الرئيسية / أخبار / ما مصير المواجهة بين حزب الله وإسرائيل؟

ما مصير المواجهة بين حزب الله وإسرائيل؟

د. شهاب المكاحله

تتصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل في ظل التغيرات الإقليمية والدولية، ويبدو أن المواجهة قد تصل إلى مرحلة حاسمة. تشير المعلومات المتداولة إلى أن هناك احتمالا قويا لاجتياح بري إسرائيلي محدود لبعض المناطق في جنوب لبنان، خاصة تلك التي تعتبر معاقل رئيسية لحزب الله. تشمل هذه المناطق حاصبيا، الخيام، القليعة، مرج عيون، العديسة، عيتا، والناقورة. كما يمتد المخطط ليشمل البقاع وصولًا إلى جبال حرمون، حيث ستكون بوابة دمشق (المصنع) محورا استراتيجيا.

هذه التحركات، إذا ما تمت، ستكون جزءا من مسعى إسرائيلي لإقامة منطقة عازلة بين حدودها الشمالية ولبنان على حساب لبنان. ويعتقد أن هذه المنطقة ستمتد بعمق 5 إلى 7 كيلومترات، لتشمل مناطق مثل مارون الراس، مما يقلل من قدرة حزب الله على تنفيذ هجمات صاروخية مباشرة على إسرائيل.

انتقال القيادة في حزب الله

في هذه الأثناء، يبدو أن التغيير القيادي داخل حزب الله قد يصبح واقعا قريبا. هناك توقعات تشير إلى أن هاشم صفي الدين، ابن خالة حسن نصر الله، سيكون الخليفة المنتظر لنصر الله بعد إجراء انتخابات لمجلس الشورى. علما بأن القيادة المؤقتة لحزب الله حالياً هي بيد نائب الأمين العام، نعيم قاسم، لحين الدعوة إلى الانتخابات.

هاشم صفي الدين يتميز بسمات تجعله شخصية قوية ومؤثرة داخل الحزب، إذ يشتهر بحزمه وشدته، وهو الذي كان يطالب نصر الله بالرد بقوة على مقتل عدد من قيادات الحزب، عبر استهداف تل أبيب. إضافة إلى ذلك، يتمتع صفي الدين بصلات وثيقة مع إيران؛ إذ أن نجله متزوج من ابنة قاسم سليماني، زينب، بينما يعتبر أخوه عبد الله صفي الدين مفتاح حزب الله في طهران.

تداعيات الصراع: ماذا بعد؟

السؤال الرئيس هو: كيف سيتصرف هاشم صفي الدين بعد توليه القيادة؟ يبدو أن الخيارات المتاحة له ليست بالضرورة محدودة. هناك توقعات بأن يتبنى سياسة أكثر عدوانية تجاه إسرائيل، خاصة في حال حدوث اجتياح إسرائيلي. وقد تشمل هذه السياسة استهداف مطار بن غوريون، ومواقع رئيسة أخرى مثل محطات القطارات، الموانئ، مقرات الموساد، وزارة الدفاع، وحتى مقرات إقامة رؤساء الحكومات الإسرائيلية. والبنى التحتية المهمة. يبدو ان عين حزب الله اليوم على البحر المتوسط باتت اكثر من أي وقت مضى، وهو ما قد يحدث تغيرا كبيرا في مشهدية الصراع بين حزب الله وإسرائيل.

هذا التصعيد المحتمل لا يأتي من فراغ، إذ تشير بعض المعلومات إلى أن كافة التفاصيل المتعلقة بالقيادات الشيعية الرئيسة في حزب الله قد تم مشاركتها مع دول كبرى، مما يزيد من تعقيد المشهد. لكن ما هو مهم ان القيادات العسكرية لحزب الله الموجودة في البقاع وفي جنوب لبنان بقيت قوتها كما هي وقياداتها لا زالت على قيد الحياة على العكس من محور الضاحية الجنوبية التي شهدت تصفية قياداتها السياسية والعسكرية وحتى المالية باستهداف البنك المركزي الخاص بالحزب.

في حال استمرت التوترات على هذا النحو، فإن المواجهة بين حزب الله وإسرائيل قد تتحول إلى صراع إقليمي أكبر، خاصة إذا ما قرر حزب الله استخدام قوته العسكرية بشكل كامل ضد إسرائيل بمساندة من أنصار الله في اليمن.  يبقى أن نرى كيف ستتطور الأمور، ولكن من المؤكد أن المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة من التصعيد والمواجهات العسكرية. ومن المؤكد ان وجه الشرق الأوسط سيتغير هذه المرة، تتغير فيه الجغرافيا والديموغرافيا.