قال مسؤولون أميركيون إن تصريحات نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس التي رفعت فيها من وتيرة الانتقاد الأميركي لإسرائيل في حربها على غزة، لا تمثل خروجاً عن خط إدارة الرئيس جو بايدن وإن بدت متقدمة عنه خطوة إلى الأمام.
وقالت هاريس، يوم الأحد، إنها لا تستبعد أن تكون هناك “عواقب” أميركية على إسرائيل إذا مضت في عملية برية في رفح جنوبي قطاع غزة، مشددة على أن العملية ستكون “خطأ فادحاً”.
وأشار اثنان من المسؤولين في إدارة بايدن، وفقاً لموقع “بوليتكو”، إلى أن تصريحات هاريس أتاحت مساحة أكبر لبايدن ليقدم ببطء توبيخه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسلوكه في الحرب.
وذكر الموقع أن الموقف السائد داخل الإدارة هو أن بايدن وهاريس “يقرآن من النص نفسه حتى لو كان بتركيز مختلف”.
وقال مسؤول ثالث رفيع المستوى في إدارة بايدن، طلب عدم الكشف عن هويته: “من وجهة نظرنا، أنها (هاريس) تتماشى تماماً مع نهج الرئيس”.
ونقل الموقع عن ديفيد ماكوفسكي، الخبير في العلاقات الأميركية الإسرائيلية في جامعة هارفارد قوله: “يتساءل المرء عما إذا كانت نائبة الرئيس هاريس قد جرى تكليفها عمداً بـ”دور الشرطي القاسي” عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، مما يمكن الآخرين من لعب دور رجال الشرطة الصالحين. نحن لا نعرف”.
وبحسب الموقع، يعتقد الديمقراطيون أن تصريحات هاريس في وجه القيادة الإسرائيلية يمكن أن يكون لها صدى لدى الجمهور المحلي الحريص على رؤية تغيير في سياسة إدارة بايدن تجاه الحرب.
ويقول مسؤولون في البيت الأبيض إن هاريس لم تطرح سياسات جديدة خلال الأشهر الستة الماضية، لكنهم يعترفون بأن تعليقاتها جرى النظر إليها بشكل مختلف عن تعليقات بايدن، بما في ذلك تصريحاتها الأخيرة بشأن رفح، وفقاً للموقع.
من جانب آخر، يرى الموقع أنه على خلفية الاستياء في الشارع الأميركي من سياسة إدارة بايدن تجاه الحرب، وانعكاس ذلك على الانتخابات التمهيدية، جاءت تعليقات هاريس لتقدم إشارة مختلفة.
وبينما يحتفظ بايدن بتوبيخاته اللاذعة لإسرائيل في السر، فإن تعليقات هاريس لديها القدرة على تحريك موقف الإدارة على نطاق أوسع، وفقاً للموقع. وعن هذا، قال مسؤول رابع رفيع المستوى في الإدارة: “لا يمكننا أن نستبعد هذا الاحتمال”.
“أزمة ثقة ناشئة”
وتندرج تصريحات هاريس ضمن تزايد حدة الانتقاد الأميركي لإسرائيل، خصوصاً في ظل التصريحات المتكررة التي انتقد فيها بايدن نتنياهو بشكل لاذع.
وامتنعت الولايات المتحدة، يوم الاثنين، عن التصويت في مجلس الأمن الدولي للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان المبارك، وسرعان ما نفذ نتنياهو تهديده بعدم إرسال وفد إسرائيلي إلى واشنطن رداً على الخطوة الأميركية.
وقال مبعوث السلام السابق إلى الشرق الأوسط، آرون ديفيد ميلر، للموقع: “ما لدينا هو أزمة ثقة ناشئة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وهي أسوأ من التوترات السابقة، لأنها تمس جوهر المحركين اللذين حافظا على العلاقة: المصالح المشتركة والقيم المشتركة”.
وأضاف “إذا لم يتمكن نتنياهو وبايدن من إيجاد طريقة لإدارة هذا الأمر، فسوف يزداد سوءاً”.