نشرت مجلة «أمريكان ميليتري نيوز» تقريرًا سلَّطت فيه الضوء على تحذيرات بعض الخبراء من استعدادات الصين لخوض حرب ضد الولايات المتحدة.
واستشهدت المجلة الأمريكية في مطلع تقريرها بما قاله جوناثان دي تي وارد، الخبير الاستشاري الدولي لشؤون العلاقات الأمريكية الصينية، خلال مقابلة أجرتها معه قناة «فوكس بيزنس» يوم الثلاثاء؛ إذ يعتقد أن الصين تستعد لخوض حرب ضد الولايات المتحدة والدول الآسيوية المجاورة أيضًا.
يُشير التقرير إلى أن وارد مؤلف كتاب «رؤية الصين للنصر»، ويدير شركة «أطلس للاستشارات» المتخصصة في العلاقات الأمريكية الصينية. وبدأ وارد الحوار التي أجرته معه المذيعة الأمريكية ماريا بارتيرومو من قناة «فوكس بيزنس» بالإشارة إلى الاتصالات الهاتفية الأخيرة بين الدبلوماسيين الصينيين والأوكرانيين. ويرى وارد أن الصين «تلعب على كلا الجانبين»، و«تحاول الحفاظ على مظهرها بصفتها طرفًا فاعلًا صالحًا» لشركائها التجاريين الأوروبيين، وإن كانت في الوقت نفسه «داعمة قوية لموسكو».
وأوضح وارد أن أحد المكونات الرئيسة لإستراتيجية الصين البعيدة المدى هي تعاظُم شراكتها مع روسيا، مؤكدًا أن ذلك يُعد جزءًا مهمًا من الطريقة التي تستعد من خلالها الصين لحربٍ محتملة ضد دول آسيوية أخرى، أو ضد الولايات المتحدة.
الصين ومشروع أيديولوجي مشترك
ينقل التقرير عن وارد قوله: إن «الصين تستعد للحرب ضد الولايات المتحدة ودول أخرى في آسيا، وإذا حدث ذلك، وحينما يحدث، فإن الصينين يريدون أن تكون روسيا شريكًا لهم في ذلك الوقت. وكما تعلمون، هذه فكرة مشتركة لإسقاط النظام الذي تقوده الولايات المتحدة. وأعني بذلك أنهم كانوا واضحين تمامًا بشأن ذلك في اتصالاتهم، وكما تعلمون، لديهم القدرة على العمل معًا، وبناء علاقتهم العسكرية وتوجد تلك العلاقة الاقتصادية الأساسية التي تتمتع فيها الصين بكل تأكيد باليد العليا، ولذلك لديها قدر كبير من النفوذ على روسيا، لكن الصين وروسيا لديهما مشروع أيديولوجي مشترك».
يلفت التقرير إلى أنه بعدما هاجمت القوات الروسية أوكرانيا، رفضت الصين وصف العمليات العسكرية الروسية بأنها «غزو» وألقت باللوم على الولايات المتحدة لاندلاع الحرب. وفي فبراير (شباط) بدا أن إحدى وسائل الإعلام الصينية أصدرت دون قصد تعليمات داخلية للإعلام الصيني لتجنب نشر التقارير والمقالات السلبية، أو غير المناسبة بشأن روسيا، أو نشر تقارير إيجابية، أو مؤيدة للتقديرات الغربية للعمليات الروسية في أوكرانيا.
وفي هذا الصدد قال مينج جينوي، المحرر الرئيس في وكالة الأنباء الصينية الرسمية «شينخوا»: إنه «مع قُرب بداية الحرب في أوكرانيا، كان يتعين على الصين دعم روسيا دعمًا عاطفيًّا ومعنويًّا مع الامتناع عن التصرفات التي تزعج الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي المستقبل ستحتاج الصين أيضًا إلى استيعاب روسيا ودعمها عندما تتصارع مع أمريكا لحل قضية تايوان بصورة نهائية».
حان وقت قطع العلاقات الاقتصادية مع الصين
يؤكد وارد أن «بكين تعيد تدوير الحملات الدعائية التي تشنها موسكو، وهما متوافقان في الرؤى ويتبعان النهج نفسه بشأن مفهومهما لمجابهة الولايات المتحدة في كل من أوروبا وآسيا. لذلك، فهذا هو حقًا الجوهر الأعمق لهذه المسألة. ولن تتجاهل بكين ذلك لأنها تحتاج إلى روسيا نوعًا ما من أجل تحقيق أهدافها الجيوسياسية الأشمل». وسلَّط وارد الضوء على إحدى المشكلات المحتملة التي تواجه الصين والمتمثلة في تزايد انعدام ثقة شركائها التجاريين الأوروبيين.
وأضاف وارد قائلًا: «من الواضح أن الصينيين أوقعوا أنفسهم في الفخ في الوقت الحالي من خلال إثارة كثير من الشكوك في أوروبا. وأعتقد أن الأوروبيين سيطرحون تساؤلات عديدة بشأن علاقاتهم الاقتصادية. وهذا هو المكان الذي نحتاج فيه إلى التصرف واتخاذ إجراء».
وتختم المجلة تقريرها بالتنويه إلى أنه بالإضافة إلى دعم الصين لروسيا دعمًا معنويًّا، أفادت بعض التقارير أن الصين تحدثت إلى روسيا بشأن مسألة تجسير فجوة الإمدادات العسكرية المُستنفدَة، ومنحها دعمًا اقتصاديًّا.
يقول وارد «كما تعلمون، لا يتوقف الأمر عند حد الإبادة الجماعية والصعود العسكري للصين، بل إن الصين قدَّمت دعمًا لموسكو في أول حرب برية كبرى تندلع في أوروبا منذ 75 عامًا، أعني أن هذا كافٍ لنا لندرك أن وقت التراجع عن العلاقات الاقتصادية مع الصين قد حان، ويمكن أن نبدأ بفرض عقوبات على الشركات الصينية التي تنخرط ضمنيًّا مع روسيا؛ إذ يتعرض النظام لمزيد من الضغوط. وهذا بدوره سيشكِّل على ما أعتقد حيزًا جديدًا لتأثير العقوبات، وأعتقد أننا يجب أن نتحلى بالجرأة حيال ذلك».