الرئيسية / أخبار / واشنطن بوست: إيران تخطط لتصعيد هجماتها ضد القوات الأمريكية في سوريا

واشنطن بوست: إيران تخطط لتصعيد هجماتها ضد القوات الأمريكية في سوريا

خطط إيران لتصعيد الهجمات ضد القوات الأمريكية في سوريا، بينما تعمل أيضًا مع روسيا على استراتيجية أوسع لطرد الأمريكيين من المنطقة.

هكذا كشفت تقارير استخباراتية، ووثائق سرية مسربة من ملفات “ديسكورد”، نقلتها صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، وترجمها “الخليج الجديد”، قالت فيها إن مسؤولين استخباراتيين ووثائق سرية مسربة كشفت أن إيران تسلح المسلحين في سوريا لمرحلة جديدة من الهجمات المميتة ضد القوات الأمريكية في البلاد.

وأضافت الصحيفة: “تعمل إيران وحلفاؤها على بناء وتدريب القوات لاستخدام قنابل أكثر قوة خارقة للدروع على جوانب الطرق تهدف تحديدًا إلى استهداف المركبات العسكرية الأمريكية وقتل الأفراد الأمريكيين”.

وتابعت: “ستشكل مثل هذه الهجمات تصعيدًا لحملة إيران الطويلة التي تستخدم فيها الميليشيات بالوكالة لشن ضربات صاروخية وطائرات مسيرة على القوات الأمريكية في سوريا”.

وقال محللون مخابرات وخبراء أسلحة حاليون وسابقون، إن هجمات الطائرات المسيرة سابقا أصابت 6 من أفراد الخدمة الأمريكية وقتلت متعاقدًا بوزارة الدفاع، ويمكن أن تزيد العبوات الناسفة الجديدة من الخسائر في صفوف الأمريكيين، مما يهدد بمواجهة عسكرية أوسع مع إيران.

ولفتت إلى أن متمردين استخدموا نفس النوع من الأسلحة، المسمى بالمتفجرات “الخارقة للدروع”، في هجمات مميتة ضد القوافل العسكرية الأمريكية، أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق.

ولفت التسريب إلى أن إيران أخفت أسلحة بين مساعدات الزلزال لاستهداف القوات الأمريكية.

وقالت الصحيفة، إن عناصر النخبة من “فيلق القدس” في “الحرس الثوري”، قاموا بالإشراف وتوجيه وفحص واحدة من المتفجرات التي قسمت ألواحاً في مدرعة لنصفين في عملية تجريب تمت في بلدة الضمير، شرق العاصمة السورية دمشق، حسب واحد من الوثائق الاستخباراتية المسربة.

وهذه الوثائق، جزء من مجموعة من المواد التي سُربت على منصة التواصل “ديسكورد”، وتقوم على ما يبدو، على رسائل أرسلتها إلى إيران الجماعات المسلحة في سوريا ولبنان، وتم اعتراضها.

وفشلت محاولة استخدام المعدات المتفجرة ضد القوات الأمريكية، في فبراير/شباط، وذلك عندما قام المقاتلون الأكراد المتحالفون مع الأمريكيين بمصادرة 3 قنابل في شمال- شرق سوريا، حسبما جاء في وثيقة ثانية.

وتشير وثيقة أخرى إلى الجهود الواسعة التي تقوم بها موسكو وطهران ودمشق لدفع الولايات المتحدة الخروج من سوريا، وهو أمر تعمل عليه الأطراف منذ وقت، بحيث تمكّن رئيس النظام السوري بشار الأسد من استعادة مناطق شمال- شرق سوريا، التي يسيطر عليها الأكراد حالياً.

ونقلت الصحيفة عن مايكل نايتس الخبير بالجماعات المسلحة التي تدعمها إيران، قوله: “هناك تغير كبير في تبني المخاطر وقتل الأمريكيين في سوريا”.

وفي إشارة لقوة القنابل الفتاكة، التي كبّدت الجيش الأمريكي خسائر فادحة بالعراق، قال نايتس: “بالتأكيد ستقتل هذه أشخاصاً.. وهم يفكرون بالتأكيد بكيفية عملها”.

وفي السنوات الثلاث الماضية احتفظت الولايات المتحدة بوحدات عسكرية من 900 جندي، إلى جانب مئات المتعهدين الأمنيين، لمنع عودة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وإجهاض محاولات الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران ودعم مصالح أمريكية أخرى.

وبررت الولايات المتحدة نشر القوات في سوريا بناء على قانون صلاحية استخدام القوة العسكرية، الذي مرّره الكونغرس عام 2001 و2002 وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، لكن وجود الأمريكيين في سوريا يفتح الباب لنزاع جديد.

وتصف وثيقة أخرى في المجموعة الطريقة التي تقوم فيها إيران والجماعات المسلحة الموالية لها بالتحضير للانتقام من الغارات الإسرائيلية على سوريا بضرب القواعد العسكرية الأمريكية.

وتصف الوثائق المسربة سلسلة من الحملات التي يخطط لها أعداء أمريكا، وتشمل إثارة المقاومة الشعبية، ودعم الحركات المحلية، ودفعها على مهاجمة الأمريكيين في شمال- شرق وشرقي سوريا.

والتقى عسكريون من أصحاب الرتب العالية، روس وإيرانيون وسوريون، واتفقوا على إنشاء “مركز التنسيق” للإشراف على الحملة، حسب تقييم استخباراتي وردَ في وثيقة أعدّت في يناير/كانون الثاني.

ولا يوجد ما يشير في الوثائق إلى تورط روسي مباشر في الهجمات، إلا أن الوثائق تكشف عن دور لموسكو في الجهد الأوسع ضد أمريكا.

وتدخلت روسيا، مثل إيران، لدعم الأسد، وتدعم جهوده لاستعادة السيطرة على كامل سوريا.

ومنذ إعداد الوثائق قبل أشهر بدأت روسيا حملة تحرش وتحريض ضد القوات الأمريكية، وخرقت اتفاق خفض التصعيد، وحلقت مقاتلاتها فوق القواعد العسكرية الأمريكية.

كما تنقل الصحيفة أرون ستين الخبير بمعهد أبحاث السياسة الخارجية، إن هدف روسيا إخراج أمريكا معروف، إلا أن التطور الجديد في جهود موسكو هو إنشاء مركز تنسيق.

ووفق “واشنطن بوست”، تعتقد روسيا وإيران أنهما تستطيعان التحكم بالرد الأمريكي، حالة قتلت الهجمات أمريكيين، ويعتقدون أن الرد الأمريكي في هذه الحالة سيتركز على أهداف داخل سوريا.

لكنها حذرت أن غزو روسيا لأوكرانيا، وانهيار المحادثات النووية بين إيران والدول الموقعة على الاتفاقية، يجعل الوضع في سوريا أكثر تقلباً، ولا يمكن التكهن به.

وحسب “واشنطن بوست”، ستجد الإدارة الأمريكية نفسها في وضع صعب نتيجة للاعتبارات المحلية، وستكون مجبرة للرد على تورط روسيا في الهجمات داخل سوريا.

فيما قال محمد غانم من المجلس السوري الأمريكي، إن التخطيط النشط الذي تعكسه الوثائق المسربة يجعل من الأمور مرشحة للتصعيد.

وتُعتبر العبوات الخارقة للدروع تنويعاً على المتفجرات المصنعة محلياً، هي أنواع أكثر تطوراً من القنابل على جانب الطريق، المعروفة باسم العبوات الناسفة المرتجلة، والتي أثبتت فتكها ضد القوات الأمريكية في العراق، ويتم تفعيلها عبر جهاز استشعار عن بعد.

وتستخدم شحنة متفجرة “على شكل” لإلقاء سبيكة من المعدن المنصهر باتجاه هدف بسرعة عالية.

وتقول وثيقة إن عناصر في وحدة النخبة بـ”فيلق القدس” ساعدوا في تصميم القنبلة، وقدموا النصيحة بشأن تشغيلها.

وحدد مسؤول في “فيلق القدس”، اسمه صادق أوميد زاده، مصفحات “همفي” و”كوغار” الأمريكيتين في سوريا”، وأنها الهدف للهجمات.

كما تحدث عن إرسال وحدات استطلاعية لأخذ صور للطرق التي تسافر عليها العربات الأمريكية.

ولم تعلق البنتاجون عن خطط إيران وجماعاتها لاستهداف القوات الأمريكية في سوريا من خلال القنابل المزروعة في الطرق، ولكن مسؤولين أكّدا الأمر.

يرى محللون أن سلوك إيران العدواني نابع من كونها حصلت على الدعم الروسي، قبل أن تختتم الصحيفة: “ربما وجدت حركة المقاومة الجديدة ضد الأمريكيين دعماً في المناطق العربية المنزعجة من وجود الأمريكيين، وحكم الأكراد في المناطق ذات الحكم الذاتي”.