جهة ما غامضة على الأرجح سعت للتوسّع في تناول وتسليط الأضواء على حالة النقاش التناكفية التي سجّلها في بغداد رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله بن محمد آل الشيخ ضد نظيره رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي بعد النقاش الفقهي بينهما والذي استند إلى تحديد المكان الذي نزلت من أجله آية قرآنية تدعو لبقاء البلد آمنا مستقرا.
شاهد الجميع رئيس الشورى السعودي يرد على نظيره الأردني بأن الدعاء في الآية الكريمة يخص مكة وليس العراق.
لاحقا فوضى عارمة عبر منصات التواصل الاجتماعي الأردنية جزء منها ينتقد المسؤول السعودي ويُدافع عن الصفدي وجُزء آخر يتبنّى العكس.
لكن ما حصل لاحقا هو المُفاجئ والصّادم فجهة غامضة نبشت مجددا في أرشيف قديم للصفدي يبرر مداخلة آل الشيخ حيث لقطات مشهورة قبل أكثر من أربع سنوات في جلسة خاصة لم يكن فيها الصفدي رئيسا للمجلس تضمّنت ملاحظات نقدية لأداء الجانب السعودي مع الأردن وتذكير بأن الأردن يُساهم بحماية السعودية ويقابل بالنكران والجحود.
تلك طبعا وصلة قديمة في أرشيف الصفدي اصطادتها مجددا جهة ما وحاولت إثارتها إلى جانب النقاش الحاد الذي حصل في العراق، الأمر الذي يعني بأن العلاقات الأردنية السعودية لا زالت على الحافة ولم تستقر بعد وفيها كثير من الفهم الخاطئ وضعف التشاور بدلالة أن عملية تضخيم غير طبيعية جرت بخصوص اجتهادات لفظية للصفدي وآل الشيخ في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في بغداد.
اللافت للنظر هنا هو أن رئيس مجلس الشورى السعودي كان قد تقدّم بدعوة للصفدي لزيارة المملكة وأن الثاني خطّط فعلا قبل مؤتمر بغداد لتشكيل وفد برلماني عريض يزور السعودية ضمن موسم تفعيل وتنشيط ما سمي في عمان بالدبلوماسية البرلمانية.
اعتبر مراقبون أن الصفدي ارتكب هفوة في بغداد.
واعتبر مراقبون غيرهم أن رئيس الشورى السعودي اصطاد في المياه الأردنية بغرور مجددا رغم أنه أستضيف في عمان مؤخرا وبصورة تظهر بأن الأجواء غير صافية بعد عمليا خصوصا وأن آل الشيخ قام بتصويب رواية نزول آية قرآنية كريمة أمام الجميع وفي اجتماع رسمي وبصيغة مبالغ فيها قليلا والصفدي بقناعة فقهاء ورموز في التيار الإسلامي لم يُخطئ لأن الدعوة بالأمن والرخاء والاستقرار صالحة في العراق وفي سورية.
انتقد إسلاميون من بينهم النائب ينال فريحات رئيس الشورى السعودي وتطوّع آخرون لتبرير موقف الصفدي وعادت نسبيا تجاذبات المناكفة التي تظهر أن الطريق بين عمان والرياض ليست سالكة بعد فيما يستعد السفير السعودي في الأردن نايف بن بندر السديري لحلقة إضافية في مُناسبات يعدها وتُثير بعض الجدل حيث دعوة خاصة في الطريق لنحو 50 شخصية أردنية بارزة فقط على عشاء خاص بمناسبة وطنية سعودية قريبا.
قبل ذلك إفطارات السفير السعودي الأسبوعية مستمرة وتحضرها شخصيات بارزة أردنية.
قبل ذلك أيضا في الأفق الأردني السعودي علامة سؤال لا يزال عالقا بعد حادثة فصل عضو البرلمان الأردني محمد الفايز في حادثة شهيرة تسبّبت بها رسالة منه إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان طلب فيها بوقف إرسال المساعدات إلى بلده لأن المال المُرسل لا يُنفق على الشعب الأردني.
وهي رسالة أثارت في وقتها جدلا واسع النطاق قبل فصل ثم صمت النائب محمد عناد الفايز واختفائه عن الرادار الإعلامي للشهر الثالث على التوالي.
يعني كل ذلك أن النشاط البرلماني والسعودي بدلا من انشغاله بتأسيس مساحات مشتركة تخفف من حدة التجاذبات ثمة من يستخدمه بصورة غامضة لركوب موجة الخلاف والتجاذب حيث اجتهادات برلمانية مناكفة من الطرفين وبصورة ملموسة اليوم تقول ما لا يقال رسميا بوضوح