مايا التلاوي
تقدم وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس باستقالته من منصبه لينضم إلى سلسلة من المسؤولين البارزين لدى الإدارة الأمريكية قدموا استقالتهم على خليفة قضايا متعددة كانت سبب خلاف واختلاف مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب .
ماتيس الذي وضح في رسالة استقالته للرئيس أنه ” من حقك أن يكون لديك وزير دفاع وجهات نظره تتوافق مع وجهات نظرك ” والذي كان في عصبة الرجال المؤثرون على قرارات ترامب وأكثرهم عقلانية ورشداً ، إذ شهدت الإدارة الأمريكية استقالة العديد من الشخصيات منهم مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر ورئيس هيئة أركان البيت الأبيض جون كيلي ووزير الخارجية ريكس تيلرسون بالإضافة إلى ماتيس الذين كانوا يقدمون ثقلاً حيوياً لسفينة الدولة ولرُبانها الذي لم يُراعي هذا الثقل .
الاختلافات العديدة في وجهات النظر بين ترامب وماتيس أوقعت الأخير في شِباك الاستقالة إذ أنه كان يرفض الانسحاب الأمريكي من سورية وأفغانستان وحاول جاهداً إقناع الرئيس الأمريكي بالتراجع عن القرار لكن دون جدوى فجاء قرار الاستقالة بعد يوم واحد من قرار الانسحاب .
ردود الفعل الغاضبة والرافضة للاستقالة كان لها وقعاً شديداً في الداخل الأمريكي
إذ أعرب مستشار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للأمن الداخلي والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون برينان عن غضبه مغرداً على تويتر ” حسناً أيها الجمهوريون إلى متى ستسمحون لهذه الرئاسة الهزلية بمواصلة العمل في وقت من هذا الاضطراب السياسي والاقتصادي والجغرافي والاستراتيجي على الصعيدين الوطني والعالمي .. هل تنتظرون حدوث كارثة للوقوع قبل أن تتصرفوا .. ؟الكارثة تلوح في الأفق “
أيضاً أعربت زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي أنه ستكون للاستقالة تبعات خطيرة .
في حين قال السيناتور الجمهوري ماركو روبيو مغرداً على تويتر ” من الواضح تماماً أننا نتجه نحو سلسلة من الأخطاء السياسية التي ستُعرض أمتنا للخطر والتي ستُدمر تحالفاتنا وتقوي أعدائنا ..
يبدو أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس لم يترك في رسالة استقالته مجالاً للشك أنه ينظر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب كتهديد للنظام العالمي الذي ساهمت وساعدت الولايات المتحدة على بناءه .
كاتبة وباحثة سياسية