الرئيسية / أخبار / مناجاة بين سنبلتين هذا الصباح

مناجاة بين سنبلتين هذا الصباح

Print Friendly, PDF & Email

د. بسام الهلول

قالت الصغرى ويك، والعين تهمي ؛
اختاه ؛
( مجرم عالم الكبار .)
عندها ؛
بحلة الرهبان أنخت بعيري
( فيما عليه الصورة ملفوظا) بين الشعبي والثقافة العالمة. حيال افقية الصورة يتجلى التصريح بالهوية لقد مررت بالحقل وتخيرت لنفسي سنبلتين الاولى ذات طول واخيتها بائنة القصر ورغم مابينهما من تطاول ومحاولة الصغرى ان تنوف على اختها الا ان ثمة حميمية بين الثنتين ولقد تعمدت ان اقطف لنفسي اثنتين كي لاتشعر القصيرة بغربة عن ( لداتها) فهاانت ترى مساحة من الحميمية اذ اخذت احداهما بحُجز الاخرى كي لاتحس بغربة مفارقة لداتها( صويحباتها) فهذا الغابر الظاهر ومن خلال افقية المشهد ؛
..سنترك الحقل معا ونحدد المسار فثمة مهمة لفض الاشتباك بين تمازج بل امتزاج ( الشعبي) بالثقافة العالمة مما يسهم في ما نقوم به من عملية التحويل والتمطيط كما يقول الدكتور المغربي محمد مفتاح في كتابه( دينامية النص) وانا بصدد نزع فتيل الخلف( بالضم ) وتنجيزه تظهر قيمة مااستدعاه الفضل والشرف في التلقي مما كتبه الأزهر زناد في كتابه( نسيج النص) واسئلته التي تنبرج لها الصورة ثقافة عالمة ولغط الغوغاء ؛ اذ أشار إلى ما قاله لوكاشيو في الملفوظ لكن هنا ( الصورة) كي تصبح ( نصا) لابد من اعتماد عامل( operateur ) الزمن والذي تمظهرت فيه الصورة اذ يرتبط مكونها في زمن آخر استدعاه وهو( المعطى) Given فالذات الان ( العالمة) حيال ذات تلتخص في الثقافة( الشعبوية) معاملها بحصاد هذا الحقل ومصيره بين التخزين والتكديس او بعاجل موسم البيع لكن ثمة مضنون به على غير اهله للوصول به إلى ( اعز مايطلب) كما هو الشأن عند عالم قرطبة( ابن رشد) او ( التجربة الحاسمة) عند روجر بيكون فعندما وقفت حيال هذا الموج من سنابله وهي تموج موج ا لأطلسي تذكرت مايجري في الخفاء من محاولات لتغريب هذه الارض التي يتهددها( العمران) واذا رايت ثم رايت تجد ان الغابة الأسمنتية تتهدده حيث العمران والبناء يحاصر هذه السنابل فربما نعود اليها في قابل نجد زحف هذه الغابة تحت مسمى( اسكانات) ولزيادة هذا العهر والامعان في تدمير هذه الارض دون مراقبة من اصحاب الشأن بل المحرض فهو بمنزلة الردء وغيره المباشر للجريمة وفي قانون التجريم هما بمنزلة واحده وكان شيئا يراد لمحاربة هذه ( السنابل) ان تكون قرشنا الابيض ليومنا الاسود وتذكرت معها مغناة فريد الاطرش؛

‎اسأل الفجر و الغروب واسأ ل الشمس و القمر أي غيب على القلوب خطّـه كاتب القـــــدر
‎كم على هذه الرمال عرف الحبّ
‎عاشقان
‎حسباها ساعة الخيال انه شاطيء
‎الامان
‎ اشهدي النور و الظلال و انظري دورة الزمان
‎كــل شــيء الى زوال ليس للملتقى امــان و هل يطول بأحلام الهوى الأجل
‎لاتسأليني ..فإنّي خائف وجل
لا ينقص البدر إلاّ حين يكتمل..
لاتسأليني…..
فإني خائف وجل ..
اي مصير ينتظر هذه الارض وكأننا ممنوع علينا ان نحتفظ بخبزنا الأسمر ليومنا الاسود
و يكون سلاحا نمتشقه يوم كريهة او سداد ثأر لم هذا التغاضي المتعمد من غزو واجتياح حكومة المقاولين ؟ بل كما وصفهم جارودي( حفارو القبور) ان الأردنيين ليسوا بحاجة إلى طائرات ولا إلى بناء غابات إسمنتية وشقق ديلوكس كما يلفظها المجرمون يزينون فحش ما يقومون به من تدمير ممنهج لفوات جغرافيته
؛ ، نحن بحاجة إلى الات للنقب عن المياه ونحن بحاجة إلى جرافات واسمدة اكثر من حاجتنا إلى سيارات فارهة نحن بحاجة إلى عمال يحرثون الارض لا الى( جاندرما) لقد غابت رائحة الأوراث من ازقة قرانا وأريافنا
لعمري ؛
ان هذا المجتمع يتصعلك من فوق وينخر به الفقر والعوز من تحت
تالله ؛
كلما صادفت من آن لاخر فلاحا اردنيا يسوق حماره ذاهبا إالى منزله بدات ادرك شيئا من الوضوح كيف يعمل( حفارو القبور) على محو تاريخه كاردنيين ليقيم المقاولون تاريخهم على اجداثه وجدث جدوده . وان كان هذا يصلح مسردة لتاريخ العشيرة والقبيلة ولكنه ليس بقادر على ان يصنع على هذه الارض تاريخا له…هذا مااستمعت اليه في هذا الصباح في حوار بين سنبلتين أختين ما قالته الصغرى للكبرى..
نعم انها آلية من اليات تدمير شعوب وأوطان العالم الثالث تحت مسمى( برامج التصحيح) اولها محاربة سنبلة القمح او مايسمى( عهرا) او( نسيئا) خطط التصحيح البنيوي) وشارته الواضحة او مانرى نذره في بلدي( انقاص النقود، وتخفيض النفقات العامة خاصة على المستوى الاجتماعي و تخفيض اعتمادات التربية والصحة والغاء مساعدات الاستهلاك وزيادة التعريفات الكهرباء المياه النقل والغاء مراقبة الاسعار كما رايته في المولات، زيادة الضرائب ومعدلات الفائدة وهذه سمة من سمات ( الدكتاتوريات العسكرية وصدقت فيما كتبته سوزان جورج ( مامن شيء ينهك دولة ما كالدكتاتوريات العسكرية ) والأخطر من ذلك الديكتاتوريات المقنعة والتي لايحرؤ ولاة امورها وهم يمرون بسرادق مدنهم إلا ان يخرجوا بعض ايديهم ونافذة سيارته باقل من سنتمترات كي يلوح بيده وهو يدري ان السواد من رعيته تدري..هذا ما خلص اليه( جارودي) في صرخته( حفارو القبور) معنونة( نداء جديد إلى الاحياء) مما ينتهي اليه
السؤال
؛ اليس من المعرّة ان يغضب الخدم!!! عذرا صاحبي اني خائف وجل !
صاحبي؛ انه( الهظااااك) ومن خلال( صوتمية) الدّال والمتقبل مفاتيح ولوجه والممسك بالكود الآثاري يحاول استكناه ما خبأه من علامات شاهدة اراه وقد هز رأسه ( امممممم) هظاك …تعانقني الذكرى ولا زالت صورة الجدر كجيد الحسان تتباهى بما علقته الامهات والجدات من ( جرز وحزم القمح )
متواصل في اللامتناهي لانجزع صولة فاقة
لعمري انه تدبير ممنهج بل تدمير اخذ طريقه كي لانقوى ساعة حصار…قفوهم انهم مجرمون فقد ضاق الكيل ذرعا بسفههم واستخذائهم عدوهم..متى تفوح رائحة عطن المعيز المملؤة لبنا وفوح جرزة القمح المتدلية دلالا على حيوط قريتي وجدرها ولينعموا بفوح عطرهم الباريسي
ورغم هذا الفوح منه إلا انه لم يمنع زوجة صديقي الفرنسي ( قايار) ومسيو قايار ذلك الفلاح المتشبث بحقله وزوجته تداعب الحملان من خرافها وتسهر على نظافة ( مراح شياهها وحملانها واكاد اقسم ان ماشاهدته ورايته راي العين وكما كنت أصارح طلبتي انذاك ان ( صوف خرافها وحملان شياهها انظف مما تدلى من فراء الراس لكثير من فتياتنا وان بيت المستراح انظف من بعض ولازلت احفظ عن صديقي عندما تهيب وأصابته الرعدة من رؤيا( المستراح) ونظافته فبعث لي( ان المستراح هنا وكان يقصد ابان تواجده في واشنطن انظف وبلكنة بلقاوية ( انظف من جدر اهلي ويقصد ( القدر) الذي هو اناء الطهو عندهم ( والقاف) تلفظ عند بعض قبائلنا( جيما

د. الهلول كاتب ومفكر اردني