قال وزير الداخلية اللبناني السابق مروان شربل، إن بلاده لن تنزلق إلى حرب شاملة مع إسرائيل، على الأقل في الأشهر الخمس القادمة، رغم التوتر الذي يعيشه الجنوب منذ الـ8 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضاف شربل، في حوار مع “إرم نيوز”، أن “الأمور ستستمر على ذلك المنوال؛ لسبب بسيط، هو أنّ إسرائيل تحاول يوميّا استدراج الولايات المتحدة الأمريكية لكي تحارب عنها في لبنان”.
وأشار إلى أنه “ليس من وارد واشنطن أن تدخل في تلك اللعبة لأنّها منشغلة بمشاكلها الداخلية، ولا سيّما ملف الانتخابات الرئاسية”.
واعتبر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو “سيذهب إلى واشنطن لإلقاء خطابه في الـ 24 من الشهر الجاري في الكونغرس، لكنه في الحقيقة يذهب إلى هناك كي يشجع الأمريكيين على انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب وليس الرئيس الحالي جو بادين، فيما يفضّل الإيرانيون الأخير رئيسًا”.
وأشار إلى أنّ “ذلك هو الصراع القائم بين نتنياهو وبايدن، خصوصًا أنّ الولايات المتحدة كانت أصدرت قرارات عديده آخرها كان أوصى بوقف إطلاق النار، ولم تستجب إسرائيل لذلك”.
ولفت المسؤول اللبناني السابق إلى أنّه “في حال وصل ترامب إلى الرئاسة، فإنه لا يريد الحرب، بل يسعى إلى تخفيف التوتر بين روسيا وأوكرانيا، مع علمه، وهو الذي تهمّه إسرائيل، أنّ الحرب ستكون قاسية على المؤسسات الإسرائيلية الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، كما على لبنان”.
تهديد قبرص
وعن تهديد الأمين العام لميليشيا حزب الله، حسن نصرالله، لقبرص في حال سمحت لإسرائيل استخدام أراضيها لتنفيذ هجمات على لبنان، قال شربل، إنّ “احتمال استخدام إسرائيل جغرافية قبرص تمّ بحثه عندما زار مدير الاستخبارات القبرصية لبنان في السابق، إبّان عملية بحث مسألة كيفية الحد من هجرة السوريين من لبنان باتجاه قبرص”.
وأوضح: “حينها لم يلقَ لبنان جوابًا، علمًا أنّ التدريبات التي يجريها الجيش القبرصي مع الجيش الإسرائيلي في قبرص اعتُبرت نشاطًا عدائيًّا تجاه لبنان”.
“مع الإشارة إلى أن أوّل مناورة مشتركة بينهما كانت انطلقت عام 2007 بهدف محاكاة حرب على لبنان، بالإضافة إلى أنّه كانت ثمّة مناورة في عام 2022 سُميت بمركبات النار على الأراضي الفلسطينية”، وفق حديث شربل.
وأضاف: “مع استمرار التوتّر خشي لبنان اليوم أن يتمّ استدراج قبرص إلى استعمال أراضيها سواء كان تدريبًا مباشرًا أو محاكاة للحرب”.
واستطرد: “وجدنا اليوم جوابًا من قبرص، وقالت إنّها ليست منخرطة في الحرب بل هي جزء من الحل، وكل ذلك كان مجرّد كلام لا أكثر والموقف يأتي في سياق الاحتياط؛ لأنّ قبرص فتحت أبوابها أمام اللبنانيين إبّان اشتعال الحرب الأهلية”.
وعن الثمن الذي سيدفعه لبنان في حال نشوب حرب شاملة، قال وزير الداخلية اللبناني السابق، إنّ “الحرب هي الحرب، وستخلّف دمارًا وقتلى وشللاً اقتصاديًّا كاملاً، لبنان الرسمي يعرف ذلك، وكذلك حزب الله”.
واعتبر أنّ “لبنان لم يعتدِ على إسرائيل منذ حرب عام 2006 حيث كان لبنان يدافع عنه نفسه، فيما القرار 1701 صدر لردع إسرائيل وليس لردع لبنان”.
تسليح الجيش
وتعليقًا على مقولة إنّ ميليشيا حزب الله تسيطر على القرار اللبناني وإنّها تنفّذ أجندة إيرانية، أكد أنّ ذلك “ليس صحيحًا”.
وأردف: “الدليل أنّ حزب الله ليس قادرًا على إيصال مرشحه إلى سدّة رئاسة الجمهورية، فيما بالنهاية يجب أن يحصل تفاهم بين الفريقين؛ لأنّهما ليسا قادرين على إيصال أي من مرشحيهما”.
وختم مروان شربل: “لو كنّا جدّيين في إعادة سيطرة الدولة اللبنانية على أراضيها، فلتسلّح الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية الجيش اللبناني كما يجب، للدفاع عن لبنان وحدوده البرية والبحرية والجوية ولو بنصف إمكانيات إسرائيل”.
واستكمل فكرته: “حينها سنقول لحزب الله إن الجيش بات قادرًا على حماية لبنان، وعليك التخلّي عن سلاحك”.