د. بسام الهلول
لازالت شارة اجتماعنا السياسي بترميزاتها والتي لاتعرفها اجيال اليوم في موطني الاردن هذه المفردة الجملة والموروثة من السلف والتي لايدريها انها ( تدبير ممنهج) Gestionهو هذا نفسه يوجه السياسة عندنا وان كانت مفردة في مركب اجتماعي حيث جرت العادة في سني القحط والجدب ان تقوم الامم المتحدة بمعونات للاردن لتسعده ان يجتاز جائحة الموسم بحيث تأتي على صورة معونات وإسعافات أولية كي نجتاز عام القحط وانحباس المطر بحيث تفتح مشاريع لا طائل تحتها متمثلة صوره بفتح طرق من اجل ان تعتاش العامة والسواد فاذا كان ما يقدم لنا في سني المحل والجدب من معونات في صورة ( القمح) والذي كان يطلق عليه عند امهاتنا( الصندقة).. وهي كلمة صناعية للهروب من انها (صدقة).. احسان وابتذال لوجه هذا السواد فأدخلت الامهات حرف (النون) على هذه الكلمة نظرا لما عرف عن الأردنيين الحمية ولا يقبلون الإحسان او الصدقة فحرفوا الكلمة (الصندقة)..او الاجراء القسري عليها كي لا تخدش منازل الكرامة عندهم ومن طريف ما ورثناه من سوادنا الاعظم وهم في سبيل ما يفتح لهم من مشاريع كي يجتازوا محنة شح القطر من السماء ان يحمل اثنان ( القفّة)..من خلال ما يسمى ( النقطة الرابعة).. وكلما مر بهم المراقب العام او المندوب العام حيال ما يرى من ان اثنين يحملان (القفة).. فيرد عليه أحدهما وبلكنة بدوية (مانت أحسن من اللي خلقها لها أذنان يحملها اثنان فيهز راسه مع ابتسامة صفراء كأنه يقول وكما يقو المغاربة(هي هاديك). اي جئتم على قدر في حين ان المشروع نفسه صمم كإسعافات اولية لألمانيا بعد الحرب الكونية الثانية بحيث خرجت المانيا بشارتها وعلى سياراتها( المرسيدس) والتي تعتبر شارة الرخاء حتى عند الفرنسيين إذا مرت بهم سيارة تحمل هاته الشارة تعلو صيحات الاندهاش( اوه لا لا).دلالة الرفاه والرفغنينة في حين ركبها الاعراب من بلدي..الامر الذي يرجعني إلى سياق ما انا فيه ما يسمى مشروع( النافعة)..هذا هو نفسه الذي صبغ مشروعنا السياسي بله الاقتصادي واكاد اجزم الأمر الذي انعكس بل ساهم في تلوين مشاريعنا كلها الأمر الذي نلحظه حتى في التعليم العالي( وهج ثم تخبو اواره) مثلما هي ( نار القش)..او الهشيم ( وهج ثم ما تلبث ان يخبو أوارها) هذا المصطلح يتلخص في المثل الأردني السيار( انفخ ياشريم ما في براطم)..اي ( الشفاه) حيث يقوم مصطلح( النافعة) و( الصندقة).. على مركبين اثنين (التخارج والفعل المقلل) الأمر الذي يذكر بنهضة الاتحاد السوفياتي بعد دمار ستاليننغراد اذ نهضت من تحت الرماد مثلما خرج ( طائر الفينيق من تحت رماده) وخير تطبيق على ذلك تجربة العامل الروسي (تشيخانوف) الذي كان يستخرج في يوم ساعات عمله عشرة الاف رطل من الفحم الحجري من يومه فما وصل اليه الاتحاد السوفياتي إلا بمثله وامثاله ..ما هذه الاوطان التي اجتمع ما اجتمع لبطل رواية (الاحدب) للكاتب السوري ادوارد الخراط الحدب ويقف الزنزانة الهابط !! لعمري انه العماء المطلق الذي يعفّي على كل شيء بل على كل جهد مبذول بحيث لازلنا تحت وطأة وثقل المعرفي الأردني يتلخص بالمثل العامي(انفخ يا شريم ما في براطم) وللمثال هذا انتشاره في كل جهد مبذول هنا ولعل هذا يماثل جهد ذاك المعلم (آبن تمرة) وهو يعالج اعوجاج تلميذ له في( ام قصير)..( أنا أعطيناك الكوثر) والتلميذ عصي نهجه إلا ان اللكنة تغالبه ( أنا اطعيناك الكوثر)..مثلما واجهني عناؤه مع والدتي رحمها الله (اهدنا السراط المستقيم)..( اهدنا عسراط المستقيم ..رغم ما بذلته من جهد إلا أن الخاتمة( اهدنا عسراط المستقيم). ورغم اللهث السياسي هنا ورغم كثرة المصاحف هنا ورغم تعداد الجامعات هنا ورغم..ورغم إلا ان صديقي( ابن تمرة) تركته يعالج فطرة الصبي اوالصبي مصر( أنا أعطيناك الكوثر) بل ومن عجيب ما وقع لي عندما نهض ابن تمرة مؤتما للصلاة بنا فقرأ( أنا أطعيناك الكوثر).. ووصل الأمر ان كدت ان انهض بنحره ( وأنحر)..ان عنائي من مرارة هذه التحويلات والإعاقات اللسانية في ( كلٍّ) هي نفسها فيما تعدنا به وزارة الأشغال ودائرة السير اننا نحاول جهدنا تخليص المواطن من عوائقها المرورية لعمرك انها ( وحق الله القسم)..ان الارتجال ياخذ كل شيء فالطبيعة لا تقبل القسمة على اثنين هنا اذ ترميزة (النافعة)..و( الصندقة)..هي من علامات الإعراب هنا ذلك ان الامر متعلق بمنظومة اصل التخلّق هنا مما توشحت به كل مفردات الخطاب السياسي والاجتماعي والمعاشي هنا محكومة بأصل الخلقة الاولى( دعنا نرى) Leave it and let’s see
او بالفرنسية Laisse tomber et …..voyons
لقد مات الجسد في فلسفتنا بالعادة في حين نجده في الخطاب الغربي( صيرورة).Devinir هو معطى( للوجود وليس وصفا له بل اصبح مدا ثوريا له المعنى الكبير( La Grand Raison بل فضاء حيويا بالمعن الاستشرافي من فضائه الخاص يتملكه إلى ان اصبح فلسفة في القبض عليه Capacity to capture
فهو عند الغربي مفهوم يلد لا معطى يصف حتى اصبح عندهم ملكا يفتخر به وساحا للاقتدار فهو قيد فعل وليس فقط قيد اقتدار فهم اشبه بقطط جبال الريف في المغرب اذ تتميز بعظم اذانها لاتفوت حسيسا إلا وتشعرك به وكذا من مثل ماشاهدته في أرياف مدينة( سبوكان)..نواحي ( واشنطن).ربات البيوت ونظافة أفنية بيوتاتهم مثلما فناء منزل وحضيرة صديقي ذلك الفلاح الفرنسي ( في نواحي مدينة فريق كرة القدم( سانت آتين).. مسيو( Gayar )…وما شاهدته من نظافة( صوف خرافها)..الأمر الذي صدر مني ملحة عند طالباتي في جامعة مؤتة ان قلت( انظف من شعوركن)..هو نفسه ما حكاه لي صديق ذهب ليلقي ورقة بحث له في( واشنطن)..ان بيت الخلاء او المستراح كما ذكره ( المقري) في كتابه نفح الطيب( انظف من جدر اهلي)..واهل البلقاء ينطقون( القاف) جيما معطشة( جدر)..مثلما هو ام اولاد طائر( الاورنديل)…في جبال الريف الام توبخ ابناءها عندما لا يحافظون على البيئة فتهبط الام كي تزيح ما افسده صغارها…مع التوبيخ هذا ما وقفت عليه في ريف( درداره)..في جبال الريف المغربية وهي بلدة قريبة من مدينة( الحسيمة)..على مقربة من حدود( اسبانيا المسلمة).. الاندلس..لا مااره في عمان ( المهرة) عند المغني الأردني ( عمان)..سيدة يغالبها الماكياج ترمي بمشوارها من نافذة سيارة فارهة ومعطف ترتديه لايقل ( فراهة)..من الأصباغ ومن( المونوكير).. ومن ذات نقاب ترتديه مخافة الله وبجانبها رجل ذو لحية كثة ( تقوى الله ومخافته). ان تلقي بزجاجة( كوكولا)..من نافذة سيارتها وربما فرغ زوجها من خطبة في احدى مساجد مدينة الكرك ( ترهيبا وترغيبا) ومن حض الناس تأسيا( إماطة الاذى عن الطريق صدقة)..مفارقات هاته…ياصاحبي!!!!
لعمري (ليس كل آكلي التفاح سواء)!!!!مفارقات هاته..زوجة Gayar…. وخرافها وذات النقاب ورعاوخشية..وزجاجة( الكوكولا)..وطائر الاورونديل وصغارها!!!!وذات ماكياج ومشوارها …اطلس عجيب تعج بل تلون مشاهداتي..فعدت أدراجي إلى جسد احاول معه ان يكون صنعة. لا مكانا للتفريغ البيولوجي. مثلما( المستراح)..هناك( انظف من جدر اهلي)..لا كما رأيته من مستراحات في عاصمتي( المهرة المحجلة عمان.. وفي مساجدها ان الطبيعة وسنن الحياة لاتقبل القسمة
د. الهلول كاتب ومفكر اردني