د. شهاب المكاحله
مع وصول 2000 من قوات دلتا، وهي احدى وحدات القوات الخاصة الأميركية التي تعمل على تحرير الرهائن والاستطلاع والدعم، للقوات الأميركية، الى إسرائيل بات الأمر واضحا أن لا تراجع في توجيه ضربة لقطاع غزة تستهدف قدراته العسكرية.
ففي الظروف الراهنة، تتوارى الأسئلة الرئيسة حول طول ومدى هذا الصراع، متسائلة عما إذا كان سيظل محصورا بين غزة وإسرائيل أم سيمتد الى دول الجوار لتأكل الأخضر واليابس.
يلقي الامتداد المحتمل لهذه الحرب ظلاله على الضفة الغربية والقدس والجولان المحتل ولبنان، وحتى يمتد إلى إيران والمنطقة العربية بأكملها. نرى هنا ان الحرب ستتخذ أحد السيناريوهات التالية وقد يتطور الامر من سيناريو الى اخر وفق معطيات محددة وتطورات إقليمية:
السيناريو الأول يتمثل في تقدم بحدود ٥ كم في غزة وذلك لوقف إطلاق الصواريخ باتجاه عسقلان وتل ابيب لأن زمن وصول الصواريخ من غزة الى إسرائيل يصل الى ١٣ ثانية وهو اقل بثانية واحدة من قدرة الباتريوت والقبة الحديدية على اعتراضه. وهذا يعتبر خرقا استخباراتيا عسكريا كبير للمنظومتين لا تعرفه الا الدول الكبرى. وفي هذه الحالة، يمكن أن يقتصر الأمر على تقدم بري محدود، عبر الدفع بقوات قادرة على تخطي السياج الشائك، والتموضع غربه، مع تشكيل خط دفاعي لقوات الاحتلال مسنود بغطاء جوي ومدفعي. يعقبه العمل على ترميم السياج الشائك بعد الأضرار التي لحقت به خلال تنفيذ عملية “طوفان الأقصى”، مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية التعرض لعمليات تنفذها المقاومة خلال هذه العملية.
السيناريو الثاني يكمن في تقطيع غزة الى كانتونات او مناطق ثلاثة من اجل إتمام العملية العسكرية الإسرائيلية بنجاح، عبر التوغل البري من ثلاث مناطق من غلاف غزة، شمالاً وشرقاً وجنوباً، وهو ما يعني أن كل منطقة عمليات ستشمل محاور عدة للقتال، وحشد ما يزيد عن ٧٥،٠٠٠ جندي إسرائيلي لقطع الامداد والاسناد بدعم مدفعي وغطاء جوي.
السيناريو الثالث يتمثل في الاجتياح الكامل لقطاع غزة. ولا يرجح الخبراء العسكريون هذا السيناريو كثيرا لأنه سيعني تدمير القطاع كاملا عن بكرة ابيه وهو ما سيجابه برفض إقليمي ودولي وقد يشعل جبهات أخرى.
ففي الوقت الذي يبدو اهتمام إسرائيل متركزا على غزة، إلا أن عينها على لبنان أيضا. ولكنها تخشى كذلك من اشتعال جبهتين داخليتين: الأولى الضفة الغربية والثانية المواجهة الكبرى بين الفلسطينيين والمستوطنين.
وفي الختام، أمد هذه الحرب سيطول ولن تتوقف قبل عدة أسابيع من اليوم لأن بنيامين نتنياهو يريد شرق أوسط جديد مفصلا على مقاسه.