د. بسام الهلول
تجليات الصورة في مستكن ما قاله الإسرائيلي ( اننا نقاتل حيوانات بشرية) انها الخمر العتيقة في الجرار الجديدة …ما كان الشرقي ولا الشرق في متخيل الصورة في الذهنية الغربية عامة والذهنية الاسرائيلة خاصة منفصله عن صورة الشرق الذي هو ملعب للمزاج الغربي المتمرد …بل مهربا لفردوس ..لقد فتح فاسكوديكاما ومكتشفه مضيق (ماجلان).. افاقا رحبة للعقل الغربي الراكض وراء الثروات..لقد تم تقسيم الشرق تاسيسا على معاهدة1494 بين اسبانيا والبرتغال وحظيت مباركة البابا الكسندر السادس اذ توجت بالانتقام من العربMoors رغم الشواهد والشواخص الحضارية في الاندلس لم يغفر للعرب خروجهم الدامي من ان يقف ( البوكريك)..مؤسس الامبراطورية البرتغالية بعد ان حثهم على قتال الشرقيين باعتبار ه واجبهم نحو الله).. اذ يقول (اذا انتزعنا (..ملقا) من العرب فان القاهرة ومكة ستدمران تماما..
رغم ان الشرق كان محط تعاطف من شعرائهم مع شرق جميل وسكوني ومستقرا روحيا الا انهم كانوا ( يتوجسون منه خيفة)…اذ لازال في مسكونهم هذ التوجس والخوف منه فهو خطر فض يهدد حضارتهم رغم ما جاءت به ادبياتهم التي تهيم عشقا له
الا انهم كانوا يديمون وعيا امبرياليا به… ولعل بعض هذه المفاهيم التاليه ..بدائيين ،متخلفين ، غير متحضرين .. تحمل هذاالمسكون .
هدا ماخلص اليه الكاتب العراقي ( محمد عبد الحسين الدعمي)..في كتابه( المتغير الغربي)…
. لقد نظروا الينا (..كائنا)بدائيا، عدائيا، محكوما بالعاطفة اكثر من العقل. ميال الى الضعف، والخطأ، والقدرية.ورغم هذه الافات في عقل الغربي( المتكلس)..نحونا الا انهم كانوا يطمحون ولم تنفض اياديهم من انهم قادرون على ضبط ( بدائيتتا)..و(عدائيتتا)..من خلال( برنامج مصلحي امبريالي)..تتسم مفرداته بادخال الالة الصناعية وامتصاص منتجاتنا ويبقى الشرق محلا لخيالهم الشعري
متعة في تمرينه ومداعبته
بهذا الملهم كسواد(قهوتنا).. من (ليالينا العربية)..وتطاول الاماد من. شساعة صحرائنا العربية..والاحتفاظ بها كتمرين للخيال ومداعبته ويمكن استذكاره كخزين يمكن العودة اليه لتحقيق ساعة انفلاته من ماديته المتسمة به حضارته..وكأقليم يستخدم لاشباع احتياجاته العاطفية لطراز مغامر من الرجال ولعل شهادة واحدة او محطة جديرة مما نراه كاستذكارات ( توماس كارليل)..في تاملاته الشرق اذ يقول( تأمل ذلك الافق الشاسع، الفارغ،من الرمال ، خالٍ، ساكن، كبحر رملي،. فأنت تكون منفردا هناك، متروكا لوحدك ازاء هذا الكون، تلهبك شمس قاسية خلال النهار باشعاع لايطاق. وفي الليل امامك السماء العظيمة العميقة بنجومها، بلد من مثل هذا يتناسب مع عنصر بشري رشيق الحركة، عميق القلب، ثمة شيء عظيم الفطنة ، حيوي وهو مع هذا شديد التأملية والاندفاعية في الشخصية العربية)…انتهى الاقتباس / توماس كارلايل/ البطل نبيا/…
..مما رتب شعورا من لدن الغرب ان ان العربي غير مهتم بعامل الزمن فلابد من ادخاله ( معية القطار)،.بفعل جداوله ومساراته بحيث ينتج عنده وعيا بالزمن والتخلي عن الشعور بالانسياب الزمني البطيء .
ان سكك الحديد ستدفع الشرق الى عجلة( الحضارة). وهم لازالوا يظنون اننا لا زلنا محكومين بصورة ذاك البدوي ونظرته الى القطار الذي يسميه ( الشراري)..من بدونا في الاردن ( المويلح)..جاء على لسانه ( انا يااخو نوره هيلي بعيدين ..ودي دراهم للمويلح اي القطار معية نياقه…ولما وصل( القطرانة)..نزل واشترى اوقية من ( التمر)..وجلس ليتناولها . تجهز القطار للاقلاع بعد ان اطلق صافرته ليركب من نزل ورغم ( صفيره)..مرات ثلاث الا ان البدوي لم يعبأ ب( زعيقه)..واقلع القطار ولا زال ( الشراري)…مصرا على انهاء وجبته فما كان منه ان وضع طرفا من ثوبه بفمه وطفق ركضا خلفه ولكن هيهات ..وانشد معاتبا القطار بابيات من الشعر
ياشين ما حق الخوي قط خلاه……..ضرب ..البزر( الرصاص)..بالوسط صوبي..وانما لازلنا ضحية صورة نمطية لم ينفك واقعهم بعد منها
فلفظة صيغه الوجودية ان هي الا متواصل دلالي في منظومة الخطاب الغربي..الامر الذي تفسره في عثرات اللسان الصادرة من فم وزير الدفاع الاسرائيلي( نقاتل حيوانا بشريا)..
….. واحلاف الغرب لازالت توقا الى هذه الارض بان تتمثل ارادته بلفيف من الذاكرة اليهودية. انها ارض بلا شعب تستحق شعبا بلا ارض ياله من تهافت جاءت صورته بمصطلحات شائهة على السننهم .
ولكن. (طوفان الاقصى ). جاء ليكشف ما كان في جرارهم العتيقة من قولهم اننا نقاتل حيوانا بشريا) ..( ….فالطوفان )جاء فارقة في المسافة بين زمنين…
وستنطفئ الاصوات وتموت الحروف في مزمار داوود
د. الهلول كاتب ومفكر أردني