عرض رئيس الوزراء الاردني الدكتور بشر الخصاونة على الحكومة القطرية اي خدمات لوجستية او غير لوجستية يمكن ان تساعد فيها بلاده في اطار النمو الملموس و المفاجيء في العلاقات ومستوى الاتصالات بين البلدين مشيرا الى استعداد الاردن لتقديم اي معونة او دعم يمكن ان يطلبها الشقيق القطري بخصوص تنظيم كاس العالم.
والمعروف ان قطر كانت تفكر بالتعاقد مع مئات او الاف من عناصر الدرك والامن الاردني للمساهمة في تامين مرافق ومنشآت ومباريات كاس العالم عند استضافته العام المقبل.
ولم يعرف بعد ما اذا كانت الدولة القطرية مهتمة او معنية من حيث احتياجاتها بالخدمات والخبرات الامنية واللوجستية والرياضية الاردنية لكن رئيس الوزراء عندما استقبل نائب رئيس الوزراء القطري بعد ظهر الاثنين في العاصمة عمان تحدث عن كاس العالم والمح الى استعداد بلاده للمساعدة.
الاعتقاد سياسيا واعلاميا كبير بان كاس العالم يمكن ان يكون فاتحة تعاون من نمط جديد بين البلدين خصوصا وسط الانطباع العام بان الزيارة الاخيرة للعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الى الولايات المتحدة وحصول اكثر من نقطة تقاطع وتقارب في محور الدوحة وعمان من المؤثرات الاساسية التي صعدت في منسوب الاتصال والتنسيق على نحو مفاجئ خلال الايام القليلة الماضية.
وزير الخارجية القطري ونائب رئيس الوزراء في بلاده الشيخ محمد ال خليفة زار عمان واكتسبت الزيارة زخما اعلاميا لأنها تعبر عمليا عن اول لقاء رسمي و رفيع المستوى انجزته خلف الستارة والكواليس حلقة محددة معنية بتنمية العلاقات وتطويرها بعيدا عن الاضواء.
زيارة الوزير ال خليفة مؤشر اضافي من اهتمام دولة قطر باولا تجاوز الخلافات ما بينها وبين الاردن والتي حكمت الكثير من الاعتبارات في الماضي .
وثانيا البحث في مسارات التعاون و يبدو ان الجانب القطري مهتم بتلبية احتياجات الاردن ولو جزئيا في مجال الاستثمار خصوصا في مشاريع البنية التحتية فقد تحدث رئيس الوزراء الخصاونة امام الوفد القطري عن فرص استثمارية في البنية التحتية لم يحددها ولم يكشف تفاصيلها يمكنها ان تكون معروضة امام الاشقاء القطريين اذا ما فكروا بالاستثمار.
وبدا واضحا للمراقبين السياسيين ولمؤسسات الاعلام ان الضيف القطري الكبير اصطحب معه هذه المرة المسؤول الاول والمباشر عن دائرة الاستثمار الخارجي في حكومة دولة قطر و استقبل وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي نظيره القطري وعقدت مباحثات وتحدث رئيس وزراء الاردن عن التعاون المثمر بين البلدين في اطار توفير كل الفرص المتاحة لمجالات التعاون في قطاعات استثمارية.
ويعتقد بان مسالة الاستثمار القطري ولاحقا مسالة كاس العالم ومساهمة الاردن في تقديم احتياجات وخدمات لها من الروابط التي يمكن ان تعكس تحسنا مفاجئا في العلاقات والاتصالات السياسية بين الجانبين بعد فترة استمرت لسنوات من الخمول والكسل.
ثم تصاعد في الاتصالات على محور عمان الدوحة وهي مسالة من المرجح انها تتمأسس الان بعد سلسلة خيبات امل في تحالفات الاردن السياسية الكلاسيكية.
بعيدا عن دولة قطر وخياراتها وبوصلتها وفي اطار الدور الجديد الذي يمكن ان يلعبه الاردن في المستوى الاقليمي خصوصا تجاه القضية لفلسطينية حيث الرابط الثالث بين عمان والدوحة على اساس تلبية احتياجات الامريكيين تحديدا لوجود نظام رسمي عربي معتدل يتولى متابعة شؤون القضية الفلسطينية وهو ما توفره عمان والدوحة اضافة للقاهرة.