الرئيسية / أخبار / مستقبل الواقع السوري…الى أين تتجه الأمور؟

مستقبل الواقع السوري…الى أين تتجه الأمور؟

كتب قسطنطين سيفكوف، في “كوريير” للصناعات العسكرية، حول آفاق تطور الصراع في سوريا، وشروط انتهائه، متوقعا استمرار الحرب عامين ونصف على الأقل.

وجاء في مقال نائب رئيس أكاديمية علوم الصواريخ والمدفعية لشؤون السياسة الإعلامية: وصل الوضع في سوريا إلى طريق مسدود، فأي محاولة لتغيير الحدود الحالية بين المناطق بالقوة محفوفة بخطر مواجهة عسكرية مباشرة على الأراضي السورية بين قوات الجهات الفاعلة العالمية والإقليمية. روسيا، الطرف الأجنبي الوحيد في النزاع المهتم، موضوعيا، في إنهائه بسرعة. وعليه، يتعين علينا البحث عن طرق لتحقيق ذلك، وينبغي أن تكون تدابير سياسية حصرا.

مع الأخذ في الاعتبار وجهات النظر السائدة وسط نخبة البلدان الفاعلة، يفترض أن جميع الأطراف ستدرك، في المرحلة الأولى، استحالة تحقيق الأهداف الموضوعة بالكامل. يمكن أن تكون المرحلة طويلة- سنة ونصف أو أكثر. أحد العوامل المهمة في التأخير، نية الولايات المتحدة البقاء حتى انسحاب روسيا من سوريا طوعيا نتيجة عدم الاستقرار الداخلي المتزايد. تبذل الولايات المتحدة جهودا كبيرة في هذا الاتجاه، وإذا نجحت، فسوف يكون لدينا ما يشغلنا عن سوريا.

وإذا ما قاومت روسيا وأفشلت محاولة تفجير البلاد، فيحين وقت التفاوض. سوف تدرك الأطراف أن المزيد من إطالة الصراع السوري غير مربح، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية. وسوف تتميز “فترة المفاوضات” هذه بسيرورة تفاوض نشطة تشارك فيها جميع الأطراف المعنية.

يمكن أن يصبح منصة أساسية لها، ثلاثيان: روسيا – تركيا – إيران، وروسيا – الولايات المتحدة الأمريكية – إسرائيل. ستكون روسيا على الأرجح جسر الربط الدبلوماسي، كدولة مقبولة لدى الخصوم الثلاثة: الولايات المتحدة، وإسرائيل من جهة، وإيران، من ناحية أخرى. خلال هذه المفاوضات، ستتم غربلة شروط السلام في سوريا، حيث يسعى كل لاعب خارجي إلى الحفاظ على مواقفه إلى أقصى حد. لذلك، يجب افتراض أن هذه العملية ستكون صعبة وطويلة بما يكفي- على الأقل سنة، أو أكثر. في الوقت نفسه، من الممكن أن يجري تصعيد عسكري، بأن تحاول الأطراف تعزيز مواقعها الدبلوماسية في مسرح العمليات.

وفقط مع التوصل إلى حل نهائي متفق عليه، ستبدأ عملية حل النزاع العسكري في سوريا.

وهكذا، فإن الحرب في سوريا مع الحفاظ على مراكز القوة الحالية ومصالحها وإمكاناتها يمكن أن تستمر سنتين ونصف على الأقل، أو حتى أكثر من ذلك. في الوقت نفسه، ستبقى شدة الأعمال العسكرية عند مستواها المنخفض الحالي، مع حالات تصعيد موضعية قصيرة الأجل.