رسائل تنقلها أمريكا عبر الوسطاء بطريقة غير مباشرة للمقاومة الفلسطينية ولقادة الكيان الصهيوني.
هل ينجح نتنياهو وشركاؤه في الائتلاف، سموتريتش وبن غفير، في تعطيل اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة الأسرى المنتظرة؟
لا يتوقع ان تندفع الادارة الامريكية نحو الحرب مجدداً مع احتدام الحملات الانتخابية استعداداً ليوم الاقتراع والإعلان عنها في نوفمبر المقبل.
تراجع زخم الحرب ومناصريها لصالح وقف إطلاق النار وجهود أمريكية لعزل نتنياهو ومحاصرة شركائه بن غفير وسموتريتش وعقوبات أمريكية تشمل مستوطنين وفلسطينيين.
تقدم في التفاوض نحو اتفاق إطار يتيح وقف الحرب، خاصة أن المفاوضات بلغت حد بحث صياغات مناسبة تضمن تمرير اتفاق تدعمه حقائق موضوعية على الأرض لوقف إطلاق النار.
وقف إطلاق النار سيغدو ضرورة أمريكية لبايدن بعد أن كان مجرد مطلب، ما يعني إمكانية أن تندفع إدارة بايدن لمزيد من الضغوط على قادة الكيان الصهيوني للحفاظ على وقف إطلاق النار.
* * *
هل ينجح نتنياهو وشركاؤه في الائتلاف؛ وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير “الأمن القومي” بن غفير، في تعطيل اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة الأسرى المنتظرة؟
إنه السؤال الأكثر إلحاحاً خلال الساعات القليلة الماضية، بعد تواتر الأنباء عن تقدم في المفاوضات قاد لاتفاق إطار يسمح بوقف الحرب، خصوصاً أن المفاوضات بلغت حد البحث في الصياغات المناسبة التي تضمن تمرير الاتفاق الإطاري الذي تدعمه الحقائق الموضوعية على الأرض لوقف إطلاق النار.
المفاوضات في باريس والاتفاق الإطاري المتولد عنها اكتسب زخمه من مبادرة الولايات المتحدة التي دعت لإحياء عملية التفاوض، وصولا لإطلاق سراح الاسرى ووقف إطلاق النار، واكتسب زخما مضاعفا في الساحة الاسرائيلية المنقسمة على ذاتها بين دعاة وقف إطلاق النار وعقد صفقة لاطلاق سراح الاسرى، وبين داعمي نتنياهو وسموتريتش وبن غفير المتوجسين مما بعد وقف إطلاق النار.
الساعات الـ24 الأخيرة كشفت عن تراجع زخم الحرب ومناصريها لصالح دعاة وقف إطلاق النار، ودعمتها جهود أمريكية لعزل نتنياهو ومحاصرة شركائه في الحكومة بن غفير وسموتريتش بالحديث عن عقوبات أمريكيةمزدوجة تشمل المستوطنين والفلسطينيين في الضفة الغربية بأمر تنفيذي أصدره بايدن.
الأمر الذي دفع سموتريتش للقول: سأواصل العمل بلا خوف لتعزيز وتطوير الاستيطان اليهودي في جميع أنحاء أرض “إسرائيل”، مضيفا القول: إذا كان الثمن هو فرض العقوبات الأمريكية عليّ فليكن!
الولايات المتحدة لا زالت تمارس ضغوطها على استحياء لإقناع اليمين الاسرائيلي في الحكومة، ضغوط يمكن أن تتعاظم في حال أعاق سموتريتش وبن غفير الاتفاق الإطاري الذي تعول عليه إدارة بايدن الكثير لخفض التصعيد في المنطقة واحتواء الصراع الذي امتد إلى البحر الاحمر وسوريا والعراق ولبنان.
بل تعول عليه لإعادة ترتيب أوراقها استعداداً لمعركة الانتخابات الرئاسية التي ستبلغ ذروتها في مارس فيما يعرف بالثلاثاء الكبير، وتحسم في يونيو القادم بتحديد أسماء المرشحين للبيت الابيض، لذلك لا يتوقع ان تندفع الادارة الامريكية نحو الحرب مجدداً مع احتدام الحملات الانتخابية استعداداً ليوم الاقتراع والإعلان عنها في نوفمبر المقبل.
وقف إطلاق النار سيتحول إلى ضرورة أمريكية للرئيس بايدن بعد أن كان مجرد دعوى ومطلب، ما يعني إمكانية أن تندفع إدارة بايدن لممارسة مزيد من الضغوط على قادة الكيان الصهيوني للحفاظ على وقف إطلاق النار وصولا إلى وقف إطلاق نار دائم.
وهي رسائل تنقلها أمريكا عبر الوسطاء بطريقة غير مباشرة للمقاومة الفلسطينية ولقادة الكيان الصهيوني، ما ظهر بشكل واضح من خلال الخبر الذي نقله مراسل موقع أكسيوس الامريكي، والذي نقل فيه مضمون المحادثة الهاتفية بين رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال تشارلز براون، أمس الاربعاء، ورئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، حيث أكد لهاليفي أنه “من المهم أن تقوم إسرائيل بصياغة خطة لليوم التالي للحرب في قطاع غزة”.