اتخذت تركيا قرار شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية “إس 400 ” مع احتمال التخلي عن اقتناء مقاتلات “اف 35 ” الأمريكية، وذلك بسبب الاستراتيجية العسكرية، وهي الخصاص في الدفاع وليس الخصاص في الهجوم، خاصة مع الدور الذي أصبحت تكتسبه الصواريخ سواء في الهجوم أو الدفاع.
وهددت واشنطن أنقرة مجددا أمس الجمعة بعدم استقبال ربابنة جدد للتدريب على مقاتلات “اف 35″، كما يهدد البيت الأبيض وبتأييد من الكونغرس الأمريكي عدم تسليم “اف 35” الى تركيا رغم مساهمتها المالية في صناعتها.
وتخضع إرادة تركيا باقتناء منظومة صواريخ “إس 400” رغم التهديدات الغربية وعلى رأسها الأمريكية الى استراتيجيتها العسكرية الخاصة بها وليس بالضرورة الحلف الأطلسي التي هي عضو فيه. وتمتلك تركيا أسطولا جويا هائلا من المقاتلات الأمريكية “اف 16 ” يتعدى 240 مقاتلة تقارب “اف 16 ” الإسرائيلية وفي مستوى “اف 16” اليونانية.
وهي لا تحتاج الى مزيد من المقاتلات لأنها دولة لا ترغب في الهجوم على دول أخرى، بقدر ما هي بحاجة الى نظام صاروخي للدفاع عن أجواءها أمام تراجع أهمية المقاتلات أمام الهجمات بالصواريخ. وترى تركيا أنها إذا امتلكت نظاما صاروخيا متطورا للدفاع تكون قد أمنت أجواءها من الاعتداءات سواء ضد المقاتلات المتطورة مثل “اف 35 ” التي تمتلكها إسرائيل أو الصواريخ.
ورفضت الولايات المتحدة في البدء بيعها منظومة صواريخ باتريوت، مما يجعلها، أي تركيا، دائما رهينة الحلف الأطلسي ورغبات الولايات المتحدة في الدفاع. ولهذا قررت القيادة العسكرية التوجه الى روسيا للحصول على نظام “إس 400” المتطور، ووجدت في الرئيس التركي طيب رجب أردوغان السند لأنه يريد التخلص من السياسة العسكرية الأبوية التي يمارسها عليه الغرب والتي تمس السيادة التركية.
وفي محاولة لاستمالة تركيا وتفادي الأسوأ، طرحت واشنطن على أنقرة اقتناء نظام باتريوت، لكن القيادة العسكرية التركية حسمت أمرها، نظام “إس 400” له مميزات تفوق باتريوت، وسعره أقل بـ 60%.
عندما ستتوصل تركيا بمنظومة “إس 400” خلال شهرين على الأكثر ستكون أمّنت أجواءها ضد طيران أي دولة متقدمة بما فيها إسرائيل وليس فقط اليونان عدوها التقليدي، وتكون قد أمّنت أجواءها ضد الصواريخ الباليستية وذات المدى المتوسط والقصير. وحينئذ، قد تختار شراء مقاتلات أوروبية من نوع يوروفايتر أو تقتني “سوخوي 57 ” الروسية التي تعادل “اف 35 ” الأمريكية.