قل تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي في الفترة الأخيرة كبار القياديين وعتاداً عسكرياً من الرقة والموصل إلى دير الزور. وبالنظر إلى أن داعش يفقد أراضيه يومياً في سورية والعراق ويعتقد الخبراء أن هذه المدينة يمكن أن تصبح العاصمة الجديدة للإرهابيين.
وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم داعش أعلن الرقة منطقةً عسكريةً وواصل استعداداته لمعركة داخل المدينة. ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” نقلا عن شهود عيان ومصادر مطلعة أن يتم إنشاء التحصينات وتفخيخ الخنادق عند الأطراف الشمالية للمدينة. وأكد أبو محمد الرقاوي الناشط في تجمع “الرقة تذبح بصمت” أن أغلقت شوارع الرقة الشمالية بالكامل بالسواتر الترابية. وقال إن مقاتلي داعش يحاولون إقامة جسور عبر نهر فرات بديلة عن تلك التي دمرها طيران التحالف الدولي.
وفقا لتقديرات الخبراء في الرقة يقارب العدد الإجمالي للمدنيين الموجودين في المدينة من نحو 300 ألف، ويمكن أن يتمركز فيها من 3 حتى 4 آلاف إرهابي. يعتقد الرقاوي أن الإرهابيين يخططون استخدام المدنيين كدروع بشرية. بالإضافة إلى ذلك يسعى داعش لتجنيد الشباب ويضطرهم للانضمام إلى صفوف التنظيم.
وفي الوقت نفسه يدرك المتطرفون جيدا أن من غير المرجح للحفاظ على مدينتي الرقة والموصل لذلك قرروا تركيز قوات كبيرة في دير الزور حيث يسطر الجيش السوري على 10% من مجمل المحافظة فقط. تجري اشتباكات عنيفة بين داعش والقوات الحكومية في محيط مدينة دير الزور.
تشير صحافية “الشرق الأوسط” بولا أسطيح إلى أن تصبح معركتين الرقة ودير الزور أساسيتين في النزاع السوري. وقال أسطيح إن القوات الحكومية تستعد أيضا للمعركة من أجل تحرير دير الزور وتستعيد السيطرة على الحدود مع العراق لأن تتركز في شرق سورية حقول النفط الكبيرة والتي تسعى الحكومة السورية لاستعادة السيطرة عليها.
تهاجم الآن تشكيلات “قوات سوريا الديمقراطية” الكردية مدينة الرقة بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة التي منذ أغسطس 2014 تنفذ الضربات الجوية في سورية في إطار حملة “العزيمة الصلبة” دون موافقة من مجلس الأمن الدولي والحكومة السورية. وفي الوقت نفسه تؤدي الضربات الجوية للتحالف بانتظام إلى مقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية.
هذا وأوعد التحالف تحرير مدينة الرقة في ديسمبر 2016 وحتى الآن لم يحرر مدينة الموصل من ارهابيي داعش التي قد تكون على شفا كارثة إنسانية. ويبدو أن الولايات المتحدة غير قادرة على هزيمة الإرهاب أو ليس في عجلة من أمرها لإنهاء النزاع المسلح في سورية وتسعي لتحقيق مصالحها الخاصة في المنطقة.