د. بسام الهلول
النداء ( مين جاب حق هالمقص؟!)….
المكان ( عمان البلد) / سوق اليمنية ….
الزمان؛ ايام التمدرس / طلبة في الجامعة الأردنية
.ايام عهدنا اذ ذاك كنا طلبة في الجامعة الام ( الأردنية) كنا احيانا بل احايين نتبلغ حاجاتنا سيرا على الاقدام كي ندخر قرشا او قروشا ليومنا الثالث لاندريه( بؤسا او فرحا) وكأننا معه على ( وتر) وكما قالت العمة فاطمة رحمها الله( وان ضاق رزق اليوم فأصبر لغد ..عسى نكبات الدهر عنك تزول ) كنا نمنّي النفس صبرا واصطبارا لعل في الغد الموعود ما يزيل ما جثم على صدورنا من فاقة وحاجة وكلما مررنا به لم يزل النداء منه( مين جاب حق هالمقص) وتخرجنا من الجامعة ولا زال الرجل اياه لم يبع المقص عجبنا من امره وطوحت بنا السنون وعدنا نراود المكان ولم يزل النداء منه( مين جاب حق هالمقص ؟!؟!؟!وعلى وقع هذا النداء ايمكننا ان نزاوج بينه كحدث اجتماعي مع السياسي مثلا او ( نتوأم) بينهما او ربما يشكل مدخلا لتدشين مرحلة لم نفرغ بعد منه مثلما لم يفرغ بعد صاحب المقص من بيعه وبلغة الفلسفة ( ايفتح هذا الاجتماعي بعض ما استغلق علينا فهمه من خطاب السياسي) ولتعميق ( أرضنته) كي نمس طريق تساكنه حيال هذأ الظمأ الوجودي والحرمان. لاستعادة مايغريه للتساكن مع لقمة عيشه حتى وصلت معه انه ورغم اصراره ووهج الشوق مني ان يبيع المقص كي يسد رمق الباقيات من عيشه إلا انني في كل مرة لااجده قد باعه لقد شغفني فضول السؤال ولكني بلغت معه حد الاستحياء مثلما راودني الفضول ان اعرف من دوستوفسكي وشيخه الذي بلغ به اليأس رغم مراكمة قوته واصراره هل عاد من ذلك المساء بعشاء لفتية مثلما هم فتية ( وطاوٍ ثلاث عاصب البطن مرمل..ببيداء لم يعرف بها ساكن رسما…) لازلت نهبا ومسرحا لهذه الاحداث لم انم ليلتها حيال ( طاوٍ ثلاث عاصب البطن مرمل)..( وصاحبنا الذي لم يفلح ببيع مقصه) وفتية ( دوستوفسكي) الذي قضم الشارك شباك صيد والدهم العجوز
مشغلة هم وصدري لم يعد فساحا لواحدة فما بال من اجتمعت عليه ( الثلاث) هذا التلاقح الذي هيّج بل أيقظ مني الشعور الجمعي حيال هذه الواقعات في جلب قيم واستنباتها بل انضاج قيم أسهمت في نماء كينونة تحاول التماهي في رحابة هذا الوجود بل جعلت منها التحاقا بمنظومة هذه الكونية العجيبة الأمر الذي يفتح فيه الاجتماعي على السياسي وما كناه معه بالامس وهو يعدنا رحلة الخلاص ( وانكم اغلى مانملك)،رغم تلبسه بالنسق الاستبداديّ ومنغلق حريتنا وكرامتنا وانه بعد لم يفرغ كما ذاك الذي ( لم يفلح ببيع المقص) رغم تأويلنا الفلسفي ( البيجسداني) وتلمسنا لتحققنا العيني في فضائنا العمومي ( القادم اجمل) وما نراه من خلال سير النظام وكذبته عبر التسلسل الخطي الذي يفتقر إلى لحظة الالتحام بالتغير الجذري بعد ان سقطت كل البسته الأمر الذي قصرت فيه الجماهير وهذه الاكداس البشرية في تقصيرها من تكسير للمسار الخطي المتجذر في عمق المنظومة السياسية والتي استنفذت مقومات وجودها إلى ان بلغت بنا افق انسداده ولازال المانشيت السياسي ترميزته( القادم اجمل) مثلما ذاك الذي لم يفرغ بعد من( بيع المقص) ولازال الجميل لم يتبرعم حتى تتفتق ازاهيره فهو مثقل بالبطالة والهجرة القسرية والتيه الذي يغمر بل يلفح وجوهنا على هذا التراب في غياب( النايضة) وغياب( الشخصيات المفهومية) التي تجسدها وغياب( الراب) الذي ننتظره من شباب( الفيسبوكي) في توجيه الاصبع تجاه بؤس المنظومة وفسدتها
متى يتوجه شبابنا المغرق بالبطالة وتشويهه ببعض المفاسد كالمخدرات بان يحول ( أغانيه الاحتجاجية) ولو كانت عامية إلى مقام التداول العام أي إلى مفهوميتها إلى مقام المفهوم بحيث تصير متميزة ناطقة بمشكلاته البطالة، المخدرات، والذهاب بنا إلى منطق( الحريك) و( النايضة) و( الهبة) حتى تتأهل فتصبح استجابات لغوية تواصلية تدعو الى التأمل والتساؤل والاحتجاج حتى يعود( النايض) و( الحريك) مفهوما تواصليا يقرع اذن من هو غارق بملذاته وأعياد مواليده وحرق الضوء الأحمر من مدينته وقوانين مروره بانتهاج أسلوب متمرد يحاول فيه إطفاء مصابيح حفلة الميلاد دونما هذا العتم لن نصل إلى كينونتنا من حيث اننا كوائن تفكر وبدونها لن نتجاوز حالة الشباب الشارد الغفل والا بقي السيد حاملا مقصه مدعيا انه لم يبعه لقد حان الوقت ان تغلق هذه المدينة التي لم يزل خطابهم السياسي ممنتجا شعارهم ويدعون لم يفرغوا بعد من ( مين جاب حق هالمقص) الذي سيؤول بيعه ان يصبح الوطن مدرارا للعسل والقمح ولا زال النداء مما فرغ منه شيخه في روايته ( الشيخ والبحر) اذ ترك لنا وصية( يدمر الانسان ولايهزم) Man is destroyed but not defeated
ومن مثله في ادبيات الاخر Cela détruit l’homme et il ne peut pas
الدكتور الهلول كاتب ومفكر اردني