د. شهاب المكاحله
في خضم المواجهة المستمرة بين غزة وإسرائيل، يظل العالم هادئا بشكل مريب، متجاهلا محنة المدنيين الأبرياء في غزة الذين يتحملون وطأة الصراع. استخدام إسرائيل للقنابل المتطورة على الأهداف المدنية أدى إلى تفاقم أزمة إنسانية مرعبة، مخلفة وراءها دمارا كبيرا. صمت المجتمع الدولي المقزز ليس محبطا فحسب، بل يشير أيضا إلى مؤشر خطير على إمكانية تصعيد الصراع إلى كارثة إقليمية أوسع تبتدئ من ٢٢ أكتوبر الى ١٢ نوفمبر ٢٠٢٣.
أثارت المواجهة الحالية بين غزة وإسرائيل صمتا مزعجا أبداه المجتمع الدولي، صمتا يتحدث بجلاء عن الديناميات الجيوسياسية المعقدة المتداولة. فبينما أسفر الصراع عن تكلفة مرعبة على حياة المدنيين في غزة، جذب استخدام إسرائيل للأسلحة العسكرية المتقدمة انتباها إلى الديناميات غير المتماثلة للقوة في المنطقة.
ومن اللافت للانتباه، الردود المتباينة والمتواضعة نسبيا من دول المنطقة، وهو ما يشير إلى الحذر السياسي وعدم الرغبة في الانخراط مباشرة في صراع قد يتسبب في تصاعد وتيرته بسرعة. ومع ذلك، قد تقود هذه السلبية الاستراتيجية إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات أكثر عدوانية قد تقضي على التوازن الهش في المنطقة.
ومع اقتراب عام 2024، يصبح الجدول الزمني الحاسم للتدخل العسكري أكثر وضوحا، ما يشكل خطرا ملموسا لاستقرار المنطقة، بتحالف دولي مع إسرائيل يبتدئ بغزة وينتهي بإنهاء المنظومة السياسية في دول الطوق العربي.
سيؤدي مثل هذا السيناريو إلى انهاء اتفاقيات السلام القائمة، ما يشكل سابقة خطيرة للشرق الأوسط بأكمله. ويتطلب هذا المنحى فهما معقدا للقضايا فهما شاملاً للأبعاد التاريخية والسياسية والاجتماعية للصراع. وهو ما يستدعي تطبيق فكرة حل الدولتين قبل ربيع العام ٢٠٢٤، والالتزام الحقيقي من جميع الأطراف. إن تعدى الصراع حدود شهر نوفمبر ٢٠٢٣ فإننا سندخل حربا تمتد الى عام ٢٠٢٤ وبمشاركة أكثر من دولة تتبدل معها الحدود والجغرافيا والديموغرافيا.
الحل واضح: السلام الشامل والعادل والدائم الذي يسهم فيه حل الدولتين.