الرئيسية / أخبار / واشنطن تعزز قواعدها بسوريا بأسلحة لوجستية تحسبا من الرد الإيراني

واشنطن تعزز قواعدها بسوريا بأسلحة لوجستية تحسبا من الرد الإيراني

عززت القوات الأميركية  قواعدها العسكرية في شمال شرق سوريا، بأسلحة عسكرية لوجستية متطورة، وفقا لما كشف عنه المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء، وذلك في إطار الاستعدادات لتحصين الدفاعات ضد هجمات إيرانية متوقعة.

ووفق المرصد السوري فقد استقدمت القوات الأميركية تعزيزات عسكرية جديدة إلى مناطق نفوذها في شمال شرق سوريا، تضم 30 شاحنة محملة بمواد لوجستية وعسكرية وذخائر، قادمة من داخل الأراضي العراقية، عبر معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق، مشيرا إلى أنها تلك التعزيزات توجهت نحو القواعد الأميركية في ريف الحسكة.

كما عززت القوات الأميركية قاعدتها العسكرية بحقل “العمر النفطي” في الريف الشرقي لدير الزور، بمواد عسكرية جرى تحميلها على متن قرابة 13 سيارة إضافة لعدد من العربات العسكرية من الشدادي في ريف الحسكة، وفق المرصد.

وبالتزامن مع وصول هذه التعزيزات، شهدت أجواء المنطقة تحليقاً مكثفاً للطيران المروحي التابع لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وذكر المرصد أن القوات الأميركية أجرت بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، عند منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء، تدريبات عسكرية مشتركة بالذخيرة الحية، في قاعدتي العمر النفطي وكونيكو للغاز بريف دير الزور، حيث سمع دوي انفجارات عنيفة، نتيجة التدريبات استمرت لساعات.

وأضاف أن القوات الأميركية تختبر خلال تدرياتها العسكرية المكثفة أسلحة دفاع جوي متطورة تعمل بالليزر، وتنفذ تدريبات تحاكي هجمات الطائرات المسيّرة، لرفع جاهزيتها لأي تصعيد محتمل.

وتأتي هذه التعزيزات العسكرية في ظل هجمات المسلحين الموالين لإيران على شرق الفرات وتهديد الوجود الأميركي في قاعدتيْ حقل العمر النفطي ومعمل كونيكو للغاز في ريف دير الزور.

ووثق المرصد هبوط 7 طائرات شحن تابعة للتحالف الدولي في قواعده بريفي الحسكة ودير الزور، محملة بأسلحة متطورة وجنود، وبطاريات دفاع جوي، إضافة إلى دخول 50 شاحنة عسكرية من العراق عبر معبر الوليد الحدودي.

ويشهد شرق سوريا تصعيدا خطرا بين القوات الأميركية وفصائل موالية لإيران بعد هجمات متبادلة عبر الطائرات المسيرة، الأمر الذي يُنذر بخطر انفجار حرب تتسع دوائرها لا سيما مع احتمال اقتراب الهجوم الإيراني المنتظر على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في الـ31 من يوليو الماضي.

وتأتي المناكفات بين طرفي النزاع بالبادية السورية في وقت لا يتوقع أن يشبه الرد الإيراني المحتمل، الرد على القصف الإسرائيلي الذي طاول السفارة الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل الماضي، إذ اكتفت طهران بإرسال مئات الصواريخ الموجهة والطائرات المسيرة من دون أن تصيب أهدافاً حساسة في تل أبيب أو محيطها.

ووسط حالة الترقب، بدأت القوات الأميركية في التعرض لهجمات من ميليشيات مسلحة في سوريا والعراق، وهو ما دفعها للبدء في تعزيز قواتها وعتادها تحسباً لأي قادم قد يكون أسوأ.

ومنذ ذلك الوقت يلوح جنرالات “الحرس الثوري” بالانتقام على الاغتيال الذي طاول ضيفها السياسي هنية في مقر إقامته بأحد المنتجعات الرئاسية، بينما يتجهز “حزب الله” اللبناني لساعة صفر الرد الإيراني، وتدفعه للمشاركة رغبة الانتقام لاغتيال “الموساد” أبرز قيادي في صفوفه فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.

وكانت وكالة “رويترز” قد أوردت خبر إصابة جنود أميركيين بجروح طفيفة نقلاً عن مسؤول أميركي، بينما يعد هذا الهجوم الأكبر والثاني من نوعه على مدى الأيام القليلة الماضية.

ونُفذ الهجوم على قاعدة رميلان شمال شرقي سوريا بطائرة مسيرة، بينما لقي ستة عناصر من الفصائل الموالية لإيران مصرعهم بعد استهدافهم بطائرة مسيرة شرق البلاد.

وفي غضون ذلك ذكرت الأوساط المتابعة للشأن الإيراني أن الفصائل المقاتلة إلى جانب الحرس الثوري الإيراني انخرطت بالفعل بمعارك تمهيدية في مواجهة قوات التحالف، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركيا.

ولعل فتح جبهة شرق سوريا ولا سيما في محافظة دير الزور بخاصة أنها المحافظة السورية التي تتشاطر حكمها قوى عدة، إذ ينتشر النفوذ الإيراني في جهة الريف الشرقي، وتعد منطقتا البوكمال والميادين الواقعتان على الحدود العراقية المعقل الأساس للحرس الثوري.

وترجح أوساط متابعة في حال اتساع المعركة في أعقاب الرد الإيراني على إسرائيل، وتعرض جنوب لبنان لحرب مركزة على مواقع عسكرية أن يعمد “حزب الله” إلى سحب مجموعاته، وهذا ما سيترك انعكاساً على تعداد المقاتلين والخبراء في شرق سوريا.

وتشير المعلومات الأولية إلى تعزيز المجموعات الموالية لإيران، ولا سيما العراقية منها، قدراتها، إذ تمثل العمود الفقري للقوة الضاربة “الحرس الثوري” الإيراني في وجه الوجود الأميركي في سوريا، ومن أبرزها “كتائب حزب الله” العراقي التي يصل تعدادها إلى 7 آلاف مقاتل وتتعاون مع “حزب الله” اللبناني الذي حضر إلى دمشق منذ عام 2013.

كما يحتل “لواء أبوالفضل العباس” مركزاً مهماً ومتقدماً، ويضم عدداً غير ثابت من المقاتلين، علاوة على “حركة النجباء” التي قاتلت إلى جانب جيش النظام السوري في حلب ودمشق.

وتنتشر فصائل “عصائب أهل الحق” في ريف دمشق والبوكمال، إضافة إلى “سرايا طلائع الخراساني” ويناهز عدد مقاتليها 5 آلاف مسلح في العراق وسوريا. ومن الفصائل المعروفة أيضاً “قوات محمد باقر الصدر”، و”لواء الإمام الحسين”، و”لواء ذو الفقار”، و”فيلق الوعد الصادق”.

ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان التقديرات أن مجموع القوات الأجنبية في سوريا، العراقية والأفغانية والباكستانية، وصلت إلى قرابة 15 ألف مقاتل العام الماضي 2013، في حين قدر مركز “جسور” ومؤسسة “إنفورماجين” لتحليل البيانات عدد قوات الميليشيات الإيرانية التي شاركت في الحرب السورية منذ عام 2012 بنحو 100 ألف مقاتل تحت راية 70 مجموعة عسكرية وتتوزع على 50 قاعدة وقرابة 500 نقطة عسكرية.

وتشير خريطة انتشار القوات المدعومة إيرانياً إلى وجود ما بين 28 و30 موقعاً في جنوب سوريا مع انتشار لواء عسكري يحمي المخازن الاستراتيجية الحساسة، بينما يوثق المرصد السوري 55 قاعدة إضافة إلى 515 نقطة عسكرية تنتشر في دير الزور والبوكمال والميادين في شرق سوريا، وبادية حمص وريفها على الحدود السورية اللبنانية، وريف حلب، فضلاً عن ريف دمشق الجنوبي ودرعا والقنيطرة، إضافة إلى منطقة السيدة زينب ومحيط العاصمة.