الرئيسية / أخبار / كورونا بين نظرية المؤامرة والرأي العام العالمي
Covid-19 background. Stop spread and eliminate Coronavirus. Pandemics coronavirus. Epidemic backround. Healthcare background. Hands in blue medical gloves tearing the paper with covid-19 print

كورونا بين نظرية المؤامرة والرأي العام العالمي

ربى يوسف شاهين

من الواضح أن حديث الساعة في العالم بات فيروس يدعى كوفيد 19، وقد ظهر هذا الفيروس لأول مرة في الصين، وتحديداً في مدينة ووهان الصينية في منتصف نوفمبر 2019، ولحين الكشف الاعلامي عنه كانت الحياة تُدار بين الدول على طبيعتها في العلاقات المتنوعة، وأتت اللحظة التي انتشر فيها الفيروس عالمياً وبالتدرج بالأكثر قربا من الصين، لتكون إيطاليا ومن ثم إيران وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ودول العالم العربي، مناطق انتشار الفايروس.

فما هو فيروس كورونا؟

مرض يُصيب الجهاز التنفسي بمتلازمة تنفسية حادة، وهو جائحة عالمية جارية لمرض فايروس كورونا(كوفيد-19)، بحسب منظمة الصحة العالمية فإن هذا الفايروس يُصيب كبار السن خاصة ومن جهازهم المناعي ضعيف، والانتقال يتم عبر الاتصال مع الشخص المريض المصاب بالفايروس، وليس بالحامل له، ففترة الحضانة هي 15 عشرة يوماً، حتى ظهور الأعراض.

كيف غير فايروس كورونا العالم

حالة من الذعر والرعب اصابت المجتمعات الغربية والعربية على حد سواء، خاصة بعد صدور أعداد المصابين والمتوفين من جراء الإصابة بفايروس كورونا، بداية من الصين وما تبعه من تزايد للأعداد في إيطاليا واسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة بحسب منظمة الصحة العالمية، وحتى كتابة هذا المقال تخطت اعداد الإصابة النصف مليون مُصاب حول العالم، ورغم تنفيذ الدول كافة الإجراءات الوقائية اللازمة، إلا ان هذا لا يجعلهم يدركون العدد الحقيقي للمصابين، ففترة الحضانة ال15تُباعد بين معرفتهم بالحالات المنتشرة، إلا إذا كانت الدول جميعها تقوم بالفحص لكل فرد من مواطنيها، وهذا صعب التحقيق، ويبقى المرجح انتظار الأيام لمعرفة المصابين وإمكانية تسجيل حالات جديدة، ام انهم استطاعوا احتواء جميع المصابين، خاصة بعد إجراءات الحظر المفروضة على جميع القطاعات العامة والخاصة داخلياً وخارجياً.

نظرية المؤامرة في إيجاد الفايروس الوبائي القاتل

ما بين المُشكك الرافض بأن ظهور هذا الفايروس لم يكن طبيعياً، تبقى الاحتمالات كلها واردة، فما تشهده الساحة العالمية من توترات على جميع الاصعدة يُحيلنا للتفكير قليلاً وفق نظرية المؤامرة التي تستند على معطيات اهمها:

اولا-  التنافس المُرعب بين الدول العظمى للسيطرة على حكم العالم، والتي تعد الولايات المتحدة المستفيد الاول من ظهور الفايروس، والادلة كثيرة على ماضيها من القنبلة الذرية على اليابان، مروراً إلى حرب العراق وذريعة الكيماوي، بالتوازي مع النهوض الاقتصادي للصين والسيطرة الصناعية العسكرية لروسيا الاتحادية، والتي حُكماً وصلت لها عبر اجهزتها الاستخباراتية العالمية، فجهزت العُدة مع شركاءها من الدول التابعة.

ثانيا- التطورات الحاصلة على مستوى العالم تكنلوجياً واستخبارتياً، وتشكل جماعات مناهضة للسياسات الامريكية، والتي برزت على شكل تحالفات عربية كانت في فترة التسعينات، حيث القادة العظماء كالرئيس حافظ الاسد والقذافي واللذان كانا القارئان التاريخيان لحقيقة النظام العالمي الخادم للحركة الصهيونية.

ثالثا- رغم أن تفتيت الشرق الاوسط كانت إحدى اهم الهواجس الغربية، وبالرغم من الحرب على العراق وسوريا واليمن، إلا ان النتائج كانت مكلفة على الولايات المتحدة والغرب عموماً، وبالتالي تم الانتقال الى المرحلة التالية عبر هدم الاقتصاد العالمي والمتضرر هنا تأتي الدول الاضعف اقتصادياً، ومن ثم الدول التي تتعامل اقتصادياً مع الغرب عموماً.

وما بين هذه الاحتمالات وفرضية ان الوباء انتشر نتيجة تطورات حدثت بشكل طبيعي عبر نوع من الخفافيش، والذي انتقل بدوره إلى الانسان، يبقى هذا الفايروس يقضي على اعداد كبيرة من البشر، وباتت جميع مرافق الحياة العامة والخاصة معطلة لإشعار آخر، تستطيع به إحدى الدول الإفراج عن اللقاح المضاد للفايروس كورونا.

عجلة الاقتصاد باتت في انخفاض سريع، رغم ما كانت تتباهى به الدول العظمى على انها قادرة على احتواء الأزمات وإدارتها عبر برامجها التكنولوجية، والتي أثبتت تأخرها في تراجع الفايروس رغم ان الصين استطاعت عبر شعبها وتكنولوجياتها، ان تعلن قضاءها على بؤر الفايروس القاتل  في زمن قياسي.

في المحصلة إن الفايروس ومهما كانت اسباب تواجده، لابد للإنسان المتضرر الأكبر منه ان يجابهه ولو بأبسط الامور، وهي الحظر المنزلي ولعناية الفائقة بالنظافة العامة، والاهم النفس البشرية ان تُطهر نفسها من الاحقاد، وحب الصعود على حساب أخيه الإنسان.

عافانا الله وإياكم من شر النفوس.

كاتبة سورية