الرئيسية / أخبار / هل نقلت إسرائيل حربها من سورية للعُمق الإيراني

هل نقلت إسرائيل حربها من سورية للعُمق الإيراني

بعد الهُجوم “المَجهول” الذي استهدف مُنشآة “نطنز” النوويّة الإيرانيّة وإلحاق أضرار كبيرة فيها، ها هي وسائل إعلام إيرانيّة تُفيد اليوم باندِلاع حريقٍ جديد في ميناء بوشهر جنوب البِلاد، واشتِعال النّيران في سبع سُفن على الأقل، وقالت وكالة “تسنيم” إنّ الحريق في الميناء لم يُسفِر عن سُقوط ضحايا.

أصابع الاتّهام تُشير إلى دولة الاحتِلال الإسرائيلي التي تُكثّف هجماتها “السيبريّة” في العُمق الإيراني هذه الأيّام بعد أن فَشِلَت هجمات مُماثلة في سورية مِن التّأثير في وجود إيران في البِلاد، ممّا يعني نقل المعركة إلى العُمق الإيراني.

الأمر المُؤكّد أنّ هذه الهجمات الإسرائيليّة تتم بالتّنسيق مع إدارة الرئيس دونالد ترامب الأمريكيّة التي ذكرت تقارير نشر آخِرها موقع “ياهو” الإخباري، أنّ هذه الإدارة وسّعت صلاحيّات وكالة المُخابرات المركزيّة الأمريكيّة (سي آي إيه) وأعطتها ضُوءًا أخضر لشنّ هجمات على أهدافٍ روسيّةٍ إيرانيّةٍ وكوريّةٍ شِماليّة.

عدّة صُحف أمريكيّة، من بينها “نيويورك تايمز” نقلت عن مسؤول استخباري أمريكي كبير قوله إنّ إسرائيل تقف خلف الهُجوم الذي استهدف مُنشآة “نطنز” النوويّة حيثُ أجهزة طرد مركزيّ متطوّرة لتخصيب اليورانيوم، مثلما تتحمّل مسؤوليّة حرائق أُخرى في أكثرِ مِن مَوقعٍ اقتصاديٍّ إيرانيّ.

السيّد محسن رضائي أمين مجمّع تشخيص مصلحة النّظام، والرجل القويّ المُقرّب مِن السيّد علي خامنئي المُرشد الأعلى، أكّد اليوم في تصريحٍ صِحافيٍّ أنّ الانتقام لاغتِيال اللواء قاسم سليماني رئيس فيلق القدس السابق قد بدأ ولن ينتهي إلا بخُروج القوّات الأمريكيّة مِن المِنطقة، أمّا اللواء إسماعيل قاآني الذي خلَف الرّاحل سليماني في الحرس الثوري فتنبّأ بأيّامٍ عصيبةٍ تنتظر إسرائيل وأمريكا.

لا نعرف ما إذا كانت هذه التّصريحات تُلمّح إلى وقوف إيران خلف الحريق الهائل الذي اشتعل في حاملة طائرات أمريكيّة في قاعدة سان دييغو، وتردّد أنّه نتيجة هُجوم “سيبراني” أدّى إلى إصابة 17 شخصًا، ولكن مصادر عديدة لم تَستبعِد هذا الاحتِمال بالنّظر إلى هجمات “سيبرانيّة” استهدفت مركز التحكّم في عصب المِياه والمجاري في الدولة العبريّة قبل شهرين تقريبًا، وعطّلت عمله بالكامِل لعدّة ساعات.

تواصل هذه الهجمات والحرائق في العُمق الإيراني، والتركيز على المُنشآت النوويّة هو تحدٍّ كبير لصبر السلطات الإيرانيّة، علاوةً على كونه إحراجًا لها أمام مُواطنيها الذين يُعانون من آثار الحِصار الخانِق، ولهذا يسود اعتِقاد في أوساط الكثير من المُراقبين أنّ الرّد الإيراني على هذه الاعتِداءات الإسرائيليّة بات وشيكًا ومُؤلمًا، لأنّ الصّمت ومُحاولة تجنّب الصّدام، ريثَما يأتي الوقت المُناسب، ربّما يُشَجّع دولة الاحتِلال الإسرائيلي على المَزيد من الهجمات على غِرار ما حدث في سورية.

مصادر لبنانيّة مُقرّبة من إيران أكّدت لهذه الصحيفة أنّ إيران وحُلفاءها يستعدّون هذه الأيّام لحربٍ شاملةٍ، وأنّ القرار بالرّد على هذه الهجمات الإسرائيليّة والأمريكيّة، جرى اتّخاذه، دون أن يتم تحديد أينَ ومتى وهذا أمْرٌ مفهوم.

الرئيس ترامب يُريد حربًا “تُحوّل” الأنظار عن فشله في مُواجهة وباء الكورونا، والتّهديد الصيني المُتصاعِد، على أمل تعزيز فُرص فوزه في الانتخابات المُقبلة لولاية ثانية، والشّيء نفسه يُقال عن الأزمات الداخليّة والخارجيّة المُتصاعدة التي تُحاصر حليفه بنيامين نِتنياهو مِن كُل الجِهات، ومِن هُنا لا يجب استِبعاد احتمال نُشوء حرب جديدة على الجبهة الإيرانيّة، محدودة أو مُوسّعة هذا الصّيف