الرئيسية / أخبار / البيت الأبيض “مصدوم وحزين” من كارثة كابول.. كان يعرف بها ولم يستطع وقفها

البيت الأبيض “مصدوم وحزين” من كارثة كابول.. كان يعرف بها ولم يستطع وقفها

واشنطن بوست: البيت الأبيض “مصدوم وحزين” من كارثة كابول.. كان يعرف بها ولم يستطع وقفها

 وصف المعلق ديفيد إغناتيوس حالة الصدمة والحزن والرعب في البيت الأبيضبعد الهجمات الكارثية في مطار كابول.
وجاء بمقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” أن الهجومين الانتحاريين صعقا إدارة جوزيف، وهذا راجع جزئيا لتلقي المسؤولين معلومات مفصلة وتقارير استخباراتية حذرت من احتمال هجوم كهذا، ولم تكن مع ذلك قادرة على منع يوم دموي للقوات الأمريكية لم تر مثله منذ سنوات.
وشمل إحصاء الجثث المرعب 13 جنديا قتيلا و18 جريحا على البوابة الرئيسية للمطار إلى جانب عدد من الأفغان الذين قتلوا وجرحوا في الفندق القريب.

ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن المهاجمين هم عناصر في تنظيم “الدولة”- ولاية خراسان المنافس القاتل لحركة طالبان التي تسيطر على كابول. وفي البيت الأبيض الذي اهتز بسبب الأحداث الأخيرة فما حدث يوم الخميس كان صدمة جديدة. وقال مسؤول يوم الخميس “لا أعرف إن شاهدت أبدا هذا المستوى من الحزن والرعب”.

وصف بايدن المتجهم والمصمم اليوم بأنه “أصعب يوم”، وتعهد بالانتقام من تنظيم “الدولة”: “لن نسامح ولن ننسى وسنلاحقكم ونجعلكم تدفعون الثمن”.

وتلقى البيت الأبيض يوم الأربعاء التقارير الاستخباراتية عن هجوم منسق ومتعدد على مطار كابول من عناصر “الدولة”- ولاية خراسان وكافح المسؤولون لمنعها لكن بدون نجاح.

ووصف بايدن المتجهم والمصمم اليوم بأنه “أصعب يوم”، وتعهد بالانتقام من تنظيم “الدولة” الذي هاجم القوات الأمريكية “لن نسامح ولن ننسى وسنلاحقكم ونجعلكم تدفعون الثمن”. ويبدو هذا الكلام وكأنه أمر رئاسي للمخابرات الأمريكية التي قد تشن حملات بالطائرات المسيرة.

ولم يعتذر بايدن عن قرار الانسحاب والذي كان يعني شطب أفغانستان عن الأجندة الوطنية، لكنه سرع بانهيار الحكومة في كابول مما جلب معاناة جديدة. وقال عن استمرار النقل الجوي للأمريكيين والأفغان من كابول تحت تهديد المتشددين من تنظيم “الدولة”: “نعرف المخاطر ولكن هذا هو الخيار الصحيح”. وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية قبل ساعات من الهجومين الأمريكيين ودعتهم إلى الابتعاد عن مداخل المطار. إلا أن المسؤولين الأمريكيين كانت تنقصهم المعلومات الاستخباراتية لوقف المهاجمين في الفوضى التي كانت تحيط بالمطار. وحاول المسؤولون الأمريكيون الحصول على مساعدة من طالبان لكن المطار لم يكن موقعا يمكن الدفاع عنه. وحذر مسؤول في البنتاغون قائلا “لم نجتز مرحلة الخطر بعد” لأن هناك معلومات أمنية عن محاولات أخرى لتنظيم “الدولة”.

وتم نقل المذبحة في محيط جدار مطار كابول على الهواتف النقالة: جثث متناثرة بعضها مكدس فوق بعض بسبب الانفجار وعمال الإنقاذ وهم ينقلون الناجين المشوهين إلى مراكز الطوارئ. وفي لقطة كئيبة كان هناك صوت أفغاني حزين. وتواصل الولايات المتحدة تعاونها غير العادي مع طالبان التي كانت عدوا قبل أقل من أسبوعين. وبدا التعاون واضحا من لقاء مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ويليام بيرنز وزعيم طالبان ملا عبد الغني برادار. وقالت مصادر إن الرجلين ناقشا الترتيبات الأمنية المتعلقة بإعادة فتح السفارة الأمريكية التي تريد طالبان إعادة فتحها. وقال المصدر إن برادار تصلب عندما اقترح بيرنز إمكانية بقاء القوات الأمريكية في المطار بعد 31 آب/أغسطس. وسارعت الولايات المتحدة لزيادة عمليات إجلاء الأمريكيين والأفغان حيث زاد عن 100.000، وهو رقم كبير يدعو إلى الدهشة إلا أن عمليات الإنقاذ ستخلف وراءها آلافا من الأمريكيين وضعفهم من الأفغان.

المشاكل التي تواجه آلاف الأفغان الذين فروا للأمان في الدول التي رحلوا إليها تظل قائمة، لأن الإقامة النهائية في الولايات المتحدة للأفغان الذين لم يتلقوا التطعيم من كوفيد ستظل صعبة، بالإضافة لأن الكثير من الأمريكيين لا يرحبون بهم.

والمشاكل التي تواجه آلاف الأفغان الذين فروا للأمان في الدول التي رحلوا إليها تظل قائمة، لأن الإقامة النهائية في الولايات المتحدة للأفغان الذين لم يتلقوا التطعيم من كوفيد ستظل صعبة، بالإضافة لأن الكثير من الأمريكيين لا يرحبون بهم. وهناك عدد كبير من الذين نقلوا على عجل للطائرات لا يحملون الوثائق الضرورية. أما الأفغان الذين يحاولون الهرب عبر الحدود فسيمثلون تهديدا أمنيا وإنسانيا لدول الجوار، باكستان وإيران وروسيا والصين.

لقد فتحت كارثة كابول المجال أمام توجيه أصابع اللوم والتخمين حول تجانس إدارة بايدن. فقد اتبع الجيش أوامر بايدن بسحب القوات سريعا من أفغانستان حيث سلم القادة وخرجت معظم القوات في بداية تموز/يوليو. إلا أن البنتاغون ترد بأن الجدول الزمني قد تم إقراره بوضوح وصادق عليه البيت الأبيض. ويشكو بعض المسؤولين من أن وزارة الخارجية فشلت في تخفيض عدد الموظفين بالسفارة أو التحضير المبكر للتأشيرات لآلاف المدنيين الأفغان بشكل مبكر، وفي الوقت الذي حذرت فيه سي آي إيه من عدم استقرار الحكومة الأفغانية وأنها قد لا تستمر. وحتى المتشائمين كانوا يعتقدون أنها ستظل ولن تسقط قبل تشرين الأول/أكتوبر أو تشرين الثاني/نوفمبر. وحاول بايدن تقديم حس من النظام والتصميم على الوضع، ولكن تأكد من أن الجميع سيلام عندما تكتب كتب التاريخ.