أعلنت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا عن القائمة النهائية للمرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة التي تجري في 14 مايو/أيار المقبل، بعد النظر في الطعون المقدمة ورفضها.
وانتهت اللجنة إلى خوض 4 مرشحين فقط للانتخابات الرئاسية، وهم: الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان عن “التحالف الجمهوري” الحاكم، وكمال كليتشدار أوغلو رئيس حزب “الشعب الجمهوري” ممثلا عن المعارضة من خلال “تحالف الشعب”.
كما يخوض الانتخابات زعيم حزب “البلد” المنشق عن “الشعب الجمهوري” محرم إنجه، والمرشح عن تحالف “أتا” القومي المتطرف سنان أوغان.
وبدءا من الجمعة، بدأ المرشحون الـ4 أردوغان وكليتشدار أوغلو وإنجه وأوغان، رسميا الحملات الدعائية والسباق الانتخابي الصعب، الذي يتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.
ويخوض المرشحون حملة مكثفة وأكثر هدوءا، على عكس السابق، بسبب كارثة الزلزال الأخيرة، وشهر رمضان، ويركز المرشحون الذين حظروا استخدام الموسيقى في حملاتهم بشكل عام على اللقاءات الداخلية وبرامج الإفطار بدلا من التجمعات، وفقا لتقرير على صحيفة “حرييت”.
وسيبدأ المرشحون حملاتهم الرئيسية مع عيد الفطر، وذلك بعد فترة من “جولات الإحماء”، التي ستتركز على الظهور على وسائل الإعلام المرئية والاجتماعية، مع جولات مكثفة وتجمعات تشمل الولايات التركية.
ويمكن لمرشحي الرئاسة القيام بالدعاية الانتخابية حتى 13 مايو/أيار 2023، أي قبل يوم واحد من موعد الانتخابات.
والثابت أن الانتخابات الحالية، تعد هي الأصعب والحاسمة بالنسبة للأحزاب السياسية في البلاد، والشخصيات السياسية بمن فيهم المنافسان الرئيسيان أردوغان وكليتشدار أوغلو.
وفي حال لم تحسم الانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى تجري الدعاية الانتخابية خلال الفترة من 15 إلى 27 مايو/أيار المقبل، وتجري الجولة الثانية في 28 من الشهر ذاته.
فيما يلي نبذة عن المرشحين الأربعة للانتخابات التركية 2023:
رجب طيب أردوغان
هو زعيم حزب “العدالة والتنمية” (الحاكم)، من مواليد العام 1954 في إسطنبول، وأصوله تعود لمدينة ريزة على البحر الأسود.
أنهى الثانوية في العام 1973 ودرس في جامعة مرمرة في كلية العلوم الاقتصادية، وتخرج منها في العام 1981.
وينتمي أردوغان للتيار الإسلامي المحافظ، وكان نشطاً في اتحاد الطلبة الوطنيين الأتراك، وترأس الفرع الشبابي لحزب “السلامة الوطنية” الإسلامي بمنطقة بي أوغلو بإسطنبول عام 1976، وبعدها بأشهر ترأس الفرع الشبابي للحزب بإسطنبول كلها حتى عام 1980.
وعقب إغلاق الأحزاب بعد انقلاب عام 1982، توقف عن العمل السياسي قبل أن يعود مجددا مع تأسيس حزب “الرفاه”.
اختير رئيسا للحزب في إسطنبول وعضوا للقيادة المركزية، وانتخب في العام 1994 رئيسا لبلدية إسطنبول لتكون انطلاقته الفعلية.
وحقق أردوغان نجاحات في بلدية إسطنبول زادت في شعبيته، لكنه حوكم في العام 1997 بالسجن وأنهيت رئاسته لبلدية إسطنبول ما زاد من شعبيته أكثر. وبقي في السجن 4 أشهر، ليخرج ويؤسس في العام 2001 مع أصدقائه حزب “العدالة والتنمية”.
منذ انتخابات العام 2002 تولى الحزب مقاليد الحكم بشكل متواصل في حالة نادرة بتاريخ تركيا السياسي. وتولى أردوغان رئاسة الوزراء عام 2003 بعد إزالة المنع السياسي بحقه، وتولى رئاسة البلاد عام 2014 وانتخب مرة ثانية عام 2018 وفق النظام الرئاسي الجديد.
يحسب لأردوغان قيادته البلاد نحو التطور في جميع النواحي الاقتصادية والصناعية والتجارية والسياحية والعلمية، وعرف بمشاريعه في عموم تركيا وتطويره المؤسسات والبنية التحتية، وتطوير الصناعات الدفاعية.
واجه أردوغان قوى محلية عديدة منها مؤسسة الجيش العلماني، وجماعة “الخدمة” التي كانت متغلغلة بمؤسسات الدولة، وتعرض لمحاولة انقلابية عام 2016 تمكن من إخمادها.
كما أنه غير كثيرا من القوانين وعدل الدستور، ونقل نظام الحكم في البلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وحل مشكلة الحجاب للنساء في مؤسسات الدولة ومنها المدارس والجامعات، وانفتح على الدول العربية، وتدخل بكثير من ملفات المنطقة.
كمال كليتشدار أوغلو
كليتشدار أوغلو من مواليد عام 1948 في قرية باليجا التابعة لقضاء نظامية في ولاية تونجلي (ديرسم)، حيث كان والده موظفاً حكومياً ولم يكن من السهل عليه إعالة أسرة مكونة من 7 أطفال.
ووفقاً لروايته لم يكن يملك مريول مدرسة ذات يوم خلال المرحلة الابتدائية، فاستعار مريول صديقه لحضور حفلة ألقى خلالها قصيدة.
وبسبب الفقر الذي عاشه كليتشدار أوغلو في طفولته وشبابه كان النضال ضد الفقر أهم سبب لدخوله معترك السياسة، وقد تعهد بألا ينام طفل وهو جائع في تركيا عندما يصل إلى الحكم.
أكمل كليتشدار أوغلو تعليمه الابتدائي والثانوي في إرجيش وتونجلي وجينك وإيلازيغ، وتخرج من مدرسة إيلازيغ الثانوية التجارية.
وفي تلك السنوات لم يكن يحق لخريجي المدرسة الثانوية التجارية دخول امتحان القبول بالجامعة، لذلك دخل معهد أنقرة للعلوم الاقتصادية والتجارية.
وكان زعيم حزب الحركة القومية اليميني المتطرف دولت بهتشلي من بين أقرانه في الصف، لكن لم يكن هناك ما يجمعهما على الصعيد السياسي.
وفقا لأصدقائه كان كليتشدار أوغلو طالبا مجداً وأراد معلموه أن يبقى في المعهد، لكن بسبب فقر أسرته فضل الحصول على وظيفة في “الحكومة” في أسرع وقت ممكن.
بدأ حياته المهنية في وزارة المالية بعد أن اجتاز امتحان أخصائي الحسابات عام 1971، وأكمل مسيرته المهنية كمدير عام للتأمينات الاجتماعية، وتقاعد منها عام 1999 طواعية.
أما بالنسبة لنشاطه السياسي، انضم كليتشدار أغلو عام 2002 إلى حزب “الشعب الجمهوري” الذي أسسه مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، وخاض انتخابات البرلمان التركي في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2002، ثم في أغسطس/آب عام 2007، وفاز بعضوية البرلمان عن الدائرة الثانية في إسطنبول.
ترشح لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى في الانتخابات المحلية التي أجريت في مارس/ آذار عام 2009، لكنه نال 37% فقط من الأصوات، فخسر المنصب لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية قادر توباش.
وفي العام 2010، انتخبته الهيئة العامة لحزب الشعب الجمهوري رئيسا للحزب، بعد استقالة سلفه دينيز بايكال.
ويرأس كليتشدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري المعارض التركي منذ مايو/أيار عام 2010 حتى الآن، وهو معروف بمعارضته الشديدة لأردوغان وسياسة حزب “العدالة والتنمية” (الحاكم)، وهو من أكبر المدافعين عن القيم العلمانية لتركيا وإرث أتاتورك.
يعارض كليتشدار أوغلو التدخل التركي في الشؤون السورية، وأعلن أنه سيعيد العلاقات مع الحكومة السورية إذا وصل إلى الحكم .
انتقد قطع العلاقات مع إسرائيل في عام 2008، لأنها تَضُرُّ بتركيا، قبل عودتها لطبيعتها في أغسطس/آب العام الماضي.
محرم إنجه
ولد محرم إنجه في مايو/أيار 1964 في ولاية يالوفا بالجزء الشمالي الغربي من تركيا، وتخرج في جامعة أولوداغ في بورصا (شمال غربي تركيا).
عمل في سلك التعليم قبل أن ينتخب لعضوية البرلمان على قوائم “الشعب الجمهوري” عن ولاية يالوفا، وذلك في انتخابات أعوام 2002 و2007 و2011 و2015.
شغل إنجه منصب نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “الشعب الجمهوري”، وترشح لرئاسة حزبه في مواجهة رئيسه كمال كليتشدار أوغلو مرتين (2014 و2018)، ولكنه خسر في المرتين.
في مايو/أيار 2018 أعلن إنجه ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية التي عقدت في 24 يونيو/حزيران 2018، وفي اليوم التالي أكد حزب “الشعب الجمهوري” دعمه له بعد أن قرر زعيمه كليتشدار أوغلو عدم ترشيح نفسه.
خسر السباق الرئاسي الماضي بعدما حصل على أكثر من 30% من الأصوات فقط. وعقب الانتخابات طالب برئاسة حزب “الشعب الجمهوري”، وبعد فشله في ذلك انشق وأسس حزب “البلد” مؤخراً.
يوصف إنجه في الوسط السياسي التركي بأنه “علماني وسطي”، لديه مواقف سابقة دافع فيها عن حريات المحافظين، ووقف ضد حظر الحجاب في تركيا، ونقل عنه عام 2013 قوله إن شقيقته ترتدي الحجاب، و”إن النساء المحجبات هن أخوات لنا، ولن نترككم تستخدمون إيمانهن لأغراض سياسية”، في إشارة منه إلى أنصار حزب “العدالة والتنمية”.
كما يوصف إنجه بأنه من القياديين “الصقور” في حزب “الشعب الجمهوري” قبل انشقاقه عنه، وبمواقفه الحماسية وبمهاراته الخطابية التي يستخدمها في مهاجمة خصومه، خاصة أردوغان وحزبه.
ويعارض إنجه صديق الأمس كليتشدار أوغلو في تحالفاته، وفي الوقت الذي ينتقد فيه الحكومة وأردوغان فهو يدعمه في بعض الخطوات، خاصة فيما يتعلق بالصناعات الدفاعية، وفي ملفات البحر المتوسط وليبيا عكس كليتشدار أوغلو، الذي يسعى الأخير لضمه إلى تحالف المعارضة.
سنان أوغان
ولد أوغان في العام 1967 وهو باحث أكاديمي ونائب سابق في البرلمان عن حزب “الحركة القومية”، وينتمي إلى أصول آذرية.
درس في جامعة مرمرة كلية العلوم الإدارية والاقتصادية وأكمل هناك الدراسات العليا، حتى حصوله على درجة الدكتوراه في جامعة روسية في موسكو في العلاقات الدولية.
ويعمل حاليا أوغان باحثا في جامعة مرمرة، وهو يتقن الإنجليزية والروسية، وتولى رئاسة مجموعة من المؤسسات البحثية، ولديه 3 مؤلفات وأكثر من 500 مقالة بحثية، وحاز على عدد كبير من الجوائز.
دخل أوغان عالم السياسة مع حزب “الحركة القومية”، وتمكن من دخول البرلمان بانتخابات العام 2011 نائبا عن ولاية اغدر، ولكن حزبه لم يرشحه في انتخابات العام 2015.
تمكن من الحصول على أكثر من 100 ألف توقيع مطلوبة لقبول الترشح للانتخابات الرئاسية، قبل يوم واحد من انتهاء المهلة المحددة.
وأوغان مرشح عن تحالف “أتا” الذي يعني “الأجداد”، وهو تحالف يضم أحزابا قومية متطرفة، وأهم هذه الأحزاب حزب “النصر” الذي يتزعمه النائب البرلماني أوميت أوزداغ المعروف بمواقفه العنصرية تجاه الأجانب خاصة السوريين والأفغان.
ومعروف عن أوغان مواقفه العنصرية ضد الأجانب ومهاجمتهم، وهو سبب تفاهمه مع زعيم حزب “النصر” المعروف بمواقفه العنصرية ضد الأجانبوخاصة السوريين والأفغان ويتعهد بإعادتهم لبلادهم في حال فوزه بالانتخابات.