جاء خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كشف فيه عن أقوى الأسلحة في العالم ليتوج فيه خطوات عودة التعددية القطبية وعودة القوة الروسية إلى الميدان الدولي كقطب رئيسي.
يرهق تمدد القوة الروسية في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط دوائر القرار في الغرب وخاصة دوائر الأطلسي، التي قامت منذ عام 2014 بفرض عقوبات اقتصادية جماعية على روسيا ولكنها لم تنجح في وقف تمدد القوة الروسية التي نشاهدها تزداد قوة يوما بعد يوم، ولذلك بدأت الآن هجمة دبلوماسية أطلسية جديدة منشأها بريطانيا والتي تعتبر من الناحية الجيوبوليتيكية هي مركز الإمبراطورية الأطلسية البحرية التجارية.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بأن 14 دولة من دول الاتحاد الأوروبي قررت طرد دبلوماسيين روس، على خلفية قضية سكريبال. وصرح توسك، بأنه بالفعل قد قررت 14 دولة من الاتحاد الأوروبي طرد دبلوماسيين روس، وبأنه سيكون هناك إجراءات إضافية في الأيام القادمة. هذا وأعلنت الخارجية البولندية على لسان وزيرها بأن بولندا قررت اعتبار 4 دبلوماسيين روس أشخاصا غير مرغوب فيهم. كما وأعلنت الخارجية الإستونية عن طرد الملحق العسكري الروسي لذات السبب. كما قررت لاتفيا طرد دبلوماسي روسي واحد وموظف في شركة “إيرفلوت” الروسية للطيران لذات الأسباب. وهذه قائمة بالدول الأوروبية وعدد الدبلوماسيين الروس الذين تم طردهم من كل دولة:
بولندا 4 دبلوماسيين، ليتوانيا 3 دبلوماسيين، لاتفيا دبلوماسيا واحدا، أوكرانيا 13 دبلوماسيا، فرنسا 4 دبلوماسيين، الجمهورية التشيكية 3 دبلوماسيين، إستونيا دبلوماسيا واحدا، ألمانيا 4 دبلوماسيين، إيطاليا والدنمارك وهولندا دبلوماسيين اثنين من كل بلد. كما ستحذو كل من فنلندا ورومانيا والسويد حذو نظيراتها الاوروبية وستطرد كل واحدة منهما دبلوماسي روسي واحد.
وقال بيسكوف للصحفيين: “نحن نأسف كثيرا على اتخاذ هذه القرارات”.
وأشار الى أنه تم الاحتجاج بقضية “تسميم سكريبال” في سالزبوري كحجة من قبل هذه الدول للقيام بهذه الخطوة.
وقال المتحدث الصحفي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف: “كسبب لذلك يتم الإشارة يتم الإشارة الى قضية سكريبال، ونحن أكدنا مرارا على أن روسيا لا علاقة لها بهذه القضية”.
وتابع: “سيتعين علينا دراسة الوضع القائم إثر إعلان عدد من الدول حول طرد دبلوماسيينا، وسنبحث الوضع بشكل أساسي عبر وزارة الخارجية، وبعد ذلك ستعرض على الرئيس مقترحات حول الخطوات الردية”. وأشار إلى أن “رئيس الدولة سيتخذ القرار النهائي”. وفي حديث حول سبل الرد على ذلك، أشار الى أنه “بالتأكيد سيتم الاسترشاد بمبدأ التعامل بالمثل”.
من جهته صرح السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف أن مسؤولية هدم العلاقات الروسية الأمريكية تقع على عاتق الولايات المتحدة.
وعلق السفير الروسي على قرار الولايات المتحدة، قائلا: “ما تفعله الولايات المتحدة اليوم، هو تدمير القليل المتبقي من العلاقات الروسية الأمريكية. وكل المسؤولية عن عواقب هدم العلاقات الروسية الأمريكية تقع على عاتق الولايات المتحدة”.
وأشار أنطونوف إلى أن واشنطن لا تفهم إلا لغة القوة ولا يمكن ترك مثل هذه الإجراءات دون رد.
وأضاف أنطونوف: أستطيع أن أقول شيئا واحدا، هو أن واشنطن لا تفهم شيئا غير القوة. أعتقد أن الرد يجب أن يكون صحيحا. ستتخذ موسكو القرار المناسب، لكنني أرى، كمواطن روسي، أنه لا يمكن ترك تلك الإجراءات الاستفزازية بلا عقاب”.
وكان مسؤول رفيع في البيت الأبيض، قد صرح اليوم الاثنين للصحفيين، أن الولايات المتحدة اتخذت قرارا بطرد من وصفهم عشرات “الجواسيس الروس” وإغلاق القنصلية العامة الروسية في سياتل، تعبيرا عن التضامن مع بريطانيا في “قضية سكريبال”.
وفي النتجية أمريكا على وشك خسارة ثقلها في سوريا والعراق خلال عام بسبب تقدم الجيشين السوري والعراقي، في حين تقترب روسيا من إعلان انتصار محور مكافحة الإرهاب (الروسي الإيراني السوري حزب الله) في سوريا، ومن ناحية أخرى يقترب النظام الاقتصادي الدولي الذي أسسته الولايات المتحدة إلى الانهيار، بالإضافة إلى أن صناعات الدول الغربية سيحل محلها صناعات آسيوية وشرقية وروسية خلال السنوات القادمة ونحن أمام تغير حقيقي قادم وهذه التصرفات الغربية لن تؤثر في حقيقة المشهد الدولي.