لم تتوقف إسرائيل عند الاستهدافات النوعية التي وجهتها لحزب الله بدءا بتفجيرات أجهزة الهواتف واللاسلكي الثلاثاء والأربعاء وصولا إلى اغتيال كوادر فرقة الرضوان الخاصة التي يتباهى بها الحزب، واستمرت في تنفيذ هجمات على قاذفات الصواريخ لإضعاف فرص الرد لدى الحزب مقدمة لتفكيك عناصر قوته، وهو ما يخلق واقعا جديدا تقلب فيه تل أبيب المعادلة ضد إيران خاصة بعد تفكيك حماس.
واكتفت إيران بالمراقبة مع إصدار تصريحات تندد بالهجمات الإسرائيلية على ذراعها في لبنان، وفي نفس الوقت استعراض مسيّرة انتحارية (كاميكازي) وصاروخ باليستى جديدين.
ويعتقد مراقبون أن استهداف الصف الأول من قوة الرضوان وما سبقه من استهداف للمئات من مسلحي الحزب في تفجيرات البيجر والووكي توكي سيصيب أداء الحزب في مقتل، وأن إعادة ترتيب البيت سيستغرق أسابيع وربما أشهرا، وهو ما يجعل قدراته مكشوفة أمام الهجمات الإسرائيلية خاصة أنه لا يمتلك أيّ إسناد من أيّ جهة في ظل امتناع إيران عن الرد الذي لوّحت به بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قبل أسابيع، ما أعطى انطباعا بأنها لا تريد المغامرة وأنها تترك مهمة الرد لأذرعها، وخاصة حزب الله، الذي يتعرض لاستهدافات نوعية.
ويشير المراقبون إلى أن إسرائيل ساعية لخلق واقع ميداني جديد يقوم على تفكيك خصومها واحدا تلو الآخر، فبعد حماس جاء الدور على حزب الله، الذي كان ينظر إليه على أنه الجسم الأهم في “محور المقاومة”، وأن الدور سيكون على الحوثيين بعد إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل قبل أيام.
وبعد تفكيك قدرات إيران وأذرعها على الجبهة السورية خلال السنوات الماضية، لن يبقى أمام إسرائيل سوى إيران نفسها، التي تعرضت للاختبار بعد مقتل هنية في يوليو وقبلها استهداف كوادر الحرس الثوري في قنصليتها في دمشق في أبريل الماضي.
وكان حزب الله الورقة الأهم في رهانات الرد الإيراني، لكن الآن سيكون من الصعب على طهران أن ترد بشكل مكشوف حتى لا تكرر الفشل الذي رافق ردها على ضرب القنصلية، وأظهر أن قدراتها محدودة رغم الاستعراضات التي تقوم بها بين الفينة والأخرى لإظهار تطور أسلحتها.
وأكد حزب الله مقتل إبراهيم عقيل الرجل الأول في قوة الرضوان ووصفه بأنه “أحد كبار قادته”.
وأعلن الحزب أن 15 عضوا آخرين قتلوا أيضا، بينهم أحمد وهبي، وهو قيادي أشرف على العمليات العسكرية لقوة الرضوان خلال حرب غزة وحتى أوائل العام الحالي.
وقال الجيش الإسرائيلي في منشورات على منصة إكس إن الضربة استهدفت تجمعا تحت الأرض لعقيل وقادة كبار في قوة الرضوان، وهي وحدة لقوات النخبة في حزب الله، وإنها “فككت بشكل تام تقريبا” سلسلة القيادة العسكرية في حزب الله.