قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية إن نظرة العرب لمرشحي الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وهيلاري كلينتون تختلف من دولة لأخرى، فبينما يرى البعض أن الحزب الجمهوري تهديدا للديمقراطية، يعتبرون منافسه الديمقراطي داعية حرب يتلقى الأموال من المملكة العربية السعودية، موضحة أن العالم العربي ينفذ تغطية واسعة للانتخابات الأمريكية ويوجه النقد للمرشحين، لكن تعتبر كلينتون ورقة رابحة لديهم.
وأضافت الصحيفة العبرية في تقرير أنه في الأشهر الأخيرة، كشفت وسائل الإعلام العربية عن اهتمام متزايد بانتخابات الرئاسة الأمريكية. على سبيل المثال، كانت المناظرة التلفزيونية الأولى بين دونالد ترامب المرشح الجمهوري والديمقراطية هيلاري كلينتون لقيت تغطية على نطاق واسع في العالم العربي من السياسيين، والمسؤولين الحكوميين.
وأوضحت يديعوت أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أعلن عن دعمه لتصريحات ترامب بأن الادارة الأمريكية هي التي أوجدت تنظيم الدولة الإسلامية، وعلى أثر هذا الموقف لقب البعض المرشح الرئاسي بالسيد حسن ترامب. ولا يعتبر نصر الله الوحيد من الشخصيات العربية البارزة الذي ارتبط اسمه بالمرشحين للرئاسة الأمريكية. فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتمع مع كلينتون وترامب عندما جاء إلى نيويورك في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وطبقا للصحيفة العبرية فإن بعض القادة العرب فضلوا الامتناع عن إبداء الرأي حول مرشح رئاسة الولايات المتحدة، لكن بشار الأسد قال مؤخرا في مقابلة معه إن ترامب يعاني من نقص الخبرة والمعرفة بالمقارنة مع الرؤساء السابقين وأنه لا يعقد الكثير من الأمل في الانتخابات الأمريكية المقبلة.
كما أن رجل الأعمال الثري الأمير السعودي الوليد بن طلال، اختار الإفصاح عن موقفه وهاجم على تويتر ترامب في ديسمبر 2015: أنت وصمة عار ليس فقط على الحزب الجمهوري لكن الولايات المتحدة بأكملها. وكان ترامب قال أنه سيكون الرئيس القادم، وأن الأمير لن يستطيع السيطرة على السياسيين الأمريكيين باستخدام المال.
“ترامب قذافي الولايات المتحدة” هكذا كتب محمد آل الشيخ في مارس/ آذار على الصحيفة السعودية “مرآة الجزيرة”. معتبرا أنه من المخيف التفكير أنه في صباح أحد الأيام سيكون دونالد ترامب هو رئيس الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن ترامب تعرض للكثير من عواصف الانتقاد في معظم وسائل الإعلام العربية، كلينتون أيضا لم تسلم من الانتقاد، حيث في نهاية أغسطس نشر مقالا في جريدة “الاتحاد”، بدولة الإمارات العربية المتحدة، أوضح سبب دعم ترامب بالنسبة للعرب. ووفقا له، فإنه ليس من غير المعقول أن العرب سوف تدعم سياسة حكومة ترامب في ضوء المشاكل الراهنة بالمنطقة.
واستطرد قائلا: عملت الإدارة الحالية لغرس فكرة تراجع أهمية الشرق الأوسط في السياسة الدولية، وبالتالي خلق حالة من الفوضى نراها اليوم، كما كتب في مقاله: كان ضمن هذه الإدارة مرشح لرئاسة الولايات المتحدة (كلينتون) أحد قادتها الرئيسيين، وأثرت سلبيا على السياسة الدولية ليس فقط بين القوى العظمى ولكن أيضا بين دول المنطقة، بما فيها إيران وتركيا. وكتب أيضا أن العرب ودول الشرق الأوسط يجب أن يتبعوا طريقا جديدا من حيث توقعاتهم نحو مرشحي الرئاسة الأمريكية، وفقا للكاتب، ترامب يبدو أنه أكثر وضوحا من حيث ما يقدمه على النقيض من الرؤساء السابقين.
وكان كتاب الرأي العرب يملأون الصفحات المطبوعة ووسائل الإعلام الإلكترونية في وصف مواقفهم من المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة، ولكن هذا بلا شك أفضل من الكرتون والرسامون الذين يعكسون وجهات نظرهم حول السباق نحو البيت الأبيض. ويعتبرونها ورقة رابحة في رسوم الكارتون.
واختتمت يديعوت أن كلينتون تعرضت لانتقادات الرسوم كثيرا، خصوصا بسبب اتصالها منذ فترة طويلة مع الأسرة المالكة السعودية التي يزعم أنها تمول حملة الانتخابية الأمريكية لصالح المرشحة الديمقراطية، وتنفذ إيران بعض الرسوم الكاريكاتورية ضد المملكة العربية السعودية كجزء من جهودها لمهاجمة العائلة المالكة في الرياض.