الرئيسية / أخبار / العالم تحت صدمة سقوط نظام الأسد

العالم تحت صدمة سقوط نظام الأسد

 وضع سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بعد مرور أكثر من ثلاث عشرة سنة على اندلاع الثورة السورية على يد الفصائل المسلحة التي تلقت الضوء الأخضر من تركيا، العالم تحت الصدمة وهو ما عكسته التصريحات والبيانات المقتضبة الصادرة عن أغلب الدول وخاصة المؤثرة في الصراع مثل إيران وروسيا في حين بدا الارتباك واضحا على إسرائيل.

وبينما كانت تركيا تمد يدها إلى نظام الأسد للمصالحة، كانت تُعد في الوقت نفسه الخطة للاستفادة من التطورات العسكرية التي شهدتها المنطقة، وخاصة الحرب على أذرع إيران خلال الأشهر الأخيرة، في إسقاط النظام السوري.

وتركت تركيا إيران وإسرائيل تتصادمان وتهيئان وضعا غير مسبوق في الإقليم، لتباغت سوريا والمنطقة بصفة عامة، وتنفذ مع حليفتها وممولتها قطر الانقلاب الكامل على الأسد بمستوى من التنفيذ منع آخرين حتى من محاولة التدخل.

وكان العالم يجلس مراقبا تطورات الحرب الإقليمية المشتعلة قبل أكثر من سنة وكيف ستهاجم إيران انتقاما من الضربة الإسرائيلية وكيف سترد إسرائيل، وكيف ستتوالى الردود، ومنشغلا بالتفاصيل، بما فيها أهم منظومات الاستخبارات في الإقليم، أي الإيرانية والإسرائيلية، في حين بقي ستار من الصمت والتكتم يعزل الخطة التركية لتوجيه ضربة واحدة وقاضية للنظام السوري.

وظل الأتراك يحسبون تراكم الخسائر الإيرانية على الأرض في سوريا وفي لبنان لصالحهم، باعتبارها أسلحة ومعدات وتقنيات سيحرم منها الإيرانيون وحزب الله ونظام الأسد يوم يبدأ المعارضون السوريون هجومهم.

وحين أدركوا أن الخسائر وصلت إلى أعلى مستوياتها وأنهم أمام فرصة لا تعوض لتدمير نظام الأسد، المرهق بالحرب الأهلية والعقوبات، تحركوا ووجهوا ضربتهم المحكمة التي لم تتطلب أكثر من أسبوعين لاجتياح بلد رئيسي إقليميا في الشرق الأوسط مثل سوريا.

وقال مصدر مقرب من حزب الله إن مئات المقاتلين في الحزب قضوا في الحرب مع إسرائيل، من دون تقديم حصيلة محددة.

كذلك، قضى العديد من قادة حزب الله خلال الحرب مع إسرائيل بضربات جوية ضخمة، من بينهم أمينه العام حسن نصرالله وخليفته المفترض هاشم صفي الدين.

وقال مصدر آخر مقرب من حزب الله الأحد إن الحزب كان يسحب قواته من ضواحي دمشق ومنطقة حمص القريبة من الحدود.

وتسارعت الأحداث بشكل مثير للدهشة خلال أيام وبدأت المدن السورية التي صمدت لسنوات تسقط الواحدة تلو الأخرى، دون تحرك يذكر من داعمي الأسد -إيران وروسيا.

وتركت إيران مهمة التعليق على ما يحدث في بلد إستراتيجي مثل سوريا للناطق باسم الخارجية إسماعيل بقائي، وهو ما يعكس مدى الذهول والارتباك إزاء سقوط حليفها الأسد.

وتجنبت طهران الإشارة إلى تركيا في ما يحدث حيث قدمت هجوم فصائل المعارضة المسلّحة ضد السلطات السورية على أنه مؤامرة أميركية – إسرائيلية “لزعزعة الاستقرار” وإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط.

وباغت هجوم المعارضة روسيا الحليف الثاني للنظام السوري والمنشغلة منذ سنوات بحرب مفتوحة مع أوكرانيا حيث لم تأت الضربات الجوية التي نفذتها بأي نتيجة. وبدورها اكتفت موسكو الأحد بتصريحات على لسان الناطق باسم الخارجية ماريا زخاروفا في حين تركت مهمة تسريب خبر لجوء الأسد لوسائل الإعلام الروسية.

وبدا الارتباك ظاهرا على إسرائيل أيضا التي قالت إنها تتابع ما يحدث بمزيج من الأمل والقلق وتدرس عواقب أحد أهم التحولات الإستراتيجية في الشرق الأوسط منذ سنوات، بينما تحدث إعلام إسرائيلي عن صدمة استخباراتية.

وقالت تقارير الأحد إن سقوط بشار الأسد صدم الاستخبارات الإسرائيلية والغربية التي “فوجئت” بنجاحات المعارضة السورية المسلحة وإطاحتها بنظام البعث الدموي.

وبحسب نائب رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) رام بن باراك “فوجئت إسرائيل بتحرك المتمردين في سوريا.” وأضاف في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي “ما حدث في سوريا مفاجأة كبيرة تغيّر ميزان القوى بالكامل في الشرق الأوسط.”

من جانبه قال المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كادوش، في تقرير له، إن “إسرائيل لم تكن على علم مسبق” بهجوم المعارضة السورية المسلحة الذي بدأ قبل 11 يومًا في شمال سوريا. وأضاف “من المؤكد أن إسرائيل فوجئت بالوتيرة السريعة للأحداث خلال الأيام القليلة الماضية.”

واستدرك كادوش بالقول إنه في الأسابيع القليلة الماضية، قبل بدء الهجوم، “ظهرت في إسرائيل مؤشرات استخباراتية على وجود صحوة” في قطاع المعارضة المسلحة، “الذي كان يعتبر قطاعا خاملاً نسبيا طوال السنوات الماضية.”

وأضاف أن “قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية (أمان) أثار خلال الأسابيع الأخيرة هذه القضية في تقييمات الوضع المغلقة مع القيادة العسكرية العليا، وأشار إلى بوادر صحوة في هذه الساحة (السورية).”

ومع ذلك استدرك المراسل العسكري الإسرائيلي قائلا “لم تكن إسرائيل على علم” بنيّة المعارضة المسلحة “شنّ هجوم مفاجئ ضد الأسد، وبالتأكيد ليس بالسرعة والنطاق اللذين تم بهما ذلك.”