الرئيسية / أخبار / الاستخبارات الأمريكية عرفت بخطط تمرد فاجنر.. فلماذا لم تخبر حلفاءها؟

الاستخبارات الأمريكية عرفت بخطط تمرد فاجنر.. فلماذا لم تخبر حلفاءها؟

تمكنت الاستخبارات الأمريكية من جمع معلومات مفصلة ودقيقة للغاية، بشأن خطط قائد مجموعة “فاجنر” الروسية العسكرية الخاصة يفجيني بريغوجين، للتمرد ضد القيادة العسكرية، قبل أن يتراجع بوساطة من رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.

ونقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، عن مصادر مطلعة (لم تكشف عن هويتها) القول إن المعلومات الاستخباراتية كانت “سرية للغاية”، لدرجة أن الولايات المتحدة، شاركتها فقط مع مجموعة محددة من الحلفاء، بينهم مسؤولون بارزون في بريطانيا، ولم تشاركها على مستوى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، ما تسبب في إحباطهم.

وقالت المصادر، إن أكبر المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومجموعة الثمانية، التي تضم قادة كبار من الكونجرس الذين يتم إطلاعهم على المسائل الاستخباراتية الأكثر حساسية، تم إطلاعهم فقط على هذه المعلومات الاستخباراتية.

وأضافت أن “السرية التي أحاطت بالمعلومات الاستخباراتية كانت السبب في أن بعض كبار المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين فوجئوا بالهجوم الذين شنه بريغوجين، الجمعة الماضي، والسرعة التي زحفت بها قوات فاجنر إلى مدينة روستوف، وتوجهها نحو موسكو، صباح السبت”.

ولم يتضح بالضبط موعد تنفيذ الخطط، ولكن يبدو أن بريغوجين قرر المضي قدماً في خطته، بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في 10 يونيو/حزيران، أن جميع الشركات العسكرية الخاصة، بما فيها “فاجنر”، سيتعين عليها توقيع عقود مع الجيش الروسي اعتباراً من يوليو/تموز المقبل.

المصادر الأمريكية، أشارت إلى أن بعض مسؤولي حلف “الناتو”، شعروا بـ”الإحباط”، لعدم إطلاعهم على المعلومات الاستخباراتية، لافتة إلى أن مشاركة المعلومات كانت ستعرض “مصادر وأساليب حساسة للغاية للخطر”.

ولم يتم إبلاغ المسؤولين الأوكرانيين بالمعلومات الاستخباراتية، لمخاوف تتعلق باعتراض الخصوم (روسيا) المحادثات بين المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين، حسب المصادر.

لكن في الأيام التالية للتمرد، أجرى بايدن محادثات مع الحلفاء، بما في ذلك قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كما شارك المعلومات التي حصلت عليها الولايات المتحدة بشأن التمرد، وفقاً لمسؤولين.

وقالت “سي إن إن”، إن تمرد بريغوجين “لم يأت من فراغ”، وأن المسؤولين الأمريكيين كانوا يتابعون خلافاته المتزايدة والمستمرة مع وزارة الدفاع الروسية منذ أشهر، إذ كانت هناك أيضاً مؤشرات على أن “فاجنر” كانت تخزن الأسلحة والذخيرة قبل التمرد.

يقول رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ وعضو “مجموعة الثمانية” الديمقراطي مارك وارنر، إن “تمرد فاجنر كان يختبئ على مرأى من الجميع، ولكن المواجهة الضعيفة التي واجهتها المجموعة فاجأت مسؤولي الاستخبارات في الولايات المتحدة”.

ويرى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل 10 سنوات، لم يكن ليسمح بحدوث هذا التمرد، لافتاً إلى أنه “ضعف بشكل واضح”.

ويضيف: “حقيقة أن وجود مجموعة مرتزقة، لا أعتقد أن قوامها يبلغ 25 ألف جندي كما يزعم بريغوجين، ولكنها كانت قادرة على الزحف حرفياً إلى مدينة روستوف التي يبلغ عدد سكانها مليون شخص وكانت مركز القيادة طوال الحرب الأوكرانية، والاستيلاء عليها دون إطلاق رصاصة واحدة، أمر غير مسبوق”.

ونقلت “سي إن إن”، عن عدة مصادر القول، إن مسؤولين أمريكيين وغربيين يعتقدون أن بوتين فوجئ بتصرف بريغوجين، ولم يكن لديه الوقت لتجميع قواته ضد المجموعة قبل تمكنهم من السيطرة على المقر العسكري في روستوف.

ومن المحتمل أيضاً أن بوتين “لم يرغب في تحويل موارد كبيرة بعيداً عن أوكرانيا”.

ويعتقد مسؤولون أن “بريغوجين كان سيخسر بشكل قاطع، إذا حاول الاستيلاء على موسكو أو الكرملين، وهذا على الأرجح السبب وراء موافقته على إبرام اتفاق مع بيلاروسيا وسحب قواته”.

وقال مسؤول سابق في الإدارة الأمريكية، إنه “رغم التوتر المستمر بين بريغوجين ووزارة الدفاع الروسية، كانت هناك لحظات لم تكن فيها الولايات المتحدة لتتوقع مفاجأة، إذا تحولت هذه الخلافات إلى صراع عنيف داخل البلاد”.

ومع ذلك، لم تتوقع الاستخبارات الأمريكية شيئاً بهذا الحجم قبل بضعة أسابيع.

وأكد مسؤولون أمريكيون للحكومة الروسية أن الولايات المتحدة “ليس لها علاقة بالتمرد”، فيما حضوها على الحفاظ على سلامة وأمن ترسانتها النووية.