الرئيسية / أخبار / اليمن على صفيح ساخن وقمة خليجية خجلة

اليمن على صفيح ساخن وقمة خليجية خجلة

د. شهاب المكاحله –

ما أن بدأت القمة الخليجية الـ 38  العادية في الكويت حتى انتهت  في ظروف غير عادية مع تمثيل ضعيف للدول رغم أن القمة انطلقت في ظل  أزمة حادة تعصف بالمنطقة وتداعيات دموية متوقعة في اليمن بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وقطيعة اقتصادية وسياسية ودبلوماسية للرياض وأبوظبي والمنامة للدوحة.

في الوقت الذي تغيب فيه 4 من قادة دول المجلس، يمكننا وصف ما جرى بأنه اجتماع على عجل أو لقاء موجز. القمة مميزة في توقيتها الحساس: عشية مقتل الرئيس اليمني السابق وفي ظل توجهات أميركية لنقل سفارتها في أي وقت من تل أبيب إلى القدس. والخلاف الخليجي-القطري حول عدة ملفات منها “الأخوان المسلمون” والإرهاب وإيران وحلم الاتحاد.

في قمة بأدنى مستوى تمثيل في تاريخ القمم الخليجية منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي عام 1981 ، بمشاركة زعيمين فقط هما أمير الكويت ( الذي تترأس بلاده القمة)، وأمير قطر، انعقدت القمة من قبيل رفع العتب عن الكويت الملتزمة بوحدة الصف الخليجي والعربي. لكن يبدو اليوم من خلال المشاركة أن تماسك مجلس التعاون الخليجي لم يصل إلى إمكان تحويله إلى اتحاد وهذا ما يفسر في الوقت الحالي تشكيل كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لجنة خاصة للتعاون في المجالات العسكرية والاقتصادية، بمعزل عن مجلس التعاون الخليجي. ووفق ما اوضحته وزارة الخارجية الإماراتية في بيانها عن استحداث “لجنة التعاون المشترك” تتولى فيه اللجنة تنسيق التعاون بين الدولتين “في جميع المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها”.

لعل مستوى التمثيل للقمة يعكس قيمتها وتأثيرها. فالمنطقة كلها تشهد حالة من انعدام الاستقرار أما الخليج العربي فتشهد دوله حالة ضبابية تؤثر على مخرجات القمة خصوصاً عقب الاعلان عن اغتيال على عبدالله صالح ما يعني تغيير مسار الحرب في اليمن. ومن المتوقع أن يعلن ممثلو الدول الخليجية في بيانهم الختامي التزامهم بوحدة اليمن ورفض التدخل ففي شؤونه الداخلية والتأكيد على المبادرة الخليجية وآلية تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض مع تنفيذ غير مشروط لقرار مجلس الأمن 2216. وللتذكير فالمبادرة الخليجية التي تم التوصل إليها في العام 2011 تنص على أن يكون عبدربه منصور هادي رئيساُ لليمن حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة. أما مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في 2013 -2014 فينص على تقسيم اليمن إلى دولة اتحادية مكونة من 6 أقاليم: 4 في الشمال و 2 في الجنوب.

ملفا القدس وإيران

مع تأجيل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قراره بشأن نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، بل واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل على أن يتخذ القرار في هذا الشأن  خلال الأيام القليلة القادمة  فإن التوصل لقرار واضح خليجي وعربي وإسلامي بات ضرورياً للحيلولة دون اللعب على وتر القدس تارة وقضية اللاجئين تارة أخرى لما لذلك من تداعيات اقليمية مدمرة وربيع عربي جديد بصيغة جديدة هذه المرة. والملف الأهم على طاولة القمة هو النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة وقضية الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران منذ سنوات.

الأول نيوز