الرئيسية / أخبار / هل كانت قمة عمًان أخر القمم العربية المصيرية؟

هل كانت قمة عمًان أخر القمم العربية المصيرية؟

د. شهاب المكاحله – واشنطن –

يبدو أن القمة العربية التي عُقدت في عمًان في مارس 2017 قد تكون هي آخر القمم العربية لأن أية قمة قد يعني حضور ملف القدس وملفات أخرى شائكة وهو ما لا تريده بعض الدول العربية في المرحلة القادمة تمهيداً لـ”صفقة القرن”.

فبعد تقزيم القمة العربية التي نودي لها لبحث ملف القدس واقتصارها على اجتماع سداسي على مستوى وزراء الخارجية في عمًان يوم 6 يناير 2018 فإن هذا معناه ان هناك من العرب من طبًع فعلاً مع تل أبيب رغم عدم وجود سفارات أو مبعوثين دبلوماسيين بين تلك الدول مع إسرائيل. وهذه القمة السداسية التي تضم مصر والأردن وفلسطين والسعودية والإمارات والمغرب والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط ستكون بمثابة قمة شكلية لا فعالية لها حتى إعلامياً ولكنها رد اعتبار لما سعى له الأردن لتحقيقه ولو على أقل مستوى للملمة جراح الأمة تجاه قضية مصيرية تتعلق بمستقبل القدس.

باتت عمان والسلطة الفلسطينية وحدهما في مواجهة تلك الأطماع وتلك المؤامرة خصوصاً مع إعلان الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي أن الوفد الوزاري العربي المشكل بقرار من مجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ في 9 ديسمبر2017 المخول بالرد على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس عن عزمه عقد اجتماع في الأردن في 6 يناير 2018 بدعوة من رئاسة القمة العربية.

هذا يعكس أن هناك تشدداً من بعض الدول العربية لعدم عقد قمة تتعلق بالقدس في أي مكان سواء أكانت الأردن هي المستضيفة أم غيرها من الدول العربية. لذلك فإن أية قمة استثنائية بات ضرباً من المستحيلات بل بات الأمر بمثابة عقوبة للأردن على موقفها من بعض القضايا الإقليمية ومنها القدس ورفض الأردن للإملاءات الإقليمية والدولية لسياساته في ظل فتح قنوات اتصال سياسية على أعلى مستوى مع تركيا.  وهنا تُعول الدول العربية المتحالفة مع الرياض حول القمة العربية التي ستعقد في السعودية في مارس 2018 والتي يعتبر انعقادها في ذلك التوقيت دون قمة استثنائية بمثابة خدمة او شيك على بياض لتل أبيب وواشنطن في قضية القدس وتمييع القضية خصوصاً وأن الرياض وحلفاها تسعيان إلى عقد صفقة القرن التي اتفق عليها ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دون أن يكون للأردن دور في ملف القدس وإبعاد الأردن عن ملف المصالحة الفلسطينية وحصره في مصر ناهيك باستدعاء الرئيس الفلسطيني للرياض مرتين. كما أن دولاً عربية عديدة باتت تضمر للأردن الحقد التاريخي بل ما يعرف بـ”حقد الجمل” على مواقف تاريخية نارية للأردن من قضايا مصيرية منها القدس وفلسطين ناهيك بعقد قمة عنوانها “القدس” في العاصمة الأردنية يعني إعطاء عمًان صفة رسمية واعترافاً بشرعية الأردن والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشرقية وذلك يغاير ما تريده بعض القوى الأقليمية.

غدر العرب بالأردن وطعنت بعض الدول العربية لعمًان عدة مرات واليوم بات واضحاً حجم المؤامرة ليس على القدس فقط بل على الأردن وفلسطين وغيرها من الدول العربية التي تقف ضد موجة صفقة القرن. يبدو أن دولاً باتت تظهر رغبتها في نبش ما في الصدور وإظهار الحقد القديم عبر التآمر على قضايا مصيرية دونما فهمهم لطبيعة الأردنيين والأردن قيادة وشعباً. فتحالفت تلك الدول مع إسرائيل بشروط الأخيرة وبتنازل عن كل ما من شأنه أن يعكر صفو العلاقة بين تلك الدول وتل أبيب في القادم من الأيام. وما هي إلا أيام ونشهد خلالها افتتاح سفارة لإسرائيل في عدة عواصم عربية بالتزامن مع عقد القمة العربية في مارس القادم. فما لك يا قدس سوى شعبك والأردن.