الرئيسية / أخبار / ويلات 2017 وكوابيس 2018

ويلات 2017 وكوابيس 2018

د. شهاب المكاحله – واشنطن-

نودع عاماً ونستقبل آخر على وقع أحداث درامية متلاحقة منها ما كان لترتيب أوراق الشرق الأوسط ومنها ما كان لإنهاء حلم، وخلق واقع درامي جديد تعيش على وقعه شعوب لأعوام بل عقود قادمات بقرارات جلبت الويلات للشعوب الشرق أوسطية وللقضية الفلسطينية وصداعاً نصفياً لا دواء له إلا برفض كل أنواع الاحتلال.

وبنظرة بانورامية على عالمنا العربي نجد ببساطة أنه وبعد مائة عام على وعد بلفور واتفاقية سايكس-بيكو أن نفوذ عدد من الدول العربية قد تقلص مقارنة بما كانت عليه في العام 2016 ومنها الخليجية كما أن دور دول مجلس التعاون الخليجي قد تضاءل نظراً لغياب فاعل لقطر وعُمان. ولا ننسى تلك الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرياض في 21 مايو 2017 إذ التقى بعدد من قادة المنطقة والعالم الإسلامي وأوضح لهم نظرة واشنطن للإسلام والتطرف الديني وكيفية محاربته. وانتهى العام 2017 بحملة محاربة الفساد في السعودية وإعلان ترامب القدس عاصمة لفلسطين ومظاهرات ضد الغلاء في إيران والمزيد من الفوضى في اليمن وتصاعد التنافس الإقليمي لإنشاء قواعد عسكرية في أفريقيا مع أفول نجم “داعش” في العراق وسوريا وإحلالها في أفغانستان وفي أفريقيا وعدد من الدول العربية الأسيوية تمهيداً لاستعانة بخدماتها في الأيام القادمات.

واليوم نرى أنه بناءً على ستيف بانون والذي عمل مستشاراً واستراتيجياً لترامب حتى نهاية شهر أغسطس 2017 وما قاله في مقابلة مع مجلة “فانيتي” أن فرص نجاح ترامب في الحفاظ على مقعده في البيت الأبيض ليست كبيرة بل إنها لا تتعدى 30%. إذا قال بانون: “إنني لا أمنح ترامب أكثر من نسبة 30% في أن يفلح في تجنب الإنهاء المبكر لفترة رئاسته الأولى، إما بسبب توجيه اتهام له بالخيانة من قبل الكونجرس أو بسبب قرارعزل له تصدره الإدارة الأميركية تفعيلاً للتعديل الخامس والعشرين في الدستور”. وهذا يعني إفشال معظم خطط بعض دول المنطقة في كسب ود الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير. وأيا كان الرئيس الذي سيخلف ترامب فإن النهج الذي سينتهجه سيكون مختلفاً لأن ما يسير وفقه اليوم ترامب سيقود حتماً لنهاية مدمرة وفق ما قاله الصحفي اللامع ديفيد هيرست.

وأوضح هيرست أن سبب مسارعة الإسرائيليين في الضغط على ترامب من أجل إعلان القدس عاصمة لإسرائيل يسير وفق هذا النهج لأنهم يعلمون أن ترامب بات حكمه على المحك لذلك يريدون كسب المزيد على الأرض وخصوصاً رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي بات في عجلة من  أمره لأنه يريد ضم القدس الكبرى والحصول على توقيع ترامب على ذلك، بينما لايزال كل منهما في الحكم لأن ذلك سيعطي نتنياهو اليد العليا في الانتخابات القادمة في إسرائيل.

ما يهمنا في هذا المجال هو أنه مع انتهاء الصراع في العراق وقريباً في سوريا– إن لم يتم تمويل ودعم وتسليح المتطرفين فيهما — فإن انتفاضة ثالثة قادمة لا محالة تبدأ من قطاع غزة. كما أن تشكيل التحالف السوداني الإيراني التركي مع إنشاء قاعدة عسكرية تركية في سواكن السودانية على البحر الأحمر هو من باب سد الطريق على أية آمال إسرائيلية أو من في حكمها للتحكم في المضائق في البحر الأحمر (باب المندب والسويس). وإذا ما عادت سوريا والعراق إلى الحاضنة العربية فإن الكثير من المعطيات سوف تتغير على أرض الواقع وسوف يكون هناك دعم لوجستي واستراتيجي للقضية الفلسطينية أكبر يقود إلى تغيير الدفة وكسب أوراق لصالح القضية الفلسطينية.

كان عام 2017 وحتى بداية ديسمبر منه يحمل أحلام عدد من الحكام بتشكيل شرق أوسط جديد ودول تخدم مصالحهم واليوم وبعد قضية القدس انتهى العام على وقع كابوس اسمه الاعتراق بالقدس عاصمة لإسرائيل إذ بات قرار الاعتراف صداعاً شديداً لمن أعلنه ولمن تبناه ولمن سانده. فهل يصحو هؤلاء بعض هؤلاء القادة الإقليميين من غفوتهم أو سقطتهم ويستعيدوا مصداقيتهم أماما شعبهم؟!!!!

الأول نيوز