الرئيسية / أخبار / لماذا تصر إسرائيل على البقاء في ممر نتساريم

لماذا تصر إسرائيل على البقاء في ممر نتساريم

حسب تصريحات لمسؤولين إسرائيليين وتقارير عبرية، تهدف تل أبيب من وراء البقاء في ممر نتساريم إلى تحقيق عدة أهداف.

ويتمثل الهدف الأول في منع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية من جنوب غزة إلى شمالها، إذ تريد إسرائيل جعل شمال القطاع القريب من مستوطناتها الجنوبية منطقة عازلة وخالية من أي تهديد.

وذكرت القناة الـ12 العبرية في تقرير لها مؤخرا هدفا آخر لإسرائيل من وراء هذا الممر، وهو جعله نقطة ارتكاز للجيش للتحرك سريعا وتنفيذ عمليات ضد أي “تهديد” من الفصائل.

كما سيسهل الممر مخطط بناء مستوطنات شمالي القطاع، حيث دعا أكثر من وزير إسرائيلي في الأشهر الأخيرة إلى إعادة بناء المستوطنات في غزة، من بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، حينما جدد تلك الدعوة في السابع من يونيو الماضي، خلال افتتاحه مركز “التوراة والأرض” في مجمع نيتسان الجنوبي، وذلك بعد مرور عقدين على الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من قطاع غزة في 2005.

وسبقه وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، في تلك الدعوة حين دعا خلال مشاركته في فعالية بمستوطنة سديروت في الرابع عشر من مايو الماضي، إلى بناء مستوطنات في غزة بزعم “ضمان مكتسبات الحرب على القطاع، وتصحيح أخطاء الماضي”، في إشارة إلى تفكيك المستوطنات التي كانت مشيَّدة في غزة عام 2005 ضمن ما سُمى بـ”خطة فك الارتباط”.

البقاء في ممر نتساريم يجعل شمال القطاع القريب من المستوطنات الجنوبية منطقة خالية من أي تهديد

وهذا ما حذر منه رئيس تحرير صحيفة هآرتس العبرية الخاصة ألوف بن، في مقال مؤخرا، حيث اعتبر أن هدف الحرب التي يشنها نتنياهو هو احتلال قطاع غزة وليس إعادة الأسرى الإسرائيليين.

وقال بن “ستسيطر إسرائيل على شمال قطاع غزة، وتطرد الفلسطينيين الذين لا يزالون هناك، والذين يبلغ عددهم نحو 300 ألف نسمة (من إجمالي سكان غزة المقدر عددهم بـ2.2 مليون)”.

وأضاف “اليمين الإسرائيلي يريد كذلك إقامة مستوطنة يهودية في المنطقة (غزة)، تتمتع بإمكانات عقارية هائلة، وتضاريس ملائمة، وإطلالة على البحر، وقرب وسط إسرائيل”.

وتابع “لن يتم بناء مدينة يهودية كبيرة في غزة غدا، لكن التقدم سيتم فدانا فدانا، وبيتا متنقلا يليه بيت متنقل، وبؤرة استيطانية تلو أخرى، تماما كما حدث في مدينة الخليل” جنوب الضفة الغربية.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي تشن إسرائيل حربا على غزة خلّفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.