كما عكس خطاب ميقاتي تعويل الحكومة على الهبات والمساعدات الخارجية لمواجهة الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان، في رد غير مباشر على الانتقادات التي وجهت إلى حكومته بشأن الاستعدادات الضعيفة وعدم الجاهزية لاستقبال النازحين رغم مرور حوالي سنة على بدء التصعيد.
وقال ميقاتي الأحد إن التقديرات تشير إلى أن أعداد النازحين تقارب المليون بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل، مقدرا أنه “النزوح الأكبر في تاريخ البلاد”.
◄ توسيع القصف ليشمل البقاع وبعلبك يهدف إلى تدمير المنظومة الاجتماعية لحزب الله وليس إضعافه عسكريا فقط
وأردف ميقاتي “أعطينا توجيهات لمدير عام الجمارك بقبول الهبات التي تدخل إلى لبنان فورا ومن دون فرض أي رسوم عليها”. وتابع “ستكون هناك آلية لقبول وتنظيم الهبات التي تقدّم للبنان”، دون تقديم توضيحات عن تلك الآلية.
وعن حركة النزوح من المناطق اللبنانية قال إن “من المقدر أن يصل عدد النازحين جراء القصف الإسرائيلي إلى المليون”، مشيرا إلى أن ذلك يعد “أكبر عملية نزوح في لبنان والمنطقة وحتى في التاريخ”.
وشدد ميقاتي قائلا “أولويتنا وقف العدوان الإسرائيلي المستمر عبر متابعة الدور الدبلوماسي وليس لنا خيار سواه”. وأكد متابعتهم موضوع الصحة العامة في مراكز الإيواء تجنبا لانتشار أي مرض.
وأعلنت الحكومة اللبنانية في الأيام الماضية عن تحويل مئات المدارس إلى مراكز لإيواء النازحين، وسط جهود مضنية لتوفير الاحتياجات الغذائية والطبية الأساسية، في حين لا تزال الشوارع والطرقات تعج بالنازحين الذين يفترشون الأرض.
وتواصل القصف الإسرائيلي الأحد على مواقع متفرقة تجاوزت جنوب لبنان لتصل إلى مناطق البقاع وبعلبك التي ظلت طيلة الأشهر الماضية بمنأى عن التصعيد.
ويرى مراقبون أن توسيع إسرائيل القصف يهدف إلى تدمير المنظومة الاجتماعية لحزب الله وليس إضعافه عسكريا فحسب، حيث سيؤدي النزوح والتدمير إلى تفرق الناس وهو ما سيجعلهم عاجزين عن الاستفادة من المنظومة الاجتماعية التي دفعتهم إلى التقرب من حزب الله.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية الأحد عن مقتل 32 لبنانيا وإصابة 53 آخرين في غارة إسرائيلية على قرية عين الدلب شرق مدينة صيدا بمحافظة الجنوب، إلى جانب 21 قتيلا و47 جريحا خلال غارة على بعلبك الهرمل في حصيلة أولية.
كما نفذ الجيش الإسرائيلي الأحد غارة على بلدة جب جنين في البقاع الغربي شرقي لبنان للمرة الأولى منذ 8 أكتوبر الماضي، فيما قتل 4 أشخاص وأصيب آخرون في 3 غارات على بلدة حلبتا بالبقاع الشمالي.
ولا تميز الضربات الإسرائيلية بين أنصار حزب الله وغير الموالين له، لكن المتعارف عليه أن أغلب سكان مناطق الجنوب هم من مؤيدي الحزب. وتثير هذه النقطة مخاوف أعلى المؤسسات في الدولة -بما في ذلك الجيش- من تفجر فتنة اجتماعية، لاسيما مع انتشار مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر لبنانيين في مدن مثل طرابلس يرفضون دخول نازحين إلى المدينة في حين طالب آخرون النازحين بإزالة صور لحزب الله وقياداته من على سياراتهم.
وقال الجيش في بيان “تهيب قيادة الجيش بالمواطنين الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم الانجرار وراء أفعال قد تمس بالسلم الأهلي في هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة من تاريخ وطننا”.
اقرأ أيضا:
وأكّد الجيش استمراره “في اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة (…) للحفاظ على السلم الأهلي”. واعتبر أن “العدو الإسرائيلي” يعمل “على تنفيذ مخططاته التخريبية وبث الانقسام بين اللبنانيين”.
ودعا رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري السبت اللبنانيين إلى “التعالي عن الخلافات” بعد قتل إسرائيل الأمين العام لحزب الله.
وقال الحريري الذي كان من أبرز خصوم حزب الله السياسيين في لبنان، لاسيما بعد اتهام محكمة دولية عناصر في الحزب بقتل والده رفيق الحريري، ضمن بيان “اغتيال السيد حسن نصرالله أدخل لبنان والمنطقة في مرحلة عنف جديدة. إنه عمل جبان مدان جملة وتفصيلا من قِبلنا، نحن الذين دفعنا غاليا من أحبتنا حين صار الاغتيال بديلا للسياسة”.
ودعا “في هذه المرحلة” إلى “التضامن والوحدة” حتى “يبقى لبنان فوق الجميع، فوق الأحزاب والطوائف والمصالح”.
بدوره طلب حزب القوات اللبنانية، المناهض كذلك لحزب الله، من مناصريه وعناصره “التزام الصمت” بعد إعلان مقتل نصرالله، حسب مصدر مقرب من الحزب.