أكدت مصادر استخباراتية مطلعة بأن محافظ صندوق الاستثمارات العامة (السيادي) السعودي، ياسر الرميان، يقود الصندوق نحو زيادة الانكشاف المالي على الدولار عبر الاستثمار في عديد الشركات الأمريكية وضمها إلى محفظته، رغم عديد التقارير التي تشير إلى اتجاه سعودي معاكس، عبر التجارة بعملات دولية أخرى، بينها اليوان الصيني.
وأفادت المصادر بأن الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة المستقبل، ريتشارد أتياس، هو الرجل الذي تتحول إليه الدائرة المقربة من ولي العهد السعودي الأمير، محمد بن سلمان، لتعظيم التعاملات المالية الأمريكية، فضلا زيادة عدد الموظفين الاستشاريين في شركة “يو إس إس إيه إنترناشيونال”، المملوكة بالكامل للصندوق السيادي السعودي، حسبما أورد تقرير لموقع “إنتليجنس أونلاين” الفرنسي.
وأضاف الموقع، المعني بالشأن الاستخباراتي، في تقرير ترجمه “الخليج الجديد”، أن الرميان شارك في نسخة مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، التي نظمها الممول الفرنسي المغربي (أتياس)، بالفترة من 30 إلى 31 مارس/آذار الماضي.
وبعد إدارة نسختي لندن ونيويورك من المؤتمر، الذي تهدف ندواته وفرص التواصل السرية فيه إلى جعل الصندوق السيادي السعودي نقطة التقاء لصناع القرار الرئيسيين في الاقتصاد العالمي، قام أتياس، صاحب التطلعات الدبلوماسية الخاصة، بتوسيع مهامه مؤخرًا لتشمل تلبية أهداف الولايات المتحدة من موكله السعودي.
ورغم قربه بالفعل من صناديق الاستثمار الأمريكية الرئيسية، إلا أن الرميان يخطط لزيادة استثمارات السعودية في الولايات المتحدة من خلال تطوير شركة الصندوق السيادي في نيويورك “يو إس إس إيه إنترناشونال”.
وفي هذا الإطار، عهد الرميان إلى مكتب “ريتشارد أتياس وشركاه” الاستشاري في نيويورك للترويج لمشروع مدينة نيوم الجديدة في أوروبا، وهو المشروع الذي يعتبر الصندوق الضامن المالي له.
وفي الآونة الأخيرة، قام مساعد محافظ الصندوق السيادي السعودي، بندر بن مقرن، بتفويض ذات الشركة الاستشارية للتنسيق بين الصندوق وشركاته، وبين شركاء ريتشارد أتياس في الولايات المتحدة.
وتلفت المصادر إلى أن الفرنسي، فابيان فيليب، المدير المالي لـ “ريتشارد أتياس وشركاه” منذ عام 2013، هو الذي تعاقد مع شركة “كارف” للعلاقات العامة، المملوكة لأندرو فرانك، من أجل الترويج لنيوم في الولايات المتحدة في الفترة من مارس/آذار 2023 إلى فبراير/شباط 2024 مقابل 980 ألف دولار.
وسبق أن أدار فرانك مركز الصحافة الأجنبية في نيويورك، التابع لوكالة المعلومات الأمريكية، وتولى إدارة العلاقات العامة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي منذ عام 2019.
وفي 31 مارس/آذار الماضي، وضع، بندر بن مقرن، التفاصيل النهائية لتطوير “يو إس إس إيه إنترناشيونال”، التي يديرها، جيسون تشونج، منذ يناير/كانون الثاني الماضي.
وبميزانية قدرها 4.2 مليون دولار، يتولى تشونج مهمة لزيادة الانكشاف المالي لصندوق الاستثمارات العامة على الدولار عبر زيادة الأصول المقومة بالعملة الأمريكية.
وعمل تشونج لمدة 12 عامًا في Point72، وهو صندوق التحوط المولود من شركة SAC Capital المملوكة لستيفن كوهين، سيء السمعة، الذي عوقب السجن بعد ثبوت إدانته بفضائح فساد.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، نجحت “يو إس إس إيه إنترناشيونال” في انتزاع مارك فرانكو من منصبه كنائب لرئيس مكتب بنك “كريدي سويس” في نيويورك لتولي فرعها للاستثمار العقاري.
كما عينت الشركة مؤخرًا، إبراهيم محمود، المستشار السابق في القنصلية الإماراتية بنيويورك من 2016 إلى 2021 والعضو السابق في مجلس الأعمال الأمريكي للتفاهم الدولي.