الرئيسية / أخبار / قرابين على مذبح وطن ينهار

قرابين على مذبح وطن ينهار

د. بسام الهلول 

قرأت معنونة ( في حضرة المحيط الهادي) للدكتور المهندس صقر قريش فقلت:
من المباديء الهامة عند لوكاشيو ان الملفوظ يصبح نصا عندما تترابط عناصره باعتماد عامل( Operateur ) الزمن اي عندما يتوفر فيه عنصر زماني ما يرتبط بزمان اخر معروف او معطى( Given) او( Donne) مثلما ذكره علماء اللسان من مثل الطاهر زناد الجزائري. فعناصر المقال عند صقر قريش هي عناصر ثلاث نقط زمنية معبرة تعاون عليها اجتماعها من حيث؛ زمن الحدث وزمن التلفظ موثوقة بآخية ( الزمن المرجعي) وعليه فهي مطابقة للتلفظ وكذا التفكيك لزمنين زمن المهاجر او الحراق المغربي وزمن المهاجر الاردني غير الشرعي حيث يضارع ( الحراق) عند الشباب المغربي تجلى ذلك فيما أحال اليه( الزمن الاحادي) ومفاصل زمنه وكذا المضمرات في البنية الاحالية في النص والموشاة بالعناصر الإشارية التي تغتذي منها مقالته كذكره الاندلس وغرناطة وقرطبة والمحيط الهادي الذي ينازع فيه التسمية مخالفة لواقع المحيط ورغم ذلك( الهادي) الذي تختلج فيه اوجاع ذلك الاطلسي في المغرب العربي بما حمل ويحمل من اوجاع( الحراقين) وهذه بزعمي قاعدة التحكم في المقالة ( الإشفاق بما سيجري للشباب الأردني المهاجر
فالمفاهيم العاملة في المقالة المختلطة بنشيج ونبل الوجع ان هي إلا مفاتيح ولوج المقالة القائمة على ما سيعانيه معه ( المتقبل) لما يراه من اوجاع مستقبليه للمهاجر الاردني والتي تحمل في طياتها بشارة فأل في قابل مثلما نحتت المهاجر في الشباب المغاربة لعله تنحت في افئدة الشباب الأردني لربما تاتي برائعة فن جديد بل نقلة جديدة ( جلايبك يوم المبيع) إلى اغاني الراب الأردني ( ميمتي في بلادي ظلموني) واه واه الشكوى للرب العالي لعمري؛ ان المقالة بشدوها وشجنها وما عرضه السياق من ( ندوب في وجه الشباب الأردني المهاجر تذكر ما غنته الغيوان وجيل جيلاله( خداتهم الغربه الغربه في صنارة وسبيبه ) ولهف المقالة خشية ان يجري للأردني المهاجر من البحر جبانة والحوت جاه عشاه
ولهفه ان لايأخذ الموج مجدافهم بعد ان تعبت الذراع ويختم بلهف وحنوه ( من ان المركب يغرق ..والموت قريبه)، ويصبح بعدها ( البحر جبانة والحوت جاه عشاه)
واختم؛
بما غنته الغيوان ولسان حال الشباب الأردني يقول:
أنا مواطن والسمطة عليا اي( الحزام) الذي يجلد به
والجنوي ( السكين) ماضي يجرح يديا…
وهويرى( العمارات والكواخ مردومين؛ المسابح دافقه والفدادين محروقين.. وهاهي ارضه المعطاة،
ارضي عاطية كنوزها مفتوحين ،
والوحوش الضارية انيابها ممدودين
شمسي ضاويه لبيوت مغموقين
بحوري عامرة وحنا جيعانين
ولعل الصرخة وان كانت مؤجلة إلا انها ستدوي …يكفي هماج راه احنا اولاد العالم
لعل هذه هي خواتيم السر بما اكتنزته العبارة عند كاتبها وهذه قاعدة الذهب لعمري ؛
انه مقال
يجسد الاصبع المثاغرة في اعصاب عارية رغم ان المحيط هو المحيط الهادي لكن زمجرة الامواج وعباب سفينه تذكر بما قاله مالك بن نبي
( وكان على جدتي بايا ان تقدم قربانا على مذبح وطن ينهار

د. الهلول كاتب ومفكر اردني