المهندس سليم البطاينة
اختلفت الوجوه في جنازة وعزاء رئيس الوزراء ورئيس مجلس الأعيان السابق ( زيد الرفاعي ) ! لكنّها اتّفقت ان الأردن أفتقد شخصية وكاريزما سياسية فريدة متفردة في مكانتها ،، فذّة واستثنائية صاحبة تجربة مميزة في المطبخ السياسي الأردني ملأت الدنيا وشغلتها في زمانه.
هذه ليست مجاملة أو مدح جزافي كما يتصور البعض ! لكنها الحقيقة والشهادة التي يقولها كل من عرف زيد الرفاعي أو عمل معه أو التقى به او اختلف معه في خيارات سياسية واقتصادية معينة.
لقائي الأول به كان بمعية الدكتور الباشا عارف البطاينه رحمه الله عام ٢٠١٤ في منزله ، حيث كان عائداً من الولايات المتحدة الأمريكية ،،،،، استمرت الزيارة حوالي ساعة خرجت فيها بإنطباع ان هذه الشخصية صاحبة ثقافة سياسية عالية وفكر عميق غير قابل للاستدراج ! رغم أنه تعرض في فترة إلى الهمز واللمز والى الهجوم الجارح عليه وعلى افراد أسرته.
يتحلى برحابة صدر ، ويعطي لكل شيء مكانته ، حديثه يجذبك ويحرض عقلك على التفكير ،،، له دبلوماسية وقدرة فائقة على إدارة النقاش خصوصاً في الرد على الكثير من الاسئلة المفاجئة ، التي عادة ما يتجنبها السياسيون خوفاً من ان تقود إلى جدل سياسي ، وبذكائه استطاع تجاوز كثير من الأزمات ، ناهيك أن لديه القدرة على تقييم الأمور وعلى قراءة الأشخاص !
الأساسي في شخصيته هو التعدد في جوانبها ، وحتى الذين اختلفوا معه او اتفقوا وشاركوه وجهة النظر والاجتهاد جميعهم يقرّون بأنه رجل دولةً من طراز رفيع المستوى.
رحل صندوق أسرار السياسة وكاتم أسرار والسمير الأوحد للراحل الملك الحسين إلى مكان لا تحكمه قوانين المكان والزمان والمادة ! ورحلت معه أسرار مهمة لملفات يتوق كل مؤرخ لمعرفتها ! لم يكتب عنها أو يدونها خوفاً من ان تكون في يوم من الأيام سلاح فتاك في التسويق السياسي.
للموت ذاكرة لا تموت ، ولله ما أخذ وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ،،، تعازينا الحارة لأسرته وافراد عائلته الكريمة جميعاً ،، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وإنا لله وإنا اليه راجعون.
المهندس البطاينة نائب سابق في البرلمان الاردني