وبحسب قصر الإليزيه سيعقد ماكرون وبارزاني الثلاثاء لقاء مغلقا تُفتح خلاله للنقاش عدة ملفات من ضمنها الحوار بين أربيل وبغداد والاستقرار الإقليمي والتعاون في محاربة الإرهاب.
كما سيتطرق الجانبان إلى تطورات الوضع في الشرق الأوسط وسيؤكدان مجددا التزامهما بخفض التصعيد في المنطقة.
وتتناول المباحثات بحسب بيان لرئاسة الإقليم “العلاقات الفرنسية مع العراق وإقليم كردستان وسبل التعاون المشترك بينهما”. كما سيتبادلان “وجهات النظر بشأن مواجهة الإرهاب وآخر التطورات في الشرق الأوسط”.
وقال فوزي حريري، رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، في تصريحات أوردتها وسائل إعلام محلية إنّ زيارة بارزاني إلى باريس تعكس الدور السياسي المتنامي لإقليم كردستان، مؤكّدا أنّ رئيس الإقليم “أصبح محل ثقة رؤساء المنطقة والعالم ويتبادلون معه وجهات النظر وهو ما يعكس أهمية اللقاء مع الرئيس ماكرون.”
وتجمع بين فرنسا والإقليم علاقات تعاون في عدّة مجالات من ضمنها الثقافة والاستثمار لاسيما في قطاعات النفط والطاقة والبنية التحتية.
وفي مظهر آخر لنشاط القيادة السياسية لإقليم كردستان على صعيد تمتين علاقات الإقليم بالمجتمع الدولي لاسيما دوله الكبرى، استقبل رئيس الحكومة مسرور بارزاني وفدا من الكونغرس الأميركي ضم على وجه الخصوص كلا من أدام سميث ومايكل بومغارتنر وسارا جاكوبس وويسلي بيل وجورج وايتسايدز.
وجرى خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر بشأن الأوضاع العامة في العراق والمنطقة وبحث سبل توطيد العلاقات بين إقليم كردستان والولايات المتحدة.
وقالت وسائل إعلام محلية إنّ أعضاء الكونغرس قدموا إيجازا حول أهداف زيارتهم “مشيرين إلى المكانة المحورية التي يتمتع بها إقليم كردستان على الساحتين العراقية والإقليمية ومجددين التأكيد على دعم الولايات المتحدة للإقليم.”
ونقلت عن رئيس الحكومة تعبيره للوفد عن “تقديره للولايات المتحدة على مساعدتها ودعمها المتواصل لإقليم كردستان”، متطرّقا خلال المحادثات إلى الإصلاحات التي نفذتها حكومته لاسيما في قطاعات الطاقة والكهرباء والنظام المصرفي.
وذكرت أن المباحثات شهدت تأكيد الجانبين على ضرورة الإسراع بتشكيل الكابينة الوزارية الجديدة لحكومة إقليم كردستان في أقرب وقت، وتطرقت أيضا إلى العلاقات بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية العراقية وأهمية استئناف عملية تصدير نفط الإقليم، كما تمّ خلالها استعراض آخر المستجدات في سوريا ومسار عملية السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني.
ويتلقّى إقليم كردستان العراق مساعدات المالية من الولايات المتحدة تتجه أساسا لتمويل قواته العسكرية والأمنية، كما تحظى سلطاته بدعم سياسي من الإدارات الأميركية المتعاقبة وخصوصا حين تكون سلطاته عرضة لضغوط إيران وحلفائها المحليين في العراق من أحزاب وفصائل شيعية مسلّحة مشاركة في إدارة السلطة الاتّحادية العراقية.
لكن الإقليم يوفّر من جهته خيارات للشركاء الأميركيين المهتمين بالتموضع في تلك المنطقة الحساسة ليبقوا على رقابتهم المباشرة لتحركات إيران وأذرعها.
بحسب قصر الإليزيه سيعقد ماكرون وبارزاني الثلاثاء لقاء مغلقا تُفتح خلاله للنقاش عدة ملفات من ضمنها الحوار بين أربيل وبغداد والاستقرار الإقليمي
وكان رئيس حكومة الإقليم قد أجرى قبل أيام مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بما عكس استقرار العلاقة بين أربيل وواشنطن وعدم تأثرها بتعاقب الإدارات الأميركية وتغير المسؤولين على رأسها، وحتى بمزاجية من يكونون على رأس تلك الإدارات كما هي الحال بالنسبة للرئيس الحالي دونالد ترامب.
وزار رئيس الحكومة واشنطن في فبراير من السنة الماضية في عهد إدارة الرئيس السابق جو بايدن حيث أجرى لقاءات متعدّدة ومحادثات موسّعة مع العديد من كبار المسؤولين الأميركيين، الأمر الذي أثار حفيظة قوى سياسية حليفة لإيران لطالما نظرت بعين الريبة للعلاقات بين أربيل وواشنطن.
وتأتي سلاسة العلاقة بين إدارة ترامب وحكومة الإقليم على العكس من علاقة الإدارة ذاتها بالحكومة الاتّحادية العراقية التي تواجه بعض الضغوط من قبل واشنطن بسبب عدد من الملفات، أبرزها الدور السياسي والأمني للميليشيات الشيعية وبعض السياسات الحكومية التي ترى فيها واشنطن خدمة لإيران وعدم التزام بما تسلطه الولايات المتحدة من عقوبات على طهران بهدف إضعافها والحدّ من قدرتها على زعزعة الاستقرار في المنطقة عبر تدخلاتها في شؤون دولها.