الرئيسية / أخبار / هجرة عكسية: آلاف اللبنانيين والسوريين يفرون إلى سوريا

هجرة عكسية: آلاف اللبنانيين والسوريين يفرون إلى سوريا

لا تتوقف حركة النزوح من جنوب لبنان هربا من الحرب، خاصة مع استمرار القصف بوتيرة متسارعة، وباتت سوريا إحدى الوجهات التي يهرب باتجاهها اللبنانيون في هجرة عكسية لما جرى بعد الحرب الأهلية في سوريا حين توافد عشرات الآلاف من السوريين إلى لبنان هربا من القصف.

واستمر توافد النازحين اللبنانيين والسوريين عبر المعابر الحدودية في ريف دمشق وحمص، حيث وصل إلى الأراضي السورية الأربعاء نحو 15 ألف شخص أغلبهم من السوريين العائدين إلى بلادهم بسبب الحرب في لبنان.

ويتوقع المراقبون أن تزداد موجة النزوح باتجاه سوريا أو إلى المناطق اللبنانية البعيدة عن الحرب مع عدم استبعاد قائد الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي خيار التدخل البري ضد حزب الله، ما يوحي بأن الحرب ستطول أكثر وأن أعداد الضحايا سيكون كبيرا مع تلويح إسرائيل باستهداف المباني والمنازل التي تعتقد أن حزب الله يخفي فيها أسلحته.

وقال هاليفي الأربعاء إن الغارات الجوية في لبنان ستتواصل من أجل تدمير البنية التحتية لحزب الله وكذلك الاستعداد لعملية برية محتملة للقوات الإسرائيلية.

وقال مصدر مسؤول في محافظة ريف دمشق لوكالة الأنباء الألمانية إن “أكثر من أربعة عشر ألف شخص دخلوا إلى الأراضي السورية حتى الساعة السادسة مساء الأربعاء من معبر جديدة يابوس في ريف دمشق الشمالي الغربي؛ 10970 سوريّا و3065 لبنانيّا”.

وأضاف المصدر أن “السوريين توجهوا إلى دمشق وريفها وباقي المحافظات، أما اللبنانيون فمنهم من توجه إلى فنادق أو أصدقاء أو أقارب لهم في دمشق وريفها، والآخرون توجهوا إلى مراكز الإيواء التي جهزتها المحافظة في الحرجلة والدوير ويبرود إضافة إلى تجهيز 3 فنادق في السيدة زينب لاستقبال الوافدين”. وكان عدد الذين دخلوا الأراضي السورية الثلاثاء 4011 لبنانيا و 7603 سوريين.

وفي محافظة حمص أكد مصدر أن “عدد الداخلين من لبنان إلى سوريا في معبر جوسية 830 لبنانيا و605 سوريين، توجهوا إلى مدينة حمص والقصير. كما دخل من معبر مطربة 400 مواطن لبناني”.

وأحصت المنظمة الدولية للهجرة في بيان الأربعاء “نزوح أكثر من 90530” شخصا إضافيا منذ الاثنين في لبنان على وقع الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي استهدفت عدة مناطق، في خضم التصعيد المتواصل مع حزب الله.

وأعربت لجنة الإنقاذ الدولية (غير حكومية) الثلاثاء عن “قلقها البالغ إزاء تصاعد الصراع في لبنان”، مؤكدة أن “استمرار حالة انعدام الأمن قد يعوق بشكل كبير قدرتنا على تقديم المساعدة الحيوية لمن يحتاج إليها”.

ووجه المجلس النرويجي للاجئين الاثنين نداء عاجلا إلى “جميع أطراف النزاع لخفض التصعيد فورا ووضع حد للهجمات العشوائية التي تدمر المنازل والبنية التحتية المدنية”. وأضاف في بيان أن “استهداف المناطق المدنية في جنوب لبنان وشرقه وشمال إسرائيل يصعّد الأعمال العدائية إلى مستوى جديد وخطير للغاية”.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن الهجمات الإسرائيلية على لبنان أدت إلى نزوح آلاف الأشخاص. وأشار في بيان أصدرته المفوضية الأربعاء إلى معاناة الأسر التي فرت من الحرب في سوريا وتعرضت للقصف في البلد الذي لجأت إليه (لبنان).

وأضاف أن “هذه المذبحة لها ثمن باهظ، وتشرِّد عشرات الآلاف من الأشخاص من منازلهم”. وأردف “لا يمكن للشرق الأوسط أن يتحمل أزمة نزوح جديدة”. وتابع “دعونا لا نخلق أزمة من خلال إجبار المزيد من الناس على مغادرة منازلهم. يجب أن تكون الأولوية لحماية حياة المدنيين”.

ولفتت المفوضية في بيانها إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان دمرت حياة المدنيين، وأن الأسر اللبنانية والسورية فرت من لبنان إلى سوريا في حالة من اليأس.

وأكدت أنها زادت دعمها للأعداد المتزايدة من النازحين، وأن مئات المركبات تنتظر على الحدود السورية – اللبنانية. وذكَّرت بأن لبنان يستضيف نحو 1.5 مليون سوري، فضلا عن أكثر من 11 ألف لاجئ من دول أخرى.