الرئيسية / أخبار / أنصار إسرائيل يدخلون على احتجاجات الجامعات قبل فقدان السيطرة على صورة الصراع في غزة

أنصار إسرائيل يدخلون على احتجاجات الجامعات قبل فقدان السيطرة على صورة الصراع في غزة

Print Friendly, PDF & Email
الاحتجاجات قد تنجح في كسر التابو الذي صنعته إسرائيل خلال العقود الأخيرة بتصنيف أيّ انتقاد لها ضمن معاداة السامية.

سيطر القلق على الإسرائيليين من نتائج الاحتجاجات التي تشهدها جامعات أميركية واتسعت إلى جامعات غربية أخرى بسبب تأثيرها على الرأي العام الدولي ونقلها صورة مغايرة لرواية إسرائيل عن الحرب وتبريراتها لحجم الدمار في غزة.

وفي ظل عجز إدارات الجامعات عن إنهاء الاعتصامات والتظاهرات وفشل الاستنجاد بالشرطة لتحقيق الهدف، دخل أنصار إسرائيل على الاحتجاجات في مسعى منهم لإفشالها وإظهار أن الجامعات لا تضم فقط متضامنين مع غزة ومناوئين لإسرائيل، بل ثمة أيضا أنصار لتل أبيب.

ويتخوف الإسرائيليون من أن تقود الاحتجاجات إلى فقدان السيطرة على صورة الصراع في غزة وتغليب الرواية الداعمة للفلسطينيين بين الأميركيين، في وقت ما تزال فيه إسرائيل في أمسّ الحاجة إلى دعم واشنطن ماليا وعسكريا ودبلوماسيا وإلى تدخلها لمنع أيّ إدانة لها أمام مجلس الأمن أو في محكمة الجنايات الدولية.

لكن الخطر الأكبر لهذه الاحتجاجات أنها تهدد حظوة إسرائيل لدى الأجيال الأميركية القادمة، التي تمثل قادة التغيير وصناع المستقبل في الولايات المتحدة. وإذا نجحت الرواية الفلسطينية في اختراق وعي الشباب الأميركيين، فإن إسرائيل ستلاقي صعوبات كبيرة في المستقبل، ولن تنال الحظوة والدلال والامتيازات التي تحصل عليها الآن من إدارة جو بايدن وقبله دونالد ترامب.

ويشعر الرئيس بايدن بقلق من نتائج هذه الاحتجاجات. وقال البيت الأبيض في بيان الأربعاء إن بايدن يُحاط علما باستمرار باحتجاجات الجامعات على حرب غزة ويراقب الوضع عن كثب.

وقد تنجح الاحتجاجات في كسر التابو الذي صنعته إسرائيل خلال العقود الأخيرة بتصنيف أيّ انتقاد لها ضمن معاداة السامية. وكسر هذه المعادلة سيزيد من الضغط على إسرائيل ويفتح الطريق أمام مساءلتها أمام القضاء حول ما تقوم به في غزة من استهداف للمدنيين وتدمير للبنى التحتية والأحياء السكنية.

واندلعت اشتباكات عنيفة صباح الأربعاء في حرم جامعة كاليفورنيا في مدينة لوس أنجلس بين محتجين مؤيدين للفلسطينيين وآخرين مشاركين في مظاهرات داعمة لإسرائيل.

وقالت صحيفة “ديلي بروين” التي يصدرها طلاب جامعة كاليفورنيا إن قوات الشرطة وصلت إلى حرم الجامعة بعد أن حاول مناصرون لإسرائيل إزالة مخيم للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي.

وأظهرت لقطات بثتها قناة “كيه.إيه.بي.سي” التابعة لشبكة “إيه.بي.سي” أشخاصا يلوّحون بهراوات وعصي ويهجمون على حواجز مؤقتة من الألواح الخشبية وضعت لحماية المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الذين حمل بعضهم لافتات أو مظلات.

ويظهر الهجوم على المحتجين من أنصار إسرائيل حجم الإحراج الذي تخلفه الحركة الاحتجاجية في الجامعات لدى إسرائيل، وهو ما عبّر عنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاثنين حين قال “ما يحدث في جامعات أميركية أمر مروع”، متهما من وصفهم بالـ”معادين للسامية” بالسيطرة على الجامعات البارزة.

وشدد نتنياهو على أن هذا “غير معقول.. ويتعين وقفه وإدانته على نحو لا لبس فيه”، ووصف رد فعل عدد من رؤساء الجامعات بالـ”مخزي”.

ععع

وسرعان ما ظهر تأثير هذه الاحتجاجات داخل الرأي العام الأميركي ولدى شخصيات بارزة، حيث شن السيناتور بيرني ساندرز، هجوماً على نتنياهو، مشدداً على ضرورة عدم الخلط بين “إدانة القتل” في غزة و”معاداة السامية”.

وخاطب ساندرز نتنياهو “القول إن حكومتك قتلت 34 ألفا في 6 أشهر ليس معاداة للسامية ولا مناصرة لحركة حماس”. ونقلت “بي بي سي” عن أستاذة الإعلام في جامعة مريلاند سحر خميس قولها إن سبب شعور إسرائيل “بالذعر والقلق” يعود إلى أن هذا الحراك “غير مسبوق” منذ احتجاجات حرب فيتنام والاحتجاجات المناهضة للفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

ولفتت سحر خميس إلى أن الاحتجاجات التي خرجت في الجامعات الواقعة في العاصمة الأميركية القريبة من البيت الأبيض “بدأت تثير قلق الإدارة الأميركية – بذات المقدار الذي يثير قلق إسرائيل – بأن هذا الحراك سيغير بوصلة السياسات الخارجية لواشنطن”.

وبعد أن امتدت احتجاجات الطلاب إلى العشرات من الجامعات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة في الأيام القليلة الماضية للتعبير عن معارضتهم للحرب الإسرائيلية على غزة، تم استدعاء الشرطة لقمع الاحتجاجات أو فضها.

وقالت إدارة شرطة لوس أنجلس على إكس إنها استجابت لطلب جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس “بسبب وقوع عدد من أعمال العنف داخل الاعتصام الكبير في الحرم الجامعي”، لاستعادة النظام والحفاظ على السلامة العامة.

وكتبت كاتي ياروسلافسكي عضو مجلس بلدية لوس أنجلس، التي تضم منطقتها جامعة كاليفورنيا، على إكس “لكل شخص الحق في حرية التعبير والاحتجاج، لكن الوضع في حرم جامعة كاليفورنيا خرج عن السيطرة ولم يعد آمنا”.

وألقت شرطة مدينة نيويورك ليل الثلاثاء القبض على عشرات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين المتحصنين بمبنى داخل جامعة كولومبيا، كما فضت اعتصاما تسعى إدارة الجامعة إلى إنهائه منذ نحو أسبوعين. وصعد أفراد الشرطة الثلاثاء إلى مبنى هاملتون هول الذي احتله المتظاهرون عبر نافذة في الطابق الثاني. وقال متحدث باسم الشرطة إنها فرقت المتظاهرين واعتقلت العشرات في غضون ثلاث ساعات.

ووجهت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت (مينوش) شفيق رسالة طلبت فيها من الشرطة البقاء في الحرم الجامعي حتى السابع عشر من مايو على الأقل، يومين بعد مراسم حفل التخرج، وذلك “للحفاظ على النظام وضمان عدم عودة الاعتصامات”.

ووقف الطلاب خارج المبنى، الذي شهد اعتصامات طلابية ضد الحرب في فيتنام، وهتفوا ضد الشرطة مرددين “عار، عار”. وشوهدت الشرطة وهي تقتاد العشرات من المعتقلين إلى حافلة بينما كانت أيديهم مقيدة خلف ظهورهم في مشهد أضاءه الوميض الأحمر والأزرق الصادر عن مركبات الشرطة.

وهتف المتظاهرون خارج المبنى “الحرية، الحرية، الحرية لفلسطين!”. وصرخ آخرون “اتركوا الطلاب”. وقالت سويدا بولات من تحالف (القضاء على الفصل العنصري في جامعة كولومبيا)، وهو ائتلاف من الجماعات الطلابية التي نظمت الاحتجاجات، إن المتظاهرين لا يمثلون خطرا، وطالبت الشرطة بالتراجع.