بلينكن المتمرد الحقيقي في الخارجية الأمريكية
بيان الخارجية الأمريكية تفوّق على إسرائيل في خدمة أهداف الحرب على قطاع غزة وتبريرها.
حرب أمريكا على قطاع غزة تدار من قبل ساسة تحركهم الغرائز والعقد النفسية، وهي عقد تفقدهم القدرة على رؤية الحقائق المتغيرة في العالم.
للمرة الألف يثبت بلينكن أنه إسرائيلي أكثر من الإسرائيليين، وعضو بارز في حكومة الحرب الإسرائيلية، ووزارته باتت مكرسة للدفاع عن الكيان وتبرير جرائمه في غزة.
رغم قساوة المعركة يبقى الرهان على عقيدة المقاومة العسكرية وتكيفها مع متغيرات المعركة قياسا بقدرة دول وجيوش نظامية ثبت عجزها بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
العدوان على غزة سيكون طويلا، تتخلله هدن وجولات قتال طويلة وقصيرة وهو مسار يتطلب مرونة كبيرة وتكيفا، وهو أمر تملكه المقاومة بحكم عقيدتها العسكرية وتفتقده أمريكا.
* * *
الخارجية الأمريكية اصدرت بيانا مساء أمس، قالت فيه إن إسرائيل أحدثت تغييراً في عملياتها جنوب قطاع غزة، وهي تتجنب استهداف المدنيين، ثم بررت استهدافهم بأنه غير مقصود، ثم قالت إنها لا تملك معلومات عن استهداف إسرائيلي متعمد للصحفيين.
بيان الخارجية الأمريكية تفوّق على بيانات نظيرتها الإسرائيلية برئاسة يوسي كوهين في خدمة أهداف الحرب على قطاع غزة وتبريرها.
للمرة الألف يثبت بلينكن بأنه إسرائيلي أكثر من الإسرائيليين، وأنه عضو بارز وناشط في حكومة الطوارئ ومجلس الحرب الإسرائيلي، وأن وزارته باتت مكرسة للدفاع عن الكيان وتبرير جرائمه في قطاع غزة، فهي مركز الثقل الأساسي في الدفاع عن الكيان وروايته للحرب.
الحديث عن تمرد داخل الخارجية الأمريكية أو الكونغرس الأمريكي يبدو سخيفا وتافها وبلا معنى، فالخارجية الأمريكية والكونغرس والرئاسة كلها تعمل بتناغم للدفاع عن الكيان وجرائمه وإمداده بكل ما يلزم من أدوات لمواصلة الحرب وعمليات الإبادة الممنهجة ضد الفلسطينيين.
الركض وراء سراب الموقف الأمريكي المتغير أشبه بالركض وراء سراب أوسلو والمفاوضات العبثية طوال الأعوام 30 الماضية؛ وهي حقيقة الأجدر بها أن تدفع الدول العربية لمراجعة شراكاتها مع أمريكا كبديل لإضاعة الوقت في إقناع أمريكا بتغيير موقفها.
رغم قساوة المعركة فإن الرهان سيبقى على عقيدة المقاومة العسكرية وقدرتها على التكيف مع متغيرات المعركة، قياسا بقدرة الدول والجيوش النظامية التي ثبت عجزها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي خلال العقود الماضية.
فالمؤشرات تقول إن الحرب والعدوان على غزة سيكون طويلا، تتخلله هدن وجولات طويلة وقصيرة من القتال؛ مسار يتطلب قدرا كبيرا من المرونة والقدرة على التكيف، وهو أمر تملكه المقاومة بحكم عقيدتها العسكرية، في حين تفتقده أمريكا رغم إمكاناتها الكبيرة وخبراتها المتراكمة في فيتنام وأفغانستان والعراق.
حرب أمريكا على قطاع غزة تدار من قبل ساسة تحركهم الغرائز والعقد النفسية ابرزهم بلينكن وبايدن وليندسي غراهام؛ وهي عقد تفقدهم القدرة على رؤية الحقائق المتغيرة في اوكرانيا ومضيق تايوان وشبه الجزيرة الكورية.
حقائق دفعت وزير الدفاع لويد أوستن للتأكيد على أن أمريكا قوة عظمى قادرة على مضغ العلكة والركض في آن واحد؛ بعد أن انتقد رئيس الاركان الاوكراني الجنرال فاليري زالوجني بطء الامدادات لجيشة مبررا وان كان بطريقة غير مباشرة مفاوضاته السرية مع رئيس الاركان الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف لانهاء الحرب.