برز مصطلح الهستدروت مع إعلان إغلاق الاقتصاد الإسرائيلي اليوم وذلك للضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للمضي بصفقة مع حماس لاستعادة المحتجزين، بعد مقتل ستة منهم أمس في قصف إسرائيلي على غزة وفق ما أعلنت حماس.
وأثار الهستدروت هزة في الكيان الاقتصادي والسياسي الإسرائيلي مع إعلانه الإضراب العام والشامل، ما استعدى طلب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، مساء الأحد، من المحكمة العليا، إلغاء الإضراب بدعوى “عدم قانونيته”، واستجابت المحكمة اليوم بالأمر بوقف الإضراب عند الساعة 2:30 ظهراً.
والهستدروت يعني الاتحاد العام لعمال إسرائيل، وهو أول حركة عمّالية صهيونية أسسها ديفيد بن غوريون في العام 1920 وبقي سكرتيراً لها حتى العام 1935. وبن غوريون هو من مؤسسي كيان الاحتلال وكان أول رئيس وزراء إسرائيلي (1948 – 1953)، وشارك في العديد من المجازر التي انتهت بقضم فلسطين وتأسيس إسرائيل في العام 1948.
وعقد الهستدروت المؤتمر التأسيسي في حيفا في شهر كانون الأول العام 1920، وأشار المؤسسون لهذه المنظمة إلى الدور الصهيوني الذي ستلعبه. ومما جاء في الإعلان الافتتاحي للمنظمة بحسب المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “هدف المنظمة هو تشكيل اتحاد للعمال والفلاحين دون التدخل في شؤون الآخرين، وتعمل المنظمة على دعم الاستيطان وبناء مجتمع عمال يهود”.
أهداف الهستدروت
ومن الأهداف الأخرى دعم الهجرة اليهودية وتوطين المهاجرين والسيطرة على فلسطين وإقامة اقتصاد مزدهر فيها. وتعمقت قوة الهستدروت في الأوساط العمالية اليهودية وغدت من أقوى الهيئات الداعمة للمشروع الصهيوني، وفق المركز ذاته.
ويتألف الهستدروت من نقابات عمالية ومهنية متنوعة تمثل قطاعات واسعة من العمال والموظفين والفلاحين وغيرهم. وتتصارع الأحزاب على القيادة في هذه النقابات والاتحادات العمالية، ويضم هذا الاتحاد وفق موقعه الإلكتروني 799 ألف عضو، يعملون في 27 ألف مؤسسة.
ويعتبر الهستدروت حكومة ثانية في اسرائيل، وفق المركز الفلسطيني، فله هيئاته التشريعية والتنفيذية والقضائية، وكان حزب العمل ومن قبله حزب (مباي) مسيطرين تماماً على الهستدروت إلى أن حدث التحول في التسعينيات (1994) عندما خسر حزب العمل لصالح قائمة عمالية جديدة باسم (رام) أسسها عضو منشق عن حزب العمل هو حاييم رامون وغيره، مع العلم أن هذه القائمة متعاطفة مع مواقف حزب العمل والحركات العمالية اليسارية، بحيث إن مؤسسها عاد إلى صفوف حزب العمل فيما بعد تاركاً قيادة الهستدروت لعضو الكنيست عمير بيريتس.
وكان للهستدروت معاهد أبحاث اقتصادية وعمالية، وجريدة خاصة بها (دافار) ودار نشر وحركات وأندية رياضية مثل (هبوعيل) وغيرها، إلا أن هذه كلها قد أُغلقت أو بيعت إلى شركات خاصة، وقدم الهستدروت خدمات تربوية متنوعة لكل شرائح الأعضاء فيها. ويدير صندوقاً للمرضى وهو الأكبر في اسرائيل لتقديم الخدمات الصحية والطبية.
أما المبنى التنظيمي للهستدروت فلم يتغير، حيث يوجد المؤتمر العام الذي ينتخب أعضاؤه مرة كل أربع سنوات وتتمثل فيه الأحزاب، ومجلس عام ثم لجنة تنفيذية، والمكتب الدائم للهستدروت والسكرتير العام، والمكتب الدائم مع الرئيس يديران الأمور الجارية للهستدروت، وتوجد لجنة مراقبة داخلية.
مؤسسات تابعة للاتحاد
وبحسب الموقع الإلكتروني للاتحاد العمالي، فإن الهستدروت وهو “الاتحاد العام للعمال في أرض إسرائيل” تأسس “قبل 28 عامًا من قيام دولة إسرائيل، على يد ديفيد بن غوريون بمثابة أداة لتحقيق هدفين. كانت المهمة الأولى موجهة نحو الطبقة العاملة. وكانت المهمة الثانية أوسع بكثير من النقابات العمالية التقليدية، حيث لعبت دورًا مهمًا في بناء الأمة، ووضع أسس إدارة الدولة للتطور”.
ويضيف الموقع الإلكتروني “في سنوات تكوينها، كان الهستدروت القوة الدافعة وراء إنشاء دولة إسرائيل. أسس الهستدروت مؤسسات اقتصادية ومالية وثقافية ورياضية وصناعية من شأنها أن تمكن الدولة الجديدة من الظهور. بنك هبوعليم يعني حرفيًا بنك العمال، ومكتب الأشغال العامة والبناء، وشركة البناء سوليل بونيه، وصندوق التأمين الصحي كلاليت، أكبر مقدم للرعاية الصحية في إسرائيل، والعديد من المؤسسات الأخرى، كلها نشأت من السنوات الأولى للهستدروت”.
ويتولى رئيس الهستدروت، أرنون بار ديفيد، منصب الرئيس، في أعقاب الانتخابات الاستثنائية التي أجراها مجلس النواب في مارس/آذار 2019، بعد الرحيل المبكر للرئيس السابق، آفي نيسنكورن. وأعيد انتخاب بار ديفيد في مايو 2022.
وأرنون بار ديفيد هو رائد في قوات الدفاع الإسرائيلية في الاحتياط وخدم في الماضي بصفته قائدا للكشافة ومدير قسم في إدارة التعليم في بلدية تل أبيب – يافا.