مايا التلاوي
لا شكَ أن مطالب الناس المعيشية باتت مُلحة جداً وأن السلطة هي المسؤولة عن تأمين مستلزمات المواطن الذي يعتبر أن أبسط الحقوق من انتماءه كمواطن هو حمايته وتجنب تعرضه للحرمان والجوع .
هل تصدقونَ أن الذي يصل إلى ما دون حد الفقر لديه الاستعداد ليتأمر على وطنه ومما لاشك فيه أن هناك أيدي خفية وأغلبها ممن كانوا ضمن السلطة في السودان يستغلونَ صرخات الناس المُعبرة عن الجوع لتمرير مطايا سياسية ومشاريع خفية .
علينا أن نطرح بعض الأسئلة علنا نستطيع أن نجد لها أجوبة :
* لماذا انفجر الوضع في السودان بعد زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق في خطوة حللها مراقبون أنها تهدف إلى إعادة العلاقات العربية مع دمشق وعودتها إلى جامعة الدول العربية ؟
* لماذا بدأت الاحتجاجات في السودان بعد أيامٍ قليلة من عودة الصادق المهدي إلى السودان الذي غاب عنه مايقارب العام بسبب اتهام السلطات السودانية له بمحاولات تغيير النظام بالقوة وهو مايحكم عليه القانون السوداني بالإعدام ؟؟
* لماذا تضرر ميزان القوى داخل السودان بعد التسربيات التي تؤكد نيّة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة السودانية الخرطوم ؟؟
* ما المطلوب من عمر البشير في المرحلة المُقبلة ولماذا تدحرجت كرة الانتفاضة الشعبية بهذه السرعة ؟ من المستفيد وماذا يريد ؟
* مامدى تأثير الصراع (التركي- القطري) و (السعودي- الإماراتي) على السودان مما نشهده حالياً ؟
ليس على الجائع حرج كما أن ليس على كل من يؤمن بوطنه وبعروبته وانتماءه أن يستثمر خروج مئات الأشخاص ممن تحرق بطونهم الخاوية نار الجوع والعوز لتمرير الصفقات المشبوهة وانتقال البلد إلى حالة عدم الاستقرار .
لا شك أن حسابات الرئيس عمر البشير ورهانه على علاقاته مع دول الخليج من خلال إرسال جنوده للقتال في اليمن تحت لواء السعودية كان الرهان الخاسر لهُ ولشعبه وأنه تعرضَ لنكسات كثيرة كانت آخرها رهانه أن الربيع العربي المزعوم سيغير من خارطة الوطن العربي وتحالفه مع داعمي هذا الربيع الممزق سيُزهر في أرضه .
إن كنتم تريدون أن تعرفوا سبب الانقسام عليكم أن تُراقبوا بعض شاشات الإعلام العربي التي كانت عبارة عن غرفة عمليات وتحريض وقتل خلال السنوات السابقة إن كان في العراق واليمن وليبيا وسورية خيرُ دليل على أن الفتنة( لعن الله من أيقظها) كانت تُبث أمام أعيننا وتلبسُ أجمل مالديها لتظهر في أبهى حلّة .
في النهاية ومع كل توتر تشهده منطقة عربية نرى أن للقوى الخارجية مطايا سياسية واستعمارية أكثر مما تكون مطالب داخلية مُحقة وهذا ما شهدناه عبر السنوات السابقة وما نادت به الشعوب العربية لم يكن ربيعاً بقدر ما كان عاصفةً هوجاء اقتلعت كل مايظهر في طريقها .