناصر اللازمة للرد على أي مقترحات أو تساؤلات مع الوثيقة التي ستخرج عن القمة لتعكس هذا الموقف، لافتا إلى أن مصر تعمل عليها بالتنسيق العربي.
والأحد، كشف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن بلاده تعد خطة متكاملة لإعمار قطاع غزة دون تهجير أهله، وذلك خلال استقباله رئيس الكونغرس اليهودي العالمي رونالد لاودر، بحضور رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد، وفق بيان للرئاسة المصرية.
وهذا أول حديث للسيسي بشأن خطة الإعمار دون تهجير، بعد تصريحات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال لقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، بشأن وضع مصر خطة عربية بديلة لخطة ترامب.
وكشف وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، في لقاء الأحد مع وفد من مجلس النواب الأميركي، أن تصور إعمار قطاع غزة الذي تعده القاهرة يتم بتنسيق فلسطيني – عربي وبدعم دولي، ويضمن الإعمار دون خروج الفلسطينيين من أراضيهم.
وكانت الولايات المتحدة قالت إنها منفتحة على مقترحات بديلة من الحكومات العربية، لكن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قال قبيل توجهه من إسرائيل إلى السعودية إن في الوقت الحالي “الخطة الوحيدة هي خطة ترامب.”