د. بسام الهلول
خبر مقدم من توقيعات الرافعي؛
( ولقد يكون في الدنيا ما يُغني الواحد من الناس عن أهل الأرض كافّة.. ولكن الدنيا بما وسعت لا يمكن أبدا أن تغني محبا عن الواحد الذي يحبه! هذا الواحد له حساب عجيب غير حساب العقل.. فإن الواحد في الحساب العقلي أول العدد.. أما في الحساب القلبي فهو أول العدد وآخره .. ليس بعده آخـِـر إذ ليس معه آخـَر) وهذا شأن ماانتهى اليه ابناء حي الطفايلة/ ربوة عمون/ في نجدتهم صريخها وهم في ذلك يصيّرون غزة من بعدها التداولي الى( شخصها المفهومي) اي تصبح ملكة في قدرتهم القبض على واقعها فكرا ومقاومة وهم بصنيعهم هذا لااقول نموذجا Modelبل استثناء Exceptionولا عجب فالطفيلة وعلى الدوام تنزع إلى صورة مثالها ، فتحت اديم سمائهم رجال لايتابعونزفصول حياتهم فحسب ، بل يصنعون تاريخاً للآخرين في الرجولة والشهامة والكرامة والتحرر فهم على الدوام من يبيتون بوادي عبقر والمروي عنهم ( كيّا ووسما لصدر بعد ورد ) وهي عند غيرهم كتفاحة نيوتن اكلها كثير من بلدييه فتحولت ارواثا وانهم اناس لم تضق حوصلتهم بملتقط ممكنهم. فهم قيد فعل لا قيد امكان وهم على الدوام الواحد منهم يحمل( آجورتين في بناء مسجده) من هنا يصدق فيهم المأثور( ويحكم تقتلكم الفئة الباغية ) في حين تنوؤ ايادي كثير من رهط غيرهم بلفائف دخان( الهيش) ذلك ان منخنق السؤال يشكل مأزقا في شريعة من تقلقه جديتهم في المحاولة فقانون حياتهم( يدمر الانسان ولا يهزم) وقائم حياتهم ( التوحيد) في زمن عكف الاخرون على عجل ( السامري) يصدحون على وقع من له ( خوار) الوطن عندهم( شرشف قصب طرزته حسانهم وأمهات الشهداء منهم بنيسان). رساليون سبيل رشدهم العناية بالبطل كي لايلحق في هذا العالم الفساد وهم خرج القضاء عند المباهلة ولايسعون سعي اليتيم في ابوة كي تدرجهم في نسب وأرومة قحين ، يرفضون( التجويت) رغم ما مورس عليهم من( استبعاد اجتماعي) تعشق آذانهم بل يشنفها آ
وقع حوافر خيلهم لكنهم متعطشون ان تنتشي الاخرى
كذلك وقع عدالة الدساتير عندما تنبري لتقييد سلطان جامح وعميل خائن ،اعطى ظهره لعدوه لازمةالمكان عندهم ان لاتقرأ بصوت عالٍ ،ومغنيهم لايجترح الإعراب تستوي عندهم الوان البشرة ،ومغناتهم على الدوام( لاتلوثوا البحر ، كفانا مايجري لغزة من وقع نعال الغرب وكيد اخوة يوسف ، وهم صيحة في وجوه من أفسدت خرافهم محاصيل قمحهم مما جرى لها من قضم وحصار .
لقد أورثتهم جغرافيتهم حيزا تفاضليا مما تركه الجبل فيهم من اباء وشمم
فقواعد الرفعة عندهم ان لا تخترم اجال إمارتهم
ثمة حيز تفاضلي من ثقافتهم( اللوحة) و( الجبل) اللوحة يكتب فيها ( نشرب الماء ان وردنا صفوا وغيرنا كدرا وطينا) ( عيشة بالعز جهنم اطيب منزل) (وجنة بالذل مانرضى بها) ومعاصمهم الجبل( إذا قيست أرانب انوفهم) من هنا كانوا نجدة وصريخ لاخوتهم في غزة لانهم يعشقون الحرية مثلما تعشق الفراشات النور
من خلال هذا السياق او السوق او السيق وفي زمن تأخذ غزة خطها في تكسير للمسار التسلسلي الخطي وانتقال إلى المسار اللاخطي اللولبي في انتاج لحظة قطيعة تاريخية مع زمن الهوان العربي تشكل غزة سيرورة جديدة للتاريخ بكيفية جذرية في معركة التحرر مما يحول دون تدفق الزمان الخطي الذي استنفذ مقوماته وبلغ افق انسداده في هذا السياق تتجلى مفردات المواجهة الحضارية واستئناف مشروع التحرر الذي يكشف عن معين آخر بوصفه مشروع ( كينونة) من هنا يفهم ( حراك ابناء حي الطفايلة) بعمان اللحمة وغزة السداة فهذا الالتحام مع غزة يلقي بنفسه خارج بل رفض ثقافة( الراهن) والتي يحاول( السياسي المهزوم) تجذيرها في واقع الاجيال ان( لاقبل لنا بطالوت وجنوده) اي ( توطين المقاومة كمصطلح) في حياة الاجيال ولعل ابناء الطفيلة في وقفتهم مع اخوتهم في غزة انما هو( تحيين) لهذا الحدث الفلسفي من حراك غزة
والانخراط الصميمي في بناء الشروط التي تجعل من مصطلح( المقاومة) وتوطينه أسلوب لحياة يقظة وغير مسبوق من قبل الأمر الذي كان مقدمته انخراطهم في هموم الامة وقضاياها والانخراط في حقل غزة الوجودي والذي يفتح على امكانية التغيير بحيث تكون الحرية والمقاومة( قيد الفعل) وليس فقط( قيد الامكان) مما يسهم في تفكيك خطاب الهزيمة الذي تكرسه( خطابات العمالة والخيانة والمواطأة) مع الاسرائيلي الأمر الذي تقوم عليه ( غزة المقاومة اليوم) وهو تفكيك مفردات الانهيار والخنو ع
الأمر الذي جعل من خطاب غزة المقاوم مفهوما يلد واقعه ولا تصفه وما يتطلبه المفهوم من اقتدار
فالمقاومة هي( الشخصية المفهومية) بعيدا عن مكر بلاغة خطاب الهزيمة او انها اي غزة( المفكر الشخصي) الذي لايكف عن توليد وتفكير عن احياء شخصيات مفهومية في الامة والتي ستتوالد منها صيغا وجودية يطور قدرات شخصيات مفهومية تنشيء وتشكل مفاهيم تستجيب ببعضها بحيث كل واحد منها للآخر / مسطح/ مقام المحايثة/ الشخصيات المفهومية/ والمفاهيم الفلسفية من خطاب المقاومة والتحرر
لعمري ؛
ان بومة ( المنيرفا لا تبدأ في الطيران إلا بعد ان يرخي الليل سدوله)…ولعمري
ان هؤلاء قومي فجئني بمثلهم
د. الهلول كاتب ومفكر اردني