الرئيسية / أخبار / …( وضاقت حوصلة السياسي بملتقط ممكنها…؟!

…( وضاقت حوصلة السياسي بملتقط ممكنها…؟!

 د. بسام الهلول
.. ( لعمرك انها الخمرة الجديدة في االجرار العتيقة..)…
لعلي اكون مقابسا هنا لسؤال طرحه المفكر المغاربي الدكتور . عبد الاله بلقزيز على علم من اعلام الفكر اللبناني وضاح شرارة
ماالفرق بين ان يؤخذ العربي البدوي بوقع حوافر الخيل وينتشي لسماعها..وبين ان يؤخذ بسبائك اللغة وبدائع التعبير؟
اجاب شرارة….( حتى يستقيم التشبيه ينبغي ان تنتشي اذن البدوي الأولى بأصداء وقع الحوافر، وانت تنتشي الثانية بوقع مواد دستور الولايات المتحدة الامريكية وتعديلاتها وتقييدها لسلطان جامح..)…
…هو نفسه مطروح على السواد من اجتماعنا الاهلي في اوطاننا ..حيال منظومته السياسية واذ اتقدم بهذا الاقتباس لي كبير رجاء
ان لايأخذ السلطان ( بلحيتي)…وان لايحوجنا الرجاء بقولي( ياابن امّ..)..واترك نهاية ما بعد( الميم)..للقاريء الذكي دون استعصام(بحالة الذهان)..او( العصاب الخيلائي)…كي لايفرط علينا السياسي..
فالنائم ملء جفونه عن شواردها هو القائل( لكان اباك الضخم كونك لي امّا)..وهو القائل( تناهى الحسن في حركاتها)..
… ( عصرونة)…هاته او ما نطلق عليها في عرفنا القروي والبدوي( عجالة)..تقدم للضيف او للطفل( لهاة)..حتى تنزل ام القدر بوجبتها الرئيسة..يتلهى بها واتخفف من ( نقيق معدته)..او ماورد على لسان ابن الخطاب مخاطبا معدته يوم ان اجتاح العرب انذاك سعير القحط ابان( عام الرمادة)…وهو الرجل الاول في الرياسة والخلافة قبل ان تنتهي الى ماانتهت اليه وما نشهده ونشهد سعيره اليوم( المُلك. (بضم الميم ) العضوض)..
( قرقري ما شئت ان تقرقري ووالله لن اطعمك الا الزيت)…وهو العام نفسه ان رفعت الاحكام. فيه عن رقاب مرتكبي الخطايا ..والمقارفات المخلة حتى انه رفع الحدود عن الناس ولم تقطع يد سارق انذاك..لان الجوع مدرأة للحدود الامر الذي ينخرم فيه تعريف السرقة وتنزل عن رسمها وحدها من حيث مدلول المصطلح( السرقة)..هو لم يعطل حد السرقة بل عمل بما يقصده النص من مستوى دلالي..ابان ( المخمصة)..لان الناس فقدوا( امنهم الغذائي)…بسبب ( الجائحة)..التي اتت على كل شيء فأهلكته..عام نقب فيه الخف والكراع ..مما رتب على السلطان ان يعمل بمدرأة الحد..لفقدهم الامن الغذائي مما يجعلني ان اعرج على خطاب الراحل الملك الحسين والذي حدد فيه خطوط الملك والسلطة العريضة وواجب السلطان ( الامن الاجتماعي والغذائي)..وهو يشرح اية من ايات ( لإيلاف قريش ايلافهم…الى ان يصل ( اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)..وهي واجبات ( السلطان).وماهو ملتزم في ذمة من جاء بعده وحدد واجبه دون منّة او جميل)..اذ ثمة مفهوم لواجب ( السلطان)..تجاه ( مواطنيه)..لا ( رعاياه)..ان من ……يستدعي الغميس )..من خطاب الراحل ومكتنز عبارته(اطعمهم من جوع وامنهم من خوف)..ليضعنا وجها لوجه مع سقوف وتخوم مانراه الان من غياب للوحي ترتسم فيه سقوف ( مغامرة)..الله غائب فيها توجب( المباهلة)..او( البشعة)..
مما يلتخص في عبارة قالها ابن( جنّي)..في معرض تعليل حركة اعراب او في تعليل حركة عين الفعل او اخره( هدا لايأتلف في الحس)..عاد معه العقل السياسي( بريّا)..)….Sauvage…وعاد الوطن( مغنما)..حارت فيه فلسفة( التوزيع)..وعادت معه النظم تمثل حالة( الدولة الكائن المجرد)..المتعالي على المجتمع وبلغ بها الحال( انها الماهية منه)..تميل الى القهرية والارادوية تنزلت معها مفهوم( الخلاصية او الداعية الرسولي)..متسمة( بإعضال مجتمع).. لم يك فيها السياسي على مثال الاجتماعي…وهذا مااشار اليه في خطابه( اطعام من جوع ..وآمنهم من خوف)…ويبقى السؤال مامدى تحقق هذا الخطاب او( الوصية)..فيما نسام به اليوم الظاعن فيه( المفسدة والظلم والطغيان)..؟؟…فيجيب( الجبرتي)..انه( انقلاب الزمن)..اذ الشريعة القديمة نسخت والجديدة ( لم تأت بعد)..شريعة الغاب او بعبارة اخرى حيال تعاقب الحكومات وقوى كل حكومة تجب ما قبلها وكل حكومة جديدة هي قيادة جديدة..وبعبارة اخرى( استيلاء يجب ّ ما قبله)..فما ان يجتمع خمسة سادسهم كلبهم خبرتهم في السياسة لاتتجاوز( انشوطة دابة )..حتى يقر في خلدهم ان صفحة تاريخية جديدة بدأت بهم..ونسوا انهم يدشنون صورة جديدة من القهر والافلاس..مما كرس غياب( فقه دولة)..فكل مقومات الاستعادة ممتنعة ،. حيث التصدع مقيم ،ولا نافذة تطل على مخرج..
لعمرك انها الخمرة العتيقة في الجرار الجديدة..!!!!!

الدكتور الهلول كاتب  ومفكر اردني