الرئيسية / أخبار / المحور الرابع من التقرير الاستخباراتي

المحور الرابع من التقرير الاستخباراتي

يتحدث المحور الرابع من التقرير عن علاقة الدول بالأحزاب ويرى أن بعض هذه الدول يعيش وفق مفهوم زواج المصالح وبعضها يعيش حسب مبدأ المساكنة. وهنا يشجع التقرير على تغليب الأحزاب على العشائرية والقبلية والمناطقية سياسياً واقتصادياً لا عسكرياً بهدف إيجاد توازن للأنظمة القائمة حالياً في الشرق الأوسط وإبقاء الأنظمة رهن الأجندات الخارجية. وهذا الأمر يعني أن يبدأ العمل على دعم المنظمات غير الحكومية في تلك الدول تحت مسميات مختلفة من أجل بلورة كيانات قادرة على فرض أجندات تنافس الأنظمة الحاكمة وإن كانت حليفة لعدد من الدول الكبرى.

ولكن السؤال المطروح، لماذا يراد تنفيذ تلك الأجندة؟ ولمصلحة من؟ ولماذا هذا التوقيت؟ إن المتتبع لما يجري في العراق ولبنان يرى أن بعضاً من هذه الأنشطة قد بدأت تحت شعار محاربة الفساد ومكافحة الفقر. ويرى التقرير أنه لا يمكن مكافحة الفساد في الدول الشرق أوسطية طالما هناك عقلية تفتقر إلى ثقافة التغيير السلمي والتحول الديمقراطي دون إراقة قطرة دم. وتؤكد الدراسة الاستخباراتية على أنه لا بد من تقديم قرابين في السياسة من أجل تحقيق المخطط الذي لن بأكثر من ثلاث دول إقليمية: إسرائيل إيران وتركيا.

لذلك سنرى في القادم من الأيام أن ساحة تلك التغييرات هي المنطقة العربية بدءاً من لبنان إلى العراق ثم شمال أفريقيا وانتهاء بدول الخليج العربي.

لم يترك التقرير مجالاً للشك في أن القادم أعظم وأنه لا سبيل لاستقرار الدول وأنظمتها ما لم تتصالح السلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية، مع الشعب لا مع الأنظمة الحاكمة فقط لأنه ما لم يحصل الشعب الذي يشكل الشباب أكثر من ٧٠ بالمئة من سكانه على حقوقه في العمل والمسكن والصحة و(السعادة) لأن الشعب هو صمام أمان الدول لا أجهزتها الأمنية. فخير مثال على ذلك دول تلاعبت بها أجهزة الاستخبارات الدولية مستغلة شعوب تلك الدول البسيطة للمطالبة بالديمقراطية والتغيير وهم لا يعرفون ماهيتها.

يراد أن يدس السم بالعسل من أجل تحقيق المراد وقتل العباد دون خوف أو وجل من عواقب الأمور وكل ما تطمح إليه الدول التي وضعت التقرير وتعمل على تحقيقه أن ترى نفوذها يتمدد ومصالحها تتوسع دون أن تخسر قطرة دم واحدة من مواطنيها أو جنودها تحت شعار: «دعه يثور، دعه يغير، دعه يسعى للمجهول».

كم في الحياة الحزبية من مزايا ولكنها لا تصلح في الزمان والمكان الشرق أوسطيان: فتلك الدول لم تعرف ثفاقة الأحزاب ولم تعرف كيفية التحول الديمقراطي. فلا بد أن نعمل على تثقيف الشباب بالحياة الديمقراطية والحزبية تمهيداً للوصول إلى عدالة ومساواة وشفافية وحس وطني غير مقولب أو مصنوع بشيفرات أمنية وإلا فإننا سنهيئ الفرصة للآخرين للتآمر علينا.

أ