شهدت الساحة البريطانية الأربعاء الماضي، حادثًا إرهابيًا على جسر ويستمنستر، بعد دهس شخص بسيارة بعدد من الأشخاص على الجسر قبل نزوله لطعن شرطي طعنة أدت لمقتله، وقام ضباط الشرطة الموجودين بإطلاق الرصاص على هذا الشخص ولكن قبل مقتله تسبب في موت ثلاثة أشخاص وإصابة حوالي عشرين آخرين .
وقررت الشرطة اعتبار هذا الحادث كهجوم إرهابي لاقتناعهم أنه ليس هجومًا عشوائيًا. وآثار هذا الحادث عددًا من التساؤلات التي ليست لها إجابة ولعل أبرزها:
– هل كان هذا الشخص مدفوعًا من أحد عملاء داعش في سوريا؟
– هل كان عائدًا من سوريا؟
– هل كان الحادث بناء على تصرف فردي مستوحى من هجمات داعش؟
– هل ساعده أي شخص لبدء هذه العملية؟
– هل كانت المخابرات البريطانية لديها أي معلومات عن وقول مثل هذا الحادث؟
ولكن ما يعلمه الجميع ومنهم خدمات مكافحة الإرهاب، أن الهجمات من هذه النوعية لا يمكن منعها، وهو ما يثير القلق، حيث لم تستطع كل الموارد والشرطة والعلاقات المخابراتية مع الدول الأخرى ولا التكنولوجيا من إيقاف شخص واحد من ارتكاب هجوم.
ولا يصلح استخدام مصطلح “إبرة في كوم قش” في هذه الأزمة؛ حيث إنّ اكتشاف ووقف شخص شرير من بين ملايين من المواطنين الملتزمين بالقانون يعتبر أمرًا صعبًا، حيث إن أكثر الاستخبارات احترافية في العالم وكل اقسام الشرطة لا يمكنها أن تكون محقة طوال الوقت ويمكنها أن ترتكب أخطاء.
وتكمن الأزمة في أن مجتمع مكافحة الإرهاب العالمي يعتمد على أشخاص، ويمكن وجود نسبة خطأ بشري على الرغم من فعلهم ما بوسعهم، ويمكن أن يسبب هذا الخطأ في نسيان أدلة، ويؤدي ذلك لاختباء المعتدين بين المواطنين قبل لحظات من بدء الهجوم.
وعند وقوع الهجمات تقوم المجتمعات الغربية بإلقاء اللوم على الاستخبارات لخطأهم، وتقوم بوصفهم بعدم الكفاءة وعدم مقدرتهم على حماية وطنهم.
وتوضح هجمات لندن أنه لا يتم قيادة المؤسسات بشكل جيد، وسواء رضينا بذلك أم لا سيظل الإرهاب جزءًا من المجتمع. وبقرب تدمير داعش في العراق وسوريا يعني أن الغرب سيرى المزيد من القتل والطعن مثلما حدث في فرنسا وألمانيا ولندن وأمريكا خلال سنة.
ويقع على عاتق مجتمع الاستخبارات معرفة ما يمكن معرفته بشأن الهجمات القادمة، ويجب على قادة العالم وضع التهديدات الإرهابية نصب أعينهم والتصرف السريع.
المصدر: ستراتيجيك كلتشر