تشكلت في الاردن مباشرة بعد مقتل الجنرال الايراني قاسمي سليماني خلية أزمة تحاول قراءة المشهد والتداعيات وتستعد لأسوأ إحتمالات مفترضة من بينها إندلاع مواجهات وفوضى عسكرية في العراق او حتى التحول إلى صدام عسكري واسع على النطاق الاقليمي.
وفور اعلان مجلس الامن القومي الايراني بان طهران سترد على مقتل سليماني بكل وسائلها وفي كل الامكنة وبصورة مفتوحة اتخذت السلطات العسكرية والامنية الاردنية إجراءات إحترازية جدا خصوصا على الحدود مع العراق وسورية والكيان الاسرائيلي.
وتتحدث اوساط اردنية عن وجود “قوات” موالية للجنرال سليماني قريبة من منطقة درعا جنوبي سورية، الامر الذي يتطلب الاحتياط العسكري والانذار تحسبا لأي مجازفات اوتطورات على حدود شمالي الاردن مع سورية.
وبدأت القيادة الاردنية بسلسلة إتصالات مع جميع الاطراف.
وتلقت الخارجية الاردنية تقريرا مفصلا عن احتمالات التصعيد والوضع الداخلي في العراق بعد مقتل سليماني.
وتركز الاحتياطات الاردنية على ضمان عدم حصول اي مشكلات على جبهتي الحدود الاردنية مع العراق وسورية وسط نمو المخاوف من اندلاع مواجهات عسكرية على نطاق إقليمي خصوصا تلك التي ستزيد التعقيدات الامنية وتؤدي لإرتفاع حاد في اسعار النقط.
وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين إنها تتابع بقلق شديد تطورات الأوضاع في الجمهورية العراقية الشقيقة وشددت على أهمية التعاون لحماية أمن العراق واستقراره.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير ضيف الله الفايز في بيان ضرورة بذل كل جهد ممكن لاحتواء الأزمة وخفض التصعيد الذي سيكون له تداعيات كبيرة صعبة إن تفاقم.
وشدد الفايز على ضرورة تجنيب المنطقة تبعات أزمات جديدة من خلال اعتماد معالجات سياسية وبناء علاقات إقليمية قائمة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية.
ويعبر موقف الدبلوماسية الاردنية عن تاسيس مسافة مع خطاب الحليف الامريكي تجاه تطورات الاحداث في العراق المجاور خصوصا وان العلاقات بين عمان وإدارة الرئيس دونالد ترامب لا تبدو مستقرة او ايجابية.
ويخشى الاردن ان يتطور مسار الاحداث وتظطر قوات امريكية لإستخدام الحدود الاردنية في نطاق عملياتي غربي العراق او جنوبي سورية لملاحقة ميليشيات في المنطقة كان يديرها الجنرال القتيل.
كما تحدثت تقارير غير رسمية عن استعدادات طارئة في مقر السفارة الامريكية في عمان لترحيل عدد كبير من المدنيين الامريكيين من العراق عبر الاردن وتحديدا من مركز حدود طريبيل في اليومين المقبلين