“حرب بطيئة في ليبيا”، عنوان مقال فلاديمير أرلوف، في “كوريير” للصناعات العسكرية، عن إمكانية أن يحل المشير خليفة حفتر محل القذافي، على موجة الحنين إلى الأمان في العهد البائد.
وجاء في المقال: إذا تحدثنا عن الوضع في ليبيا، نجد في هجوم قوات حفتر دليلا واضحا على توقف عملية التسوية السياسية. على الرغم من وجود العديد من المحاولات لحل الوضع.
هناك نقطة مهمة أخرى، غالباً ما يتم نسيانها: فمن بين جميع اللاعبين على الساحة السياسية الليبية، يجري دعم فايز السراج وحده (من الولايات المتحدة والحكومات الغربية)، فيما خليفة حفتر (يعتمد على مصر وروسيا).
يتحرك الجيش الوطني الليبي بسرعة نحو طرابلس، لكنه لا يقاتل بنشاط كبير حرصا على السكان. ولقد تبين أن المشير حفتر رجل يتمتع بذكاء استراتيجي كبير وموهبة، وأداء دبلوماسي أفضل مما ظنه كثيرون. فبالنسبة للقوة العسكرية … يمكن استخدامها بطرق مختلفة: القصف بالطيران وتسوية طرابلس بوجه الأرض، وهذا ما كان سيجعل حفتر على الفور شخصية غير مقبولة على الإطلاق بالنسبة للغرب، ويدفع موسكو والقاهرة لإدانته، ووسائل الإعلام العالمية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب. في الوقت نفسه، فإن حفتر، عبر زحفه على طرابلس بعناية وتضييق الخناق عليها، والسيطرة على حي تلو الآخر، سيصل، عاجلاً أم آجلاً، إلى مبتغاه.
ثمة، في ليبيا، حنين إلى الجماهيرية الليبية. لكنهم يحاولون اليوم عدم الكشف عن آرائهم، لأن جزءا كبيرا من السكان لا يريد العودة إلى الماضي. الحنين إلى عهد القذافي يقوم على عامل مهم للغاية، هو ضمان سلامة حياة المواطنين. ذلك ما تعجز عنه الدولة ممثلة بفايز السراج، في حين ينجح حفتر في ذلك، لكنه لا يسيطر على كامل أراضي البلاد.
ماذا ستفعل الولايات المتحدة الأمريكية؟ بالنظر إلى سلوك الأمريكيين في سوريا، يمكن القول إن خط الانسحاب الحذر (من سوريا) والامتناع عن الأعمال النشطة في ليبيا، انتصر في واشنطن. لذا، فعلى الأرجح، لن يضغط الأمريكيون بقوة على ليبيا الآن.
ولا يحظى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشعبية كبيرة لدى الليبيين، والمحاولات الغربية “لتسوية” أمر ما هناك ينظر إليها بعين السلب الشديد. أما مصر وروسيا فلديهما آفاق جيدة للعب دور في تهدئة الوضع في البلاد.